Aug 20, 2019 3:12 PM
خاص

تطورات ادلب الميدانية تشعل كباشا "صامتا" بين أنقرة وموسكو!
التواصل مستمر بينهما لكن لا اتفاق شمالي سوريا قبل تنظيفه من المتشددين؟

المركزية- حضرت التطورات السورية بقوة في اللقاء الذي جمع امس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلايمير بوتين في مارسيليا، والذي بحثا فيه ايضا أزمة أوكرانيا، والملف النووي الإيراني إلى جانب الأوضاع في ليبيا ومنطقة الخليج. ففي اعقاب الاجتماع، أكد الرئيس الروسي أن "روسيا تدعم جهود الجيش السوري للقضاء على الإرهابيين في محافظة إدلب". وقال "نرصد هجمات الإرهابيين من المنطقة منزوعة السلاح في سوريا وانتقالهم لمناطق أخرى". وأكد "دعم روسيا الاتحادية لجهود الجيش السوري في القضاء على الإرهابيين في محافظة إدلب"، مضيفا "كانت هناك محاولات لمهاجمة قاعدتنا الجوية في حميميم من منطقة إدلب. لذلك، نحن ندعم جهود الجيش السوري في العمليات التي ينفذها من أجل القضاء على التهديدات الإرهابية". وقال "قبل التوقيع على الاتفاقات ذات الصلة في سوتشي حول نزع السلاح في جزء من منطقة إدلب، في ذلك الوقت كان 50 بالمئة من الأراضي تحت سيطرة الإرهابيين، الآن 90 بالمئة، ونحن نشهد هجمات جوية مستمرة من هناك". وأردف بوتين "بالإضافة إلى ذلك، الأمر الخطير، أننا نشهد نقل مسلحين من هذه المنطقة إلى مناطق أخرى من العالم، وهذا أمر خطير للغاية". في المقابل، أعرب الرئيس الفرنسي عن قلقه "إزاء تطورات الأوضاع في محافظة إدلب السورية"...

واذ تشير الى ان المستجدات المتسارعة في ادلب فرضت نفسها على القمة العتيدة وستخترق بطبيعة الحال المشاورات الدولية المرتقبة في قابل الايام ومنها قمة قادة G7 التي تستضيفها مدينة "بياريتز" الفرنسية يومي 25 و26 آب الجاري، تقول مصادر دبلوماسية مطلعة لـ"المركزية" ان المواجهات التي يشهدها الشمال السوري بين النظام من جهة والفصائل المعارضة والقوات التركية من جهة ثانية - والتي أدت في الساعات الماضية الى سقوط قتلى وجرحى في غارة جوية على رتل عسكري تركي- أذكّت التوتر بين أنقرة ودمشق، الا انها في الحقيقة خلقت كباشا لا يزال صامتا وغير علني حتى الساعة، بين أنقرة وحليفتها المفترضة وشريكتها في منصّة أستانة، موسكو. فدعمُ روسيا للنظام واضح، وهو لا يقتصر على المواقف، بل يظهر في الميدان ايضا. ففي وقت تكثر المعلومات عن مشاركة الطيران الروسي في الغارات على ادلب الى جانب النظام، أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف انتشار جنود روس على الأرض في محافظة إدلب، لافتا الى ان موسكو​ سترد بحزم على أي استهداف للعسكريين الروس في ​سوريا.

فهل سيتمكن الطرفان من تجاوز الكباش- وإن غير المباشر- بينهما، ووفق أي صيغة، علما ان تركيا تصر على منطقة آمنة في شمال سوريا تكون تحت سيطرتها وإشرافها، وهو الامر الذي يرفضه بقوة النظام السوري؟ وهل التفاهم ممكن لكن لن ينضج الا بعد ان يتم "تنظيف" الشمال من فلول الفصائل المتشددة، وهو العامل الذي يشكّل اولوية الروس "شبه الوحيدة" في الشمال؟

على اي حال، لم ينقطع التواصل بين روسيا وتركيا، رغم المستجدات. فقد اكد لافروف اليوم استمرار الاتصال العسكري بين الجيشين الروسي والتركي في سوريا. اما نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، فقال "إن أنقرة تواصلت مع موسكو بعد استهداف طائرات سورية للرتل العسكري التركي"، مضيفا "إذا اقتضت الحاجة سأجري اتصالا هاتفيا مع لافروف"، مردفا "نواصل مباحثاتنا مع روسيا لتحقيق التهدئة في إدلب... إدلب تشكل أهمية بالنسبة لمستقبل سوريا، والحل السياسي؛ لذلك يجب تحقيق وقف إطلاق النار". وأكد "سنفعل كل ما بوسعنا لتوفير أمن نقاط المراقبة التركية في إدلب".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o