Aug 23, 2019 6:34 AM
صحف

هذه هي حصيلة زيارة الحريري الى واشنطن!

أفادت "نداء الوطن" أن "حزب الله" احتلّ الحيّز الأكبر من محادثات ولقاءات الحريري في واشنطن، وكذلك دور رئيس مجلس النواب نبيه بري في مفاوضات ترسيم الحدود إذ يحمّله الأميركيون مسؤولية توقفها، فضلاً عن إفصاح الأميركيين عن نيتهم فرض عقوبات إضافية على شخصيات مسيحية هذه المرة وفي موقع المسؤولية، وتلويحهم بعقوبات على المصارف وحركة تحويلات الأموال إلى لبنان. وحمّل الأميركيون رئيس حكومة لبنان عرضين، ورسالة لم تخلُ من تحذير مبطّن .

بدأ الاجتماع بعرض الرسالة الموجّهة خصوصاً إلى بري، وتفيد بأنّه سيتحمّل و"حزب الله" مسؤولية تدهور الاقتصاد اللبناني إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه من ناحية استغلال "الحزب" للموانئ البحرية والبرية، وعدم تحمّل الدولة اللبنانية مسؤوليتها وبسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية، والمضي قدماً في مفاوضات ترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل.

وأبلغ الاميركيون الحريري أن هناك لائحة عقوبات ستصدر وستتضمن مزيداً من أسماء مسؤولين في "حزب الله"، وأسماء لمسؤولين مسيحيين وستطاول أيضاً عدداً من البنوك التجارية التي تدّعي واشنطن أنّ "الحزب" يتعامل معها.

كما حمّل الأميركيون الحريري مسؤولية وضع حدّ لما وصفوه بمخابئ السلاح في الجنوب. وفي كلّ مرة كان الحريري يحاول شرح الواقع اللبناني واستحالة تطبيق بعض الأمور حالياً كان الجواب: "أنت رئيس الحكومة، تصرّف".

وبعد الإسهاب في استعراض تفاصيل ما يضمره الأميركيون للبنان ونظرتهم لواقع الأمور، انتقل المسؤولون للحديث عن عرض أميركي للبنان مؤلّف من شقين، يتعلق بترسيم الحدود اللبنانية مع إسرائيل وهذا هو الأساس من وجهة نظرهم، وقد فرّقوا بين ترسيم الحدود (border demarcation) وترسيم نقاط عند الحدود (boundries points). يتحدّث الشق الأوّل من العرض عن الاستعانة بلجنة ثلاثية مؤلّفة من "اليونيفيل" وممثلين اثنين عن الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي، متخصّصة بترسيم الحدود البرّية والخط الأزرق، تحدّد وتعيد ترسيم النقاط الحدودية المختلف عليها وليس ترسيم خط الحدود أي الخط الأزرق. أما الشق الثاني فيقوم على تشكيل لجنة ثانية من “اليونيفيل” وفريقين اقتصاديين من لبنان وإسرائيل لتحديد الحدود البحرية أو ترسيمها.

وإذا لم يوافق لبنان، وهو ما يتوقعه المسؤولون الأميركيون، فسيكون هناك اقتراح ثان يقدم البديل عن اللجنة الاقتصادية وهو إقامة منطقة تنمية مشتركة (zone development area) شبيهة بالنموذج الموجود على الحدود بين تايلند والفيليبين والتي اختلفت عليها الدولتان، وكان الحل بأن لجأتا إلى لجنة متعدّدة الجنسيات، استلمت هذه المنطقة وتولّت تشغيلها واستثمارها وتقوم بتوزيع ثروتها بين الدولتين. وهذا هو العرض الذي تفضّله إسرائيل التي ترغب بوجود لجنة من جنسيات متعدّدة فرنسية وأميركية ودنماركية وما شابه تنال حق استثمار المنطقة من النفط وتوزيعه بينها وبين لبنان.

