Aug 22, 2019 4:28 PM
تحليل سياسي

هل ينجح لبنان فـي امتحان الاشهر الستة الاصلاحي قبل التصنيف الجديد؟
مجلس وزراء صيفي: تعيينات "الدستوري" دون "قوات" ولبنان في "اليونيفيل"
اوغلو في بيروت مساء...وطهران مستعدة لاقتراحات فرنسا لانقاذ النووي

المركزية- قدم ارجاء الاشهر الستة المرتقب لتقرير مؤسسة "ستاندرد اند بورز" قبل ان تخفض تصنيف لبنان الائتماني، ليبقى راهنا على B_ ، جوابا واحدا:لا انهيار سياسيا واقتصاديا خلال فترة السماح، لكنه خلف عشرات الاسئلة: ماذا بعد؟ ماذا لو عجز لبنان أو فشل في التجاوب مع تنفيذ اصلاحات الضرورة القصوى المفترض ان تجنبه تجرّع كأس خفض التصنيف المرّ؟ ماذا لو انقضت المهلة من دون إنجاز المسار الاصلاحي، فكيف سيتم التعاطي مع لبنان حينما يصبح "ورقة ساقطة" سياسيا واقتصاديا؟ ماذا لو استمرت المناكفات و"الزكزكات" السياسية التي شكلت السبب الرئيسي في عدم النهوض حتى اللحظة، وأخرت اقرار موازنة العام 2019 وحالت دون وضع حال الاستنفار المطلوبة لمواجهة التحديات على سكة التنفيذ وبعض المؤشرات الصادرة في هذا الاتجاه في الساعات الاخيرة غير مطمئنة؟ ماذا لو لم يتعظ بعض السياسيين من تجارب الماضي وقدموا مصالحهم الخاصة على الوطنية؟

جواب العهد جاء من اجتماع بعبدا المالي ومن امتناع بعض المحسوبين عليه عن توتير الاجواء. جواب الحكومة اللبنانية يبقى حتى الساعة مجرد موقف ونيات حسنة تنتظر الترجمة. جواب حزب الله سيحدده الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عصر الاحد في اطلالته لمناسبة الانتصار الثاني.

لكنّ الثابت في مجمل المشهد الارجائي، هو ان لبنان ما زال يحظى بمظلة خارجية منحته ارجاء الاشهر الستة ولو مشروطة بوجوب انطلاق الاصلاح الحقيقي الذي لم يتمكن من اطلاقه بعد. والمسؤولية تقع في الدرجة الاولى على الحكومة لتثبت التزام لبنان جديا باستثمار فرصة الوقت الخارجي الضائع لتلملم اوضاعها وتحسّن سمعتها فتعيد بعضا من الثقة المفقودة به. الرهان كبير والتحدي أكبر فهل ينجح لبنان في امتحان استعادة الثقة؟

الحكومة في بيت الدين: اول مادة في الامتحان، خضعت لها الحكومة اليوم  في تعيينات المجلس الدستوري التي طرحت من خارج جدول اعمال الجلسة العادية الاولى لها هذا العام في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين والثانية في اعقاب ازمة "البساتين". فقد إلتأم مجلس الوزراء في الاولى بعد ظهر اليوم، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء، وبحث في جدول اعمال من 46 بندا، اضافة الى بنود طارئة، لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها. وسبقت الجلسة خلوة بين الرئيسين عون والحريري بحثت في المستجدات.

القوات خارج الدستوري: ويبدو ان هواجس معراب من تعيينات الدستوري جاءت في محلها، اذ لم يتم تعيين مرشح القوات اللبنانية سعيد مالك من ضمن الأسماء التي تم تعيينها والتي اقرت باعتراض وزراء القوات ووزير الاشغال يوسف فنيانوس. وقال الوزير ريشار قيومجيان بعد الجلسة: نحن ضد ما حصل ولم تطرح علينا الأسماء مسبقاً بما يخص المجلس الدستوري ونأسف لعدم وجود اخلاقية في السياسة.

وفي السياق توقعت مصادر مطلعة ان يصدر موقف من معراب تعليقا على تعيينات المجلس الدستوري.

هدوء نسبي؟: الجلسة بدت هادئة "نسبيا"، اذ أفيد ان اي سلام او كلام لم يسجل بين الوزراء جبران باسيل من جهة وأكرم شهيّب ووائل أبو فاعور من جهة أخرى، فيما علم ان سجالا حادا حصل بين الوزيرين صالح الغريب وابو فاعور حول البند المتعلق بالتسوية عن مبالغ محكومة لآل فتوش. وفي السياق، أشارت المعلومات الى ان في بند تعويضات العطل والضرر لآل فتوش، تقرر تكليف محامين للدفاع عن حقوق الدولة في الولايات المتحدة من قبل وزارة المالية ومصرف لبنان. الى ذلك، علم ان مجلس الوزراء وافق على مشاركة لبنان في قوات حفظ السلام بشكل رمزي بحسب طلب وزارة الدفاع.

