Aug 20, 2019 2:10 PM
خاص

تراجُع عون عن "الاستراتيجية" "قنبلة" سيتردد صداها دوليًّا: الدعم في خطر!
هل قصدت بعبدا بتبدّل المقاييس أن الحاجة لسلاح "الحزب" باتت أكبر اليوم؟

المركزية- بهدوء يشبه الى حد بعيد مناخات بيت الدين الصيفية، كان يتحدّث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس. الا ان مواقفه لم تكن خالية من الدسامة والسخونة، حتى انه في رأي مصادر سياسية سيادية، فجّر "قنبلة" من العيار الثقيل، ستكون لها ارتداداتها في الايام القليلة المقبلة، ليس على الصعيد الداخلي فحسب بل دوليا ايضا، بتراجعه عن عقد حوار يناقش الاستراتيجية الدفاعية.

فردا على سؤال عن الدعوة الى الطاولة العتيدة، قال رئيس الجمهورية "تغيّرت حاليا كل مقاييس الاستراتيجية الدفاعية التي يجب أن نضعها. فعلى ‏ماذا سنرتكز اليوم؟ حتى مناطق النفوذ تتغير. وأنا اول من وضع مشروعاً للاستراتيجية الدفاعية. لكن ألا يزال صالحاً ‏الى اليوم؟ لقد وضعنا مشروعاً عسكرياً مطلقاً مبنياً على الدفاع بعيداً من السياسة، ولكن مع الاسف مختلف الافرقاء ‏كانوا يتناولون هذا الموضوع انطلاقاً من خلفية سياسية‎".

هذا الكلام الجديد من نوعه، لن يمر مرور الكرام في العواصم الكبرى وهي حتما لن تنظر اليه بعين الرضى، تقول المصادر لـ"المركزية". فالمساعدات التي تزمع تقديمها الى بيروت والتي أعلنت عنها في مؤتمر سيدر الباريسي وقبله في مؤتمر روما لدعم المؤسسات العسكرية والامنية اللبنانية، لم تكن مشروطة فقط بجملة اصلاحات اقتصادية على الحكومة المبادرة اليها في اسرع وقت، بل نتجت ايضا عن تعهّد كان أطلقه رئيس الجمهورية وكرّره رئيس الحكومة سعد الحريري، في العاصمة الايطالية، بأن الاستراتيجية الدفاعية ستوضع على المشرحة السياسية المحلية عبر طاولة حوار لبناني – لبناني موسّع، لمناقشتها والاتفاق في شأنها.

فالمجتمع الدولي الذي لا ينفك يشدد على ضرورة تقيد بيروت بالقرارات الدولية واولها الـ1701 والـ1559، يعتبر الاستراتيجية المذكورة مدخلا الى معالجة معضلة السلاح غير الشرعي عموما وسلاح "حزب الله" خصوصا. وبعد ان ارتاح سفراء العالمين العربي والغربي، الى الوعود التي قطعها لهم الرئيس عون غير مرّة في هذا الشأن، فكانت مساعدات سيدر، يبدو السؤال مشروعا اليوم عن مصيرها في ضوء التغيير الذي طرأ على موقف بعبدا.

لكن الاخطر في كلام رئيس الجمهورية، تتابع المصادر، هو انه تحدّث عن تبدّل في "المقاييس" التي يجب ان تقوم عليها الاستراتيجية. واذ تشير الى ان هذا التغيير يجب ان يشكّل عاملا اضافيا يدفع الى انعقاد طاولة الحوار ويشجّع على التئامها، لا العكس، فيتدارس أقطابها في استراتيجية تتلاقى والمستجدات، تعرب المصادر السيادية عن خشيتها من ان يكون الرئيس عون يقصد في ما قاله ان الاوضاع الاقليمية هي التي تغيّرت، وباتت تتطلب تأهّبا أكبر من قبل لبنان على الصعيد الامني والعسكري، أي بكلام أوضح، بات الحفاظ على سلاح حزب الله اليوم، ضروريا أكثر.

فإن كانت هذه هي الحال، تقول المصادر يجب توقّع رسائل شجب وادانة من الخارج الذي سيعتبر الموقف حتما، دعما لحزب الله وسلاحه، وبالتالي انزلاقا للبنان نحو محور "الممانعة" في المنطقة. وما يجدر التوقف عنده هنا، هو ان حزب الله، عبر امينه العام ونوابه، أعلن في الاسابيع الماضية انه لا يمانع درس الاستراتيجية. فلماذا يتخلى عنها رئيس الجمهورية؟ وهل موقف الحزب المنفتح هذا، كان منسّقا سلفا مع بعبدا من ضمن توزيع ادوارٍ ما، برّأ، عن قصد او غير قصد، ساحة الضاحية من تعطيل هذا الحوار؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o