Aug 17, 2019 6:09 PM
تحليل سياسي

ماكينة الحركة السياسية تستعد للاقلاع والحريري يعود مطلع الاسبوع
وفد اشتراكي موسع يرحب برئيس الجمهورية وجنبلاط ونجله يزورانه قريبا
عون: المصالحة لن تهتز وان اختلفنا..."سيدر" على النار ودوكين في بيروت مطلع ايلول

المركزية- في انتظار عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت المرتقبة مطلع الاسبوع، بعد ان يمضي "الويك اند" مع عائلته في واشنطن، لتلمس ابعاد وخفايا الزيارة، يتحرك المشهد السياسي الداخلي على ايقاعين: تبريد الاجواء التي بلغت اقصى حماوتها ابان حادثة البساتين- قبرشمون من خلال انتقال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى بيت الدين واستقباله بحفاوة في الجبل لا سيما من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي خصّه اليوم بزيارة لافتة من حيث شكل الوفد ومضمون المواقف التي اطلقها الرئيس عون والوزير اكرم شهيب والتي اكدت على تثبيت المصالحة. ومواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التي اطلقها امس لمناسبة ذكرى الانتصار، لا سيما ما يتصل منها بمواجهة اسرائيل والتضامن مع اليمن وشعبه وهو ما رد عليه اليوم عبد الملك الحوثي شاكرا ومعتبرا "انه موقف متقدم جدا لم يماثله موقف".

المصالحة لن تهتز ولًو...: فقد اكد رئيس الجمهورية سعادته لوجوده في الشوف وبيت الدين وقال: "ان المصالحة الاساسية التي حصلت لن تهتز وإن اختلفنا سياسيا، وذلك في خلال استقباله، في قصر بيت الدين، وفدا من منطقة الجبل جاء بدعوة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط للترحيب برئيس الجمهورية. وضم الوفد السيدة داليا وليد جنبلاط ممثلة والدها وشقيقها النائب جنبلاط، ووزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب ووزير الصناعة وائل ابو فاعور والنواب: بلال عبدالله وهادي ابو الحسن ، عضو كتلة المستقبل النيابية النائب محمد الحجار، النائب السابق ايلي عون ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب وعدد من المديرين العامين في المنطقة ورجال دين مسلمين ومسيحيين...ومفتي جبل لبنان الشيخ محمد  الجوزو، ورؤساء لجان واعضاء من المجلس المذهبي ورؤساء اتحادات وبلديات ومخاتير في قضاء الشوف، اضافة الى وفد من قياديي الحزب التقدمي الاشتراكي. وقبل اللقاء الموسع، استقبل الرئيس عون السيدة داليا وليد جنبلاط والوزيرين شهيب وابو فاعور والنواب عبدالله وابو الحسن والحجار والنائب السابق عون والمستشار حرب. وخلال اللقاء، نقلت السيدة جنبلاط تحيات والدها وشقيقها الموجودين في الخارج، مشيرة الى انهما سيعودان في وقت قريب لزيارة الرئيس عون في بيت الدين. وقالت السيدة جنبلاط: "نرحب بكم في منطقة الشوف والجبل، ونعتبر ان وجود فخامتكم يشكل دفعا كبيرا للمصالحة والوحدة الوطنية في الجبل. ونتمنى لفخامتكم اقامة مريحة ونشكر استقبالكم لنا." 
شهيب: بعد ذلك خرج الرئيس عون والوفد الى الحديقة الخارجية، حيث احتشد اكثر من 300 شخص من المشاركين بالوفد، والقى الوزير شهيب كلمة قال فيها: "باسم وليد بك جنبلاط نرحب بكم وبقدومكم فخامة الرئيس الى بيتكم في بيت الدين. الجبل بكل اطيافه السياسية والروحية اتى مرحبا بكم لتمضية فترة اقامتكم الصيفية المعتادة". ورد الرئيس عون بكلمة قال فيها: اننا اليوم منصبون على معالجة نتائج الاحداث ونأمل في التوصل قريبا لحلول تتيح لنا الصعود من الهوة. ولذلك اجتمعنا: رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة وانا مع نخبة من رجال المال والاقتصاد المعنيين مباشرة بالامر، ووضعنا ورقة مالية، اقتصادية واجتماعية، نتطلع قريبا الى وضع خطط لتنفيذها. ونحن شهود على انفسنا حيث اكدنا ان في ذلك وجوبا والزاما على انفسنا. ونحن نود ان نقول لكم هذه الكلمة لكي نخرج من الاجواء الاعلامية التي كانت تبشرنا لأكثر من سنة بتخفيض سعر الليرة وانهيار الليرة والوطن وما الى ذلك".

