Aug 21, 2019 4:25 PM
تحليل سياسي

أسهم الحفاظ على تصنيف B- ترتفع.. لبنان امام فرصة جديدة لاصلاح نفسه؟
الراعي من بيت الدين: المادة 95 ضمانة لكل الناس.. والجميل لعون: وينك؟!
ريتشادر تأمل ان يؤمن اللبنانيون بجيشهم..روحاني:لا أمان اذا توقفت صادراتنا

المركزية- تتجاذب الوضع اللبناني، "رياح" تقرير ستاندرد آند بورز المتعاكسة التي تهب عليه ساخنة طورا وباردة طورا آخر.. وقد سجّلت بورصة الترجيحات في الساعات الاخيرة، ارتفاعا حذرا في أسهم إيجابية يمكن ان تطبع التصنيف المرتقب صدوره الجمعة المقبل مبدئيا، بحيث بات من غير المستبعد ان "ترحم" الوكالة لبنان وتعطيه فرصة جديدة، مبقية تصنيفه على حال B-. فهل تصدق؟ وفي وقت يحبس اللبنانيون أنفاسهم بانتظار جلاء هذه الصورة، يبقى الامل في ان تحسن الدولة التعاطي مع التقرير ايا تكن صيغته، فتباشر، انطلاقا من الجلسة التي تعقدها الحكومة غدا في بيت الدين، ورشة جدية للاصلاح الاقتصادي تخرج لبنان من المأزق الكبير الذي يتخبط فيه وقد قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم اننا امام كارثة اقتصادية واجتماعية، في وقت أبلغه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الموضوع الاقتصادي سيكون البند الأول في اهتمامات مجلس الوزراء لمواجهة التداعيات التي يحدثها على حياة المواطنين الذين لم يعد في مقدورهم التحمل اكثر.

التصنيف على حاله: على صعيد تقرير ستاندرد اند بورز، أشارت معلومات صحافية الى" أنّ الأجواء ايجابية"، متحدثة عن اتجاه إلى الإبقاء على التصنيف الحالي للبنان أي الابقاء على مرتبة B-. وبحسب المعلومات، الابقاء على التصنيف الحالي هو نتيجة اللقاءات المكثفة التي حصلت بين وزارة المال ووكالات التصنيف، والاتصالات التي تمت بين لبنان والولايات المتحدة والدول الأجنبية، والتطورات السياسية الايجابية وخصوصًا اجتماع بعبدا المالي والاقتصادي".

لقاء الاربعاء: الملف هذا حضر اليوم في عين التينة حيث حافظ رئيس مجلس النواب نبيه بري على تفاؤله واعتبر ان كل "التوقعات حول التصنيف الإئتماني للبنان من قبل المؤسسات الدولية قد تحمل مؤشرات إيجابية وهذا قد يعطي فرصة للبنان لتصحيح مسار الأمور" مشيرا الى ان الأجواء الإيجابية التي تمخضت عن لقاء المصالحة والمصارحة التي حصلت يجب ان تمهد للبدء في تنشيط العمل الحكومي وتزخيمه بكل الملفات التي تحظى بإهتمام كل اللبنانيين. ونقل نواب لقاء الاربعاء عن الرئيس بري قوله "بطبيعة الحال ان تتصدر الأزمة الإقتصادية بكافة تشعباتها كل الإهتمام خاصة ان هناك إجماعاً وطنياً حول ضرورة مقاربة هذه الازمة ولو اقتضى الامر اعلان حالة طوارئ اقتصادية حيالها." وشدد بري على ضرورة تفعيل العمل البرلماني مستعيناً بالآية الكريمة "قفوهم انهم مسؤولون" على قاعدة ان المرحلة تستدعي العمل وليس الكلام، وهناك الكثير من الشكاوى ومن مهام المجلس القيام بأدواره الرقابية والتشريعية على اكمل وجه. الى ذلك، قال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي ان "الرئيس بري يعتبر ما ورد في بعض الصحف لا يعبر حقيقة عما حصل، ولا نقاش حول توليه موضوع ترسيم الحدود". 

الراعي: وسط هذه الاجواء، زار البطريرك الراعي بيت الدين حيث استقبله رئيس الجمهورية. واذ اشار الى ان "الزيارة كانت لتهنئة الرئيس عون بالنقلة التي خلقت جوا جميلا بعد التشنجات التي مرت على لبنان"، مؤكدا "ان مجيء الرئيس الى بيت الدين لتكريس المصالحة التاريخية"، قال الراعي "تحدثنا عن موضوع الاقتصاد الذي تقع تداعياته على كل الناس، محذرا من "أننا امام كارثة اجتماعية واقتصادية ولا يجب ان نخفي الامر "لان من يخبّي علتو بيموت فيا". من جهة ثانية، اشار الى "اننا تحدثنا مع الرئيس عون عن تفسير المادة 95، والدستور يتم الأخذ به كاملا لا انتقاء، وهناك أمور أخرى منه لم تطبق"، معتبرا ان "المادة 95 لا تخيف إنما تعطي الضمانة لكل الناس". الى ذلك، سئل عن التفسيرات التي اعطيت لكلام رئيس الجمهورية الاخير في ما خص الاستراتيجية الدفاعية، فقال "لم يسنح لي الوقت للكلام مع فخامته حول هذا الموضوع، كما لم اتمكن بعد من قراءة الصحف، لكن مسألة الاستراتيجية الدفاعية اساسية، وقد طرحت اولا في عهد الرئيس ميشال سليمان. وهي ضرورية، ومن الضروري ان يتم اعتمادها، فهذه الاستراتيجية الدفاعية ضرورة ماسة في حياة لبنان".