عشية التقرير: وفيما كان متوقعا ان يصدر تقرير ستاندرد اند بورز غدا، توقعت اوساط اقتصادية عدم صدور اي تقرير عن المؤسسة وتأجيله الى ما بعد اقرار موازنة العام 2020، اي نهاية العام الجاري. وقد طلب الرئيس الحريري من الوزراء، في مستهل الجلسة عدم الاسترسال في الحديث عن المسألة. أما وزير المال علي حسن خليل، فأكد أنّ كل كلام غير دقيق عن تخفيض تصنيف لبنان الائتماني مضر. وقال من بيت الدين: "مسألة تصنيف لبنان مرتبطة بمصلحة الدولة ويجب أن يكون التعاطي معها تعاطياً مسؤولاً".

تعيينات: وقبل الجلسة، وردا على سؤال عن تصنيف لبنان، قال بو صعب "تفاءلوا بالخير تجدوه". وتابع "سنعرض ان يشارك لبنان في قوات اليونيفل في الخارج، ليس تحت البند السابع اي لحفظ السلام وليس لفرض السلام، ولهذه المشاركة رمزية خاصة".

عون وسرحان: في غضون ذلك، وغداة اجتماع الرئيس الحريري والوزير باسيل في بيت الوسط الذي قيل انه فتح الباب لسلة تعيينات سيجريها مجلس الوزراء اليوم، أبرزها قضائي متعلق بالمجلس الدستوري وسواه، اجرى رئيس الجمهورية قبيل ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في قصر بيت الدين، لقاءات عدة تناولت شؤوناً قضائية وانمائية، فعرض مع وزير العدل القاضي البرت سرحان شؤون وعمل الوزارة والتعيينات المرتقبة في عدد من المراكز الشاغرة فيها.

بين الحزب والتقدمي: في الاثناء، زار النائب السابق غازي العريضي مقر الرئاسة الثانية موفداً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، واكد بعد زيارته لرئيس مجلس النواب نبيه برّي أنّ عيد الاضحى كان استثنائيًا ومر بخير اثر الاجتماع الذي تم في بعبدا وكان للرئيس برّي الدور في انجازه وتحقيقه. ورداً على سؤال حول المساعي عن لقاء مرتقب بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي برعاية الرئيس بري، اجاب العريضي "اعتقد ان رئيس المجلس وقبل حصول الحادثة الاليمة في قبرشمون كانت لديه مساع وحصل اجتماع بيننا وبين الاخوة في حزب الله وعلى اساس ان تستمر هذه الاتصالات لاستكمال الحوار بيننا واعتقد انه الان وبعد انفراج الامور وانقشاع الغيمة التي مررنا بها مع كل المخاطر والجهد الكبير الذي بذله الرئيس بري اعتقد انه سيستكمل هذا العمل واتصور ان الامور ستأخذ مجراها الطبيعي ويجب ان نعود الى الحوار والى مناقشة كل الامور بروح المسؤولية الوطنية اضافةً الى ما في تاريخ هذه العلاقة من نقاط مشتركة وجهد وعمل ونتائج استثنائية تحققت على المستوى الوطني العام على مدى سنوات طويلة، ان شاءالله تنفرج الامور على هذا الصعيد قريباً وان تعود الى التواصل المباشر بيننا وبين الاخوة في حزب الله".

أوغلو في لبنان: على صعيد آخر، يصل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو  الى لبنان مساء اليوم في زيارة  لا تتعدى 24 ساعة على ان يلتقي غدا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري ثم ينتقل الى قصر بسترس لعقد جلسة محادثات مع نظيره جبران باسيل  الذي يقيم على شرفه مأدبة غداء تكريمية.

ظريف: اقليميا، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ان بلاده لن تبدأ حربا في الخليج لكنها ستدافع عن نفسها. وقال، في كلمة بالمعهد النرويجي للشؤون الدولية: "هل ستنشب حرب في الخليج؟ بمقدوري أن أقول لكم أننا لن نبدأ الحرب... لكننا سندافع عن أنفسنا". ولفت ظريف الى إن طهران مستعدة للعمل على مقترحات فرنسية لإنقاذ الاتفاق النووي الدولي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية عام 2015. وأضاف في المعهد النرويجي للشؤون الدولية "هناك مقترحات على الطاولة وسنعمل عليها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o