"سيدر على النار": الى ذلك، توقعت مصادر متابعة لمؤتمر "سيدر" أن توضع مشاريعه وعددها ٢٥٠ في مختلف القطاعات، على طاولة مجلس الوزراء في شهر أيلول المقبل بعد تصريحيّ رئيسي الجمهورية والحكومة اللذين يعطيان الأولوية للاقتصاد في هذه المرحلة الدقيقة، ومن الطبيعي ان تكون مشاريع "سيدر" ضمن هذه الأولوية .واكدت المصادر عبر "المركزية"، أن "هناك تجاوباً سياسيا للبدء سريعاً بتنفيذ المشاريع"، مشيرة إلى حوار يجري في مرحلة ما قبل التنفيذ. واذ نفت ما تم ذكره أن تطبيق مقررات "سيدر" يتطلب تأليف "لجنة التوجيه" التي تتشكّل من ٩ أعضاء يمثلون فرنسا وألمانيا وكندا والأردن، بالإضافة إلى ممثل عن البنك الدولي وصندوق النقد ورئيس المجلس الأعلى للخصخصة وممثل عن مجلس الانماء والاعمار، توقعت أن يزور الديبلوماسي الفرنسي المكلف بملف "سيدر" بيار دوكين بيروت في أيلول المقبل للحث على الإسراع في تنفيذ المشاريع، ولقاء المسؤولين اللبنانيين .وأكدت المصادر أن مشاريع "سيدر" وُضعت هلى نار حامية "خصوصا أن المسؤولين اللبنانيين يعوّلون عليها لإنقاذ الاقتصاد الوطني وتحريك الدورة الاقتصادية وإنعاش القطاعات الإنتاجية".

كمائن جمركية: على خط آخر، وبعيد ارتفاع الصوت ازاء التسيّب الحدودي والتهرّب الجمركي ووجوب ضبط المعابر غير الشرعية ، لا سيما من فريق القوات اللبنانية، تمكنت مديرية الجمارك من نصب كمائن لاربع عمليات تهريب عبر الحدود البرية يتضمن اهمها كمية كبيرة جدا من الدخان والمعسل الى جانب ادوية تنظيف منزلية وخضار.واحيلت المضبوطات والموقوفين الى القضاء المختص بجرم تبييض اموال.  

ملف المرفأ سيفتح: وليس بعيدا، اكد وزير الاقتصاد منصور بطيش عدم السكوت على اي مخالفة بعد اليوم وعدم السماح بهدر المال العام ، قائلا "عندما يُفتح ملف مرفأ بيروت سيفتح على مصراعيه ولن نسكت". واوضح "أن لبنان يعيش في مشكلة اقتصادية بنيوية، مشددا في تصريح على "ضرورة تحفيز الانتاج، ولافتا الى أنه مع الاستدانة المدروسة بفوائد مقبولة. وطالب بطيش باصلاح النظام الضريبي في لبنان واعادة درسه بشكل عادل لانه يطال الطبقات المحدودة الدخل.

السودان...صفحة جديدة: في المقلب الخارجي، فتح السودان صفحة جديدة عقب التوقيع النهائي على وثائق المرحلة الانتقالية، التي تمثل بداية جديدة في تاريخ البلاد الحديث. وقع الاتفاق نائب رئيس المجلس العسكري السوداني محمد حمدان دقلو، إلى جانب أحمد ربيع عن قوى الحرية والتغيير.وحضرت وفود عربية ودولية رفيعة المستوى مراسم التوقيع التاريخي على الإعلان الدستوري، الذي يمهد لتشