Aug 19, 2019 7:51 AM
صحف

واشنطن تطلب محاصرة حزب الله والحريري تفهم مطالب أميركية وشرح صعوبات بعضها

 كتبت صحيفة "الديار " تقول : استقبل المسؤولون الاميركيون استقبالاً هاماً لرئيس مجلس الوزراء اللبناني الرئيس سعد الحريري واحاطوه بتكريم ‏شخصي ورسمي تميز في تمضية نصف نهار من قبل وزير الخارجية الاميركي بومبيو في مزرعة الرئيس الحريري ‏على اطراف واشنطن حيث تغدى لدى الرئيس الحريري في المزرعة في حضور عائلاتهم والوزير السابق غطاس ‏خوري كما تم عقد جلسة طويلة انفرادية بين الحريري وبومبيو دامت ساعة ونصف الساعة لوحدهما حتى من دون ‏وجود غطاس خوري، فيما انصرف بقية الضيوف الى زيارة المزرعة والتنزه فيها في حضور محطات تلفزيون حتى ‏انتهاء الجلسة الانفرادية بين الحريري وبومبيو‎.‎
‎ ‎
ولم يتسرب اي معلومات عن هذا اللقاء الهام الذي دام ساعة ونصف الساعة بين وزير خارجية اميركيا بومبيو القائم ‏بالدور الأكبر قرب الرئيس الأميركي ترامب مع اثنين اخرين هما جون بولتون مستشار الامن القومي وصهره جاريد ‏كوشنر، لكن بومبيو هو الأقوى فعالية في ادارة الملف الخارجي خاصة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط والاقليم وصولاً ‏الى ايران، كذلك الاتصالات الأميركية - الروسية حيث ان معلومات نيويورك تايمز ذكرت ان الرئيس بوتين ابلغ ‏واشنطن في المدة الأخيرة انه غير راض عن السياسة الأميركية في الخليج والشرق الأوسط ولا عن العلاقات ‏الأميركية - التركية، ولذلك فهو لن يقوم بأي مفاوضات بين موسكو وواشنطن حتى اشعار اخر، وان موسكو ‏ستتصرف وفق مصالحها عند حدوث أي حرب في المنطقة وستبقى موجودة النفوذ في سوريا بقوة وعلاقات جيدة مع ‏ايران حيث لها خبراء من روسيا في المفاعلات النووية الإيرانية التي تقول موسكو انها تعمل وفق الاتفاق النووي ‏وانها لم ترفع التخصيب النووي، كما انها ضد الاتفاق الأميركي - التركي لاحتلال أراض في سوريا تحت اسم منطقة ‏آمنة. اما بالنسبة للبنان، فنفوذ روسيا ضعيف فيه لكنها تقوم بجمع معلومات واتصالات مستمرة مع أطراف لبنانية‎.‎
‎ ‎
وبالعودة الى الجو الأميركي الذي أحاط زيارة الرئيس سعد الحريري الى واشنطن، فقد قدمت الإدارة الأميركية الأجواء ‏عندها للحريري وقدمت طلبات من حكومته كي تنفذها في لبنان وهي الآتية‎:‎
‎ ‎
‎1- ‎ان الولايات المتحدة حريصة جداً على لبنان وعلى الاستقرار فيه وتعتبره دولة حليفة ولديها النفوذ الأول فيه ‏بالتنسيق الى حد ما مع الرئيس الفرنسي ماكرون‎.‎
‎ ‎
لكن هي التزمت تسليح الجيش اللبناني وتدريبه، وهي التزمت التعاون مع القطاع المصرفي ومصرف لبنان، وان ‏الجيش اللبناني ومصرف لبنان يعملان بتنسيق كامل مع واشنطن‎.‎
‎ ‎
‎2 - ‎ان واشنطن تعتبر رغم اعتبارها لبنان حليفاً كبيراً والأول بعد إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط خارج الخليج ‏العربي، فإنها تعتبر ان لها عدواً كبيراً في لبنان اسمه حزب الله وتعمل على محاصرته بالعقوبات، والاهم انها تريد من ‏الحكومة اللبنانية المساعدة على محاصرة حزب الله عملياً عبر عدم تنسيق أي وزارة داخل الحكومة مع وزارة الصحة ‏وعدم صرف أي مبلغ إضافي لوزارة الصحة التي يتولاها حزب الله‎.‎
‎ ‎
‎3 - ‎النقطة الهامة وهي ان رئيس حزب الله هو العدو الأول بالنسبة للولايات المتحدة وانه سيشارك في أي حرب ‏تجري بين الولايات المتحدة وايران. وهذا يعني ان حزب الله سيقصف إسرائيل ويتعاون مع سوريا ومع قوات شيعية ‏عراقية، لكن الأهم الحجم الصاروخي الذي يملكه حزب الله. وهنا تركز البحث على المادة العاشرة من القرار 1701 ‏الذي تم اتخاذه بعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، وهو يقول بالتزام وقف النار والهدوء على الحدود. وبالتالي ‏فان على حكومة الرئيس الحريري تنفيذ هذا البند والزام حزب الله به، لان اعلان حزب الله انه سيدخل الحرب في حال ‏حصلت، فان دخول حزب الله الحرب مخالف لهذا البند وعلى الحكومة اللبنانية ان تلزم حزب الله باتفاق 1701، كما ‏جرى مؤخراً في بناء الحائط بين اسرائيل ولبنان وفق بومبيو وزير خارجية اميركا. وانتقد وزير خارجية اميركا، وفق ‏واشنطن بوست، موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وموقف الرئيس نبيه بري الذي يعلن تحالفه الاستراتيجي ‏مع حزب الله، اضافة الى قوى أخرى مسيحية وسنية ودرزية وانها كلها ممثلة في الحكومة، واضافت واشنطن بوست ‏ان الإدارة الأميركية افهمت لبنان انها في حرب 2006 وضعت ضوابط لقصف إسرائيل على الأراضي اللبنانية، لكن ‏اذا قام حزب الله بقصف إسرائيل فلن تستطيع الإدارة الأميركية وضع ضوابط للرد الاسرائيل الذي سيكون عنيفاً جداً، ‏وهذا يضرب السياسة الأميركية التي تريد اخراج لبنان من ازمته الاقتصادية واستمرار الاستقرار فيه وعدم تعرضه ‏لضربة إسرائيلية قد تعيد اقتصاده الى الوراء وتضرب الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان‎.‎
‎ ‎
ووفق أوساط قريبة من مسؤول مكتب المستقبل في واشنطن، ان الحريري وعد بالعمل بكل جهده في سبيل التركيز ‏على البند رقم 10 من القرار 1701 داخل الحكومة، وان رئيس الجمهورية لديه تفاهم سياسي مع حزب الله، لكن ليس ‏لديه لا هو ولا حزب التيار الوطني الحر أي تعاون عسكري مع حزب الله. كما ان رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه ‏بري هو مع الاستقرار في الجنوب وليس مع فتح أي حرب من حزب الله ضد إسرائيل اذا نشبت حرب أميركية - ‏إيرانية، ولا تعاون عسكري جدي بين حركة امل وحزب الله كما قال الحريري لبومبيو وفق معلوماته الحكومية ومن ‏الرئيس بري وفق مصادر قريبة من قيادة تيار المستقبل في واشنطن والتي تعمل على اتصال دائم بين الحريري ‏والإدارة الحكومة ومكتب المستقبل في واشنطن هو الذي رتب كل زيارة الحريري للعاصمة الأميركية‎.‎
‎ ‎
‎4 - ‎لم تأت معلومات عن موقف الرئيس الحريري من اجتماعه مع وزير الخارجية بومبيو لكن مصادر أميركية في ‏الخارجية، ذكرت ان الرئيس الحريري متفهم وسيعمل بكل طاقته ضمن حكومته، عندما تجتمع الحكومة اللبنانية ‏وسيبحث الازمة مع حزب الله، على ان يكون قرار الحرب والسلم في لبنان هو قرار الحكومة. وهذا سيشكل ضغطاً ‏على حزب الله اذا قرر منفرداً شن الحرب على اسرائيل، لكن الحريري قال ان لا احد يستطيع السيطرة على قرار ‏حزب الله في شن حرب على إسرائيل، وبخاصة ان السيد حسن نصر الله التزم في عدة خطابات بأن حزب الله لن ‏يسكت بل ستشتعل المنطقة كلها. وذلك يعني شن حرب على إسرائيل بكل الترسانة الصاروخية التي يملكها حزب الله، ‏وهي تعتبرها الإدارة الأميركية ترسانة صاروخية خطرة على إسرائيل وتشكل تهديداً لها. ولذلك فان إسرائيل ‏ستضرب بكل قوتها، وهنا لن تقوم الإدارة الأميركية بردع إسرائيل او الحد من ضرباتها على لبنان، وان رد إسرائيل ‏لن يقتصر على الجنوب بل سيشمل تدمير البنية التحتية اللبنانية بكاملها حتى تنطلق نقمة من الشعب اللبناني ضد ‏حزب الله بسبب هذا الدمار وان حزب الله هو السبب في دمار البنية التحتية اللبنانية. وبالتالي واشنطن ترى انها قد ‏تكون بدأت بمحاصرة حزب الله شعبياً بجزء من الطائفة الشيعية والدرزية والسنية، وهذا سيؤدي الى عزل حزب الله ‏داخل لبنان وان لا مفر من ذلك، اذا بدأ حزب الله الحرب على إسرائيل لان احتمالات الحرب الأميركية - الإيرانية ‏واردة جداً لدى وزارة الدفاع الأميركية. واذا قام حزب الله بالاشتراك في الحرب وقصف إسرائيل، فان ذلك سيساهم ‏على مدى 5 سنوات و10 سنوات ببداية عزل حزب الله شعبياً في لبنان وحصول نقمة ضده، وهذا ما تريده واشنطن. ‏ولم نستطع معرفة من مصادر تيار المستقبل ولا الخارجية الأميركية موقف الرئيس الحريري من هذا الطرح الأميركي ‏الذي عرضه بومبيو‎.‎
‎ ‎
‎ ‎
‎5 - ‎ان الادارة الأميركية لها دائرة خاصة في السفارة الأميركية في بيروت وتراقب كل شيء، كما لديها أجهزة ‏مخابرات تعرف وتلاحق المعلومات، وان الحكومة اللبنانية لم تفعل شيئاً بقطع شريان العلاقة بين حزب الله وايران، ‏سواء بأن طائرة إيرانية تهبط في مطار بيروت ويقوم حراس من حزب الله بحراسة الطائرة الإيرانية بدل الجيش ‏اللبناني اثناء وجودها لمدة يومين احياناً، وهذا خارج عن القانون، ولا يتم إعطاء اي معلومات عن ذلك. وان واشنطن ‏ضغطت على قائد الجيش لان مديرية المخابرات لا تعطي معلومات بل بعض الأجهزة تتعاون مع واشنطن بأمر ‏ضعيف ولمنع هذه الأجهزة من الاقتراب او معرفة أي شيء عن الطائرة، كما ان حزب الله اقام شبكة تجارية وصناعية ‏في لبنان تأتي له بمردود، وهذا ناتج من التحقيق مع التاجر تاج الدين المعتقل في الولايات المتحدة والذي قررت ‏المحكمة الاميركية سجنه 5 سنوات بعدما ثبت انه احد محركات تمويل حزب الله، وان هنالك ثلاثة مصارف تقوم ‏بأعمال غير مكشوفة لمصلحة حزب الله تحت أسماء اشخاص شيعة لا ينتمون الى حزب الله لكن يحركون حسابات ‏لمصلحة حزب الله الإرهابي والعدو الأول كما وصفه بومبيو، وان على وزارة الاقتصاد اللبنانية ووزارة المال ‏وحكومة الرئيس الحريري مراقبة هذا الشأن وتبادل المعلومات مع الإدارة الأميركية. لكن الولايات المتحدة لن تسلم أي ‏معلومات للبنان بشأن حركة حزب الله الصناعية والمالية وبخاصة التجارية، وقد اصبح لحزب الله مراكز تجارية جداً ‏خاصة في النبطية كما قال بومبيو الذي سحب ورقة وقال ان التجار في جنوب لبنان لديهم اشغال كبرى في مجال بيع ‏قطع السيارات وحزب الله شريك في هذه التجارة، دون ان يظهر اسم بل بأسماء للبنانيين مستقلين وهذا يعطي مردوداً ‏مالياً هاماً لحزب الله إضافة الى مراكز تجارية كثيرة في لبنان‎.‎
‎ ‎