يقول المقترح الأميركي إنه إذا لم يوافق لبنان على العرضين، فالاتجاه هو نحو مزيد من العقوبات الأميركية على لبنان والتي قد تطاول هذه المرة حركة تحويل الأموال من لبنان وإليه.

وفق مصدر موثوق، فإن الأميركيين لمّحوا إلى تحميل الرئيس بري مسؤولية توقف مفاوضات ترسيم الحدود، وأنه و"حزب الله" يعيقان عمل الحكومة في هذا المجال وهما سيتحمّلان عواقب تلك المسألة على الاقتصاد الذي تراه أميركا عرضة للانهيار في أي لحظة. تريد أميركا من الحريري أن يبادر إلى بحث موضوع الترسيم في مجلس الوزراء وهو ما كان وعد به الحريري سابقاً غير أن طرحه قد يستجرّ طرحاً آخر يتعلق بترسيم الحدود مع سوريا وهو ما قد يكون بنداً تفجيرياً.

بدورها أفادت "الجمهورية" أنّ حزب الله لا يزال في صدد تجميع أجزاء الصورة الكاملة التي تعكس حقيقة ما حصل خلال زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى الولايات المتحدة، "وبالتالي فهو تجنّب حتى الآن إبداءَ رأي علني وقاطع في ما انتهت اليه رحلة الحريري، الى حين استكمال كل المعلومات الضرورية عنها"، مشيرة الى أن الامور عند حزب الله مرهونة بالخواتيم أي بطبيعة النتائج التي تمخّضت عن لقاءات رئيس الحكومة في الولايات المتحدة، "ذلك انّ المسألة لا تتصل بعواطف شخصية، بل بالحقائق السياسية".

من جهة أخرى، نقل مراسل "النهار" في العاصمة الاميركية هشام ملحم عن مصدر أميركي مسؤول ان محادثات الحريري في واشنطن، والتي تركزت في معظمها على قضايا اقتصادية، لم تغير من سياسة ادارة الرئيس ترامب في مواصلة الضغوط على "حزب الله" وحلفائه، بما في ذلك مسألة فرض عقوبات جديدة ضد الحزب وحلفائه في "التيار الوطني الحر" وعلى مؤسسات مالية تتعامل مع الحزب وحلفائه. وفي هذا السياق قال المصدر ان لا أساس من الصحة لما قاله الرئيس عون عن العقوبات المحتملة أكد شخصيات في حزبه ووصفها بانها "تمنيات"، وقال ساخراً: "لم أكن أعلم ان أحداً في الادارة يتحدث مع عون عن وضع شخصيات لبنانية على لائحة العقوبات". وأضاف ان مسألة العقوبات المحتملة لم تناقش مع الحريري، مشيراً إلى ان هذه المسألة لا تزال قيد الدراسة القانونية في الاجهزة المختصة، وتحديداً وزارة الخزانة، وأن حكومته لا تمانع في استمرار حال القلق وانعدام اليقين والوضوح المتعلقة بالعقوبات في أوساط الحزب و"التيار". وخلص إلى أن "وهذا ما يجب ان يحدث للذين يتعاونون مع التنظيمات الارهابية، ومع نظام الاسد في سوريا". 

وبعد انتهاء العطلة الصيفية للكونغرس مطلع أيلول، سوف تعاود في مجلس النواب مناقشة "مشروع قرار مواجهة نفوذ حزب الله في الجيش اللبناني"، الذي أحيل على لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب في حزيران الماضي. 

إلى ذلك، أشارت "الاخبار" الى أن الأميركيين فاتحوا الرئيس سعد الحريري بضرورة ضبط الحدود مع سوريا. وقد أكّدت مصادر "وسطية" لصحيفة "الأخبار"، أن الطرح الأميركي مع الحريري أتى في "سياق جدّي ودعوة إلى ضرورة وضع خطة للدولة لضبط الحدود اللبنانية ــ السورية بشكل نهائي"، كبندٍ ثانٍ يلي "انطلاق المفاوضات" حول الحدود البحرية والبرية الجنوبية مع فلسطين المحتلة.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o