"وينك"؟: وتواصل الاخذ والرد حول هذا الملف اليوم. فقد توجه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى رئيس الجمهورية، سائلا: وينك؟ ادعوك الى الضرب على الطاولة والعودة الى ما قبل 2005 لان البلد مهدد بالعقوبات والحرب وهناك من يستولي على قراره. وأكّد أن المطلوب هو استعادة القرار الدفاعي من ثم وضع استراتيجية دفاعية لافتا الى أن "التسوية هي بتسليم قرار البلد والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يقرر كل ما له علاقة بالدولة". وقال في مؤتمر صحافي: استعراض الصواريخ لا يؤمن دورة اقتصادية ولا يشجع على السياحة ولا يشجع الدول التي "يرجوها" الحريري كي لا تفرض عقوبات كبيرة على لبنان. واعتبر الجميل أن تصريح السيد نصرالله مخالفة فاضحة للدستور ولمنطق المؤسسات وللميثاق الوطني وخروج عن الشراكة. ورأى أن الخطير هو أن حزب الله يحدد العدو والصديق ويضع الاستراتيجية الدفاعية والاخطر هو السقف العالي الذي سمعناه وكان موجهاً الى واشنطن في صراعها مع طهران. وقال: نصرالله وضع خلفه اعلام حلفائه الذين يشكلون اكثرية مجلس الوزراء اي 18 وزيرا وبالتالي يقول ان السلطة في لبنان سلطة ممانعة وجزء من التحالف وبالتالي يجر لبنان الى ان يتحمل مسؤولية اي صدام.

حزب الله يرحب: في المقابل، رحّبت مصادر في حزب الله عبر "المركزية" بمواقف عون، حيث اكدت "ان لا صوت يعلو فوق صوت رئيس البلاد"، واستغربت "تحريف موقفه واخذه في اتّجاه مغاير. فهو لم يقل ان لا بحث ابداً بالاستراتيجية، لكن الظروف الحالية غير مؤاتية"، موضحةً ان السيد نصرالله سيتحدّث بشكل مفصّل ومُسهب عنها في إطلالته عصر الاحد (الخامسة والنصف) المقبل من مدينة العين-بعلبك لمناسبة ذكرى الانتصار في حرب الجرود على الارهابيين.

ريتشارد تهنئ: وفي شأن غير بعيد، يتصل باستثمار الولايات المتحدة في الجيش اللبناني ليصبح المدافع الوحيد عن لبنان، اكدت السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد "اننا مؤمنون بقوة بالجيش اللبناني وآمل ان يؤمن كل لبناني به كذلك". كلام ريتشارد جاء خلال حضورها ومعها الممثلون العسكريون الأميركيون، مناورة بالذخيرة الحيّة قام بها الجيش اللبناني في مجمع العاقورة العسكري. واذ هنّأت الجيش اللبناني لإظهاره الاحترافية والتطور المتميزين في تنفيذ المناورات المعقدة بكل امان اثناء استخدام اسلحة ومعدات ذات تكنولوجيا متقدمة"، وصفت المناورة الحيّة بأنها "عملية صعبة للغاية مع الكثير من المكونات المتحركة"، مشيرةً الى "ان التواصل بين جميع العناصر كان استثنائياً". وقالت "انه لشرف لي ان اكون ضيفة على الجيش اللبناني. نحن مؤمنون بقوة بهذا الجيش وآمل أن يؤمن كل لبناني به كذلك".

زاسبيكين: من جانبه، أكد سفير روسيا الكسندر زاسبيكين من الخارجية، موقف بلاده الدائم "وهو ان يكون القرار الداخلي للبنان بعيدا من اي تدخلات خارجية" مشيرا الى "الموقف الروسي الرافض دائما للعقوبات التي تفرضها الادارة الاميركية والكونغرس على الدول الاخرى". ولفت الى "ضرورة تعزيز الحوار والتعاون بين روسيا ولبنان لتنقية الاجواء الدولية وإيجاد الحلول السلمية السياسية للنزاعات في هذه المنطقة وتأمين عودة النازحين".

روحاني: اقليميا، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه إذا حدث وتوقفت صادرات إيران النفطية فلن تنعم الممرات المائية الدولية بنفس القدر من الأمان الذي كانت عليه من ذي قبل. وقال خلال اجتماعه مع الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي "سنواصل خفض التزاماتنا في الاتفاق النووي إذا فشلت المفاوضات مع الدول الأوروبية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o