‎6 - ‎ان الجيش اللبناني متعاون مع مديرية مخابرات الجيش الأميركي، لكن الوزير بومبيو شكا ومن خلال ورقة معه، ‏من ان مديرية مخابرات الجيش لا تقدم معلومات هامة، وان واشنطن تضغط على قائد الجيش اللبناني لجمع المعلومات ‏وانها مستعدة لتقديم 100 مليون دولار مساعدة لمديرية مخابرات الجيش اذا التزمت بنشر شبكات لها وإعطاء ‏معلومات عن حزب الله، وان حزب الله له عناصر من ضباط ومخبرين من عدة طوائف داخل الجيش اللبناني فيما ‏القيادة العسكرية اللبنانية أبلغت واشنطن انها لا تستطيع ان تضع مخبرين داخل حزب الله وممنوع ذلك. ومن هنا عدم ‏قدرة مديرية مخابرات الجيش على معرفة معلومات داخل حزب الله، وهذه ثغرة كبيرة. كما ان المديرية تمتنع عن ‏وضع مخبرين لها على النشاط السوري، سواء في لبنان ام سوريا، وحتى لو عبرة سائقي التاكسي. وهنا ذكر الوزير ‏بومبيو ان شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي كان لها نشاط قوي قبل استشهاد اللواء وسام الحسن وما زالت الى ‏حد ما قوية، لكن تراجعت كثيراً الى ضعف بعد تحذير من سوريا وحزب الله بأن وجود أي مخبر للجيش او لشعبة ‏المعلومات داخل حزب الله وداخل سوريا او في لبنان من خلال تجنيد سائقي تاكسي او مخبرين سوريين فان ذلك ‏يؤدي الى اعدام المخبر وملاحقة من جندهم. والنتيجة انه سيتم قتلهم وفق معلومات الإدارة الأميركية التي ذكرها ‏المراسل الاستراتيجي في وول ستريت جورنل نقلاً عن مصادر مقربة من بومبيو، وان الولايات المتحدة تريد من ‏لبنان ان يقوم بتفعيل اجهزته الأمنية، وان على الجيش اللبناني ان لا يخاف من حزب الله، وان وقعت حرب بين ‏الجيش اللبناني وحزب الله ستدخل الولايات المتحدة الى جانب الجيش اللبناني وتوجه ضربات قاسية وقوية جداً ضد ‏حزب الله من خلال البوارج البحرية إضافة الى الطائرات العسكرية الأميركية، وستعمل الطائرات الاستراتيجية من ‏طراز ب 52 وب 1 و ب 2 لتدمير أي هجوم او مراكز لحزب الله تشتبك مع الجيش اللبناني، لكن شكا بومبيو، وفق ‏المحلل الاستراتيجي، ان أي مسؤول لبناني مدني او عسكري وحتى رئيس الجمهورية لا يحركون الأجهزة الأمنية او ‏الجيش لمحاصرة او معرفة معلومات عن حزب الله ووضع حواجز إضافية على طريق بيروت - الجنوب وخط ‏بيروت - دمشق لانهم يعيشون خوف الانتقام من حزب الله من خلال اغتيالات قد يقوم بها بالتنسيق مع وحدات سرية ‏من الحرس الثوري الإيراني والمخابرات السورية الموجودة في لبنان. لكن الأهم ان حزب الله هو القادر على اغتيال ‏وقتل كل من يعطل حركته او يراقبه او يضع مخبرين في صفوفه‎.‎
‎ ‎
‎7 - ‎ان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرضا عقوبات على سوريا، لكن الحدود البرية بين لبنان وسوريا غير ‏مضبوطة وفيها اكثر من 150 معبراً وحتى حيث يوجد حاجز للجيش لا يستطيع التدخل مع سيارات لحزب الله التي ‏تمر. وتقول الإدارة الأميركية ان مخابرات الجيش تعطي أوامر مهمة لسيارات حزب الله كي تعبر دون أي تفتيش ‏وتوقيف لها بين لبنان وسوريا. وان بضائع سورية كثيرة تأتي الى لبنان، وان عبر لبنان يتم تموين سوريا بكل ما ‏تحتاج عبر هذه المعابر التي هي اكثر من 150 معبراً كما يتم تهريب الدولارات من لبنان الى سوريا مقابل بضائع او ‏عملة سورية حيث يصل المبلغ الى 3 و 4 مليارات دولار سنوياً مع سوريا، مما يسمح لها بشراء مواد من دول لا ‏تخضع للحظر الأميركي وبخاصة من روسيا ومن العراق، وان العقوبات الأميركية والأوروبية لا يطبقها لبنان، وقد ‏وعد الرئيس سعد الحريري بالعمل حكومياً ومن خلال الجيش على اغلاق المعابر البرية بين لبنان وسوريا ونفى ان ‏يكون الجيش يعطي أوامر مهمة لحزب الله، لكن الإدارة الأميركية اكدت ذلك وفق معلوماتها، وانه ولولا دخول 3 و 4 ‏مليارات دولار من لبنان الى سوريا خلافاً للعقوبات الأميركية - الأوروبية لكان الوضع السوري صعباً جداً والنظام ‏السوري محاصراً وهناك نقمة شعبية سورية، الا ان الاف الاطنان تمر سواء من البنزين او الفيول والمواد التموينية ‏وكافة المواد التي تدفعها الحكومة السورية بالليرة السورية او ببضائع مقابل بضائع، وهذا يعطل العقوبات الأميركية ‏ومن قبل الاتحاد الأوروبي، وان الولايات المتحدة لن تسمح للرئيس بشار الأسد بأن يحكم سوريا كما يريد رغم ان ‏الاتجاه هو ببقائه. لكن خطوة الاتفاق الأميركي - التركي باحتلال أراض سورية ستجعل النظام السوري وبخاصة ‏الرئيس الأسد غير محرر وغير ملزم بالخضوع لدستور جديد يقوم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بوضعه. ‏وروسيا موافقة، لكنها ترفض بنوداً فيه تخفف من صلاحيات الرئيس السوري بشار الأسد. لكن الولايات المتحدة اتفقت ‏مع تركيا على احتلال أراضي سوريا والبقاء في ادلب وعفرين حتى يخضع الرئيس السوري للدستور الذي سيخفف ‏من صلاحياته ويشرك المعارضة السورية في الحكم، وان المنطقة التي ستحتلها قوات الجيش التركي بالتنسيق مع ‏الولايات المتحد لن يستطيع الجيش السوري الاقتراب منها لا جوياً ولا برياً، لان الرد التركي سيكون قوياً وانه سيقام ‏في المنطقة الامنة كما تسميها الولايات المتحدة مراكز للمعارضة السورية ومحطات تلفزيون واذاعات تبث على ‏الشعب السوري وتدعوه للثورة ورفض النظام لإجبار الرئيس الأسد على تلقي ضغط كبير من مراكز المعارضة ‏السورية داخل المنطقة التي سيحتلها الجيش التركي بعمق 30 كلم وعرض 110 كلم، وان هذه المنطقة سيسكنها ‏نازحون وقيادات المعارضة للأحزاب والجيش السوري الحر، وانه تم التفاهم مع منظمات إرهابية على عدم استعمال ‏السلاح بل الوجود عسكرياً بشكل معقول داخل هذه المنطقة والتي ستؤدي الى ضربة قوية لهيبة النظام برئاسة الرئيس ‏بشار الاسد وبخاصة من قبل سائل التلفزيون والاذاعات والتواصل من المنطقة التركية مع المناطق السورية لإضعاف ‏الرئيس السوري بشار الأسد الى اقصى حد‎.‎
‎ ‎
‎8 - ‎ان حزب الله العدو الأول لأميركا في لبنان لم يعد له تواصل مع ايران الا عبر المعابر البرية بين لبنان وسوريا. ‏ولذلك مطلوب من سعد الحريري وحكومته ارسال قوة جيش كافية لإغلاق هذه المعابر، وعندئذ ينقطع خط التواصل ‏بين حزب الله وايران والجيش السوري اذا قام الجيش اللبناني بخطوة قطع المعابر البرية. وهذا الأمر حتى الان غير ‏موجود والطرقات البرية بين لبنان وسوريا مفتوحة ويتلقى حزب الله أموالاً من ايران وبخاصة من العراق الذي لم ‏تستطع الولايات المتحدة ضبط المصارف العراقية، كما ان سوريا تستفيد كثيرا من التجارة بين سوريا والعراق حيث ‏يشتري العراق بضائع كثيرة من سوريا ويدفع ثمنها بالدولار. والولايات المتحدة ستعمل مع تركيا او بواسطة طيرانها ‏الحربي على قطع الطرقات بين سوريا والعراق، لكن تركيا في وقت لاحق قد تتفق مع الولايات المتحدة على اقامة ‏منطقة أوسع على حدود العراق سوريا مع دعم أميركي وتقديم ملياري دولار للجيش التركي دعماً لهذه الخطوة رغم ان ‏روسيا تعارض ذلك. لكن تركيا موافقة مع الولايات المتحدة على امتداد احتلالها نحو الحدود العراقية - السورية، وان ‏تركيا لن تنسحب في المدى المنظور من الأراضي السورية الا بعد خضوع الرئيس الأسد ولو أدى ذلك في انتظار سنة ‏وسنتين الى وضع دستور جديد وقيام تركيا بإلزام النظام السوري بإدخال المعارضة السورية في الحكومة السورية ‏والنظام السوري، والا فإنها لن تنسحب وستقيم مناطق ومدارس ومصانع وتجارة في هذا المنطقة الآمنة مع مراكز ‏رئيسية للأحزاب السورية المعارضة ولجبهة النصرة والإرهابيين، كما يقول مراسل وول ستريت جورنل. لكن هذه ‏المنظمات الإرهابية ستكون بتسليح أميركي وتحت اشراف التركي عليها بالاتفاق مع السيادة الأميركية‎.‎
موقف الرئيس الحريري
‎ ‎
كان موقف الرئيس الحريري متفهماً جداً للمادة العاشرة من القرار الدولي 1701 حول الالتزام بوقف اطلاق النار ‏والسلام على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وانه سيطرح هذا الامر على الحكومة وعلى رئيس الجمهورية ورئيس ‏مجلس النواب لاتخاذ قرار داخل الحكومة يطلب من حزب الله عدم السيطرة على قرار الحرب والسلم لان حزب الله ‏وافق على القرار 1701 والحكومة اللبنانية التزمت به. وبالتالي لا يجب على حزب الله شن أي حرب على إسرائيل او ‏المناطق المجاورة، كأن يقصف من حدود سوريا مع العراق مناطق سعودية او الخليج العربي، لكن الأهم الحرب على ‏إسرائيل‎.‎
‎ ‎
‎2 - ‎ابدى الرئيس الحريري تخوفه من ردة فعل حزب الله اذا تجاوب لبنان مع المطالب الأميركية. فقد يرفض حزب ‏الله اغلاق المعابر البرية ولا يستطيع الجيش اللبناني فرض ذلك بالقوة. كما انه يتخوف من ان يقوم حزب الله مع ‏حلفائه بشل الحكومة بالطلب من حلفائه مثل التيار الوطني الحر، وحتى الضغط على رئيس الجمهورية وحتى اجبار ‏وزراء الرئيس نبيه بري على التصويت ضد المادة العاشرة من القرار 1701. كما لا يستبعد الرئيس الحريري قيام ‏حزب الله بعمليات اغتيال او مظاهرات ضخمة لا تستطيع الحكومة اللبنانية تحملها. كما ان حزب الله قد لا يتراجع عن ‏ضرب أي قوة لبنانية تطالب بنزع سلاحه والالتزام بقرار عدم الحرب لان لديه قوة عسكرية ضخمة جداً، أضافة الى ‏حلفاء في مناطق خارج مناطقه، ويمكن ارسال عناصره الى هذه المناطق، وأن المناطق اللبنانية متداخلة، وان اخر ‏تقرير تسلمه الرئيس الحريري هو ان حزب الله قد يشن هجوماً من البقاع نحو شمال لبنان باتجاه عكار بالتعاون مع ‏الجيش السوري حيث يستطيع حشد اكثر من 30 الف مقاتل في البقاع من الهرمل والقرى الشيعية وبعلبك باتجاه عكار، ‏إضافة الى مساعدة الجيش السوري بصورة غير معلنة من قصف صاروخي او مدفعي باتجاه عكار بل على الحدود ‏السورية اللبنانية في منطقة الشمال توجد راجمات صواريخ قوية لحزب الله، ولديهم عناصر قادرون على قلب موازين ‏القوى في منطقة كبيرة هي عكار وليس لديها أسلحة ثقيلة للدفاع عن نفسها. وهنا اذا دخل الجيش اللبناني ليس عنده ‏اكثر من 10 الاف عنصر لإرسالها، وهذه القوى غير كافية لمنع اشتباك من البقاع الى عكار وصولاً الى خط طرابلس ‏دون الدخول في مدينة طرابلس. كما ان زعماء طرابلس من الطائفة السنية لا يسيطرون على طرابلس وان لدى حزب ‏الله عناصر مؤيدة له في هذه المناطق السنية، إضافة الى ان حزب الله قادر على السيطرة على وسط بيروت بمظاهرات ‏سلمية والسيطرة على كل الحركة التجارية، وعندئذ ستضطر حكومته الى الاستقالة، واما التراجع عن قراراتها، وان ‏استقالة الحكومة تعني الفوضى الكاملة في لبنان ولن يستطيع احد تشكيل حكومة اذا استقالت الحكومة الحالية. ولذلك ‏قال الرئيس الحريري انه ورث ثقلاً كبيراً منذ استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري واغتيال اكثر من 17 شخصية. ‏كما ان حزب الله فرض بالقوة وصول رئيس الجمهورية ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، وان الجيش اللبناني ‏مؤلف من ثلث شيعي وثلث سني وثلث مسيحي وبينهم 12% من الطائفة الدرزية، وان أي فتوى دينية تصدر عن ‏المراجع الشيعية ستجعل ثلث الجيش اللبناني لا يقاتلون في صفوف الجيش اللبناني لا بل ينضمون الى محيطهم في ‏الجنوب والبقاع، فاذا لم يقاتلوا فيعني ذلك شل الجيش اللبناني واذا التحقوا ومعهم أسلحتهم مع فتوى دينية شيعية بعدم ‏المساس بإرث كبير لديهم اسماهم الرئيس الحريري انه ارث الحسين دون ان يذكر اكثر، فان أكثرية الشيعة في الدولة ‏اللبنانية ستتوقف عن العمل سواء في الجيش ام في الوزارات، حتى ان وزير المالية الشيعي المنتمي الى كتلة الرئيس ‏بري سيضطر الى التوقف عن العمل تحت الضغط الشعبي الشيعي الكبير الذي يصل الى مظاهراته لتطويق الوزارة. ‏كما ان رئيس مجلس النواب الشيعي لن يخرج الى اي مواجهة مع حزب الله، هذا ان بقي على الحياد، لكن لا يستطيع ‏فعل ذلك لان حزب الله عندئذ سيجتاح الجنوب كله وحتى مناطق حركة امل، وهذا يعرفه الرئيس بري، وهو بطبيعته ‏لن يقف ضد طائفته ومحاصرة سوريا وبخاصة محاصرة المقاومة، لأنه منذ ان اصبح حزب الله القوة الكبرى في لبنان ‏لم يعد أي زعيم شيعي يجرؤ على الوقوف في وجه حزب الله مهما كان بمن فيهم الرئيس نبيه بري‎.‎
‎ ‎
معلومات الخارجية الأميركية انها ارتاحت لموقف الرئيس الحريري والسعي لتنفيذ المادة 10 من القرار 1701، ‏وكذلك المقاطعة السياسية لسورية والالتزام بالعقوبات الأميركية والاوروبية. لكنه قال ان هنالك أموراً كثيرة لا يمكن ‏تنفيذها لمحاصرة حزب الله، لان كل الاستقرار سيسقط وسيسيطر حزب الله على لبنان، وطبعاً لن يدخل مناطق ‏مسيحية ولا درزية، لكن سيسيطر على المحاور الاساسية من شمال لبنان الى بقاعه الى بيروت الى الجنوب، لان ‏حزب الله ملتزم بعدم الدخول بصراع مع الطوائف وبخاصة المسيحية والدرزية، الا اذا شعر بأن خطراً يأتي منهما ‏وعندئذ سيرد بعنف كبير‎.‎
‎ ‎
وشكا الرئيس الحريري من أن الولايات المتحدة لم تسلح الجيش اللبناني بأسلحة هامة، وهذا ما فهمه من قيادة الجيش، ‏وان تخفيف العجز في الموازنة اضعف تدريب الضباط في الولايات المتحدة. كما ان لبنان يحتاج الى أسلحة دبابات ‏ومدفعية وصواريخ مضادة للدروع وتجهيزات خاصة للتنصت لم تقدمها الولايات المتحدة، بل كل ما قدمته لم يعط ‏الجيش قوة اكثر من 10 %، كما فهم الحريري من قيادة الجيش اللبناني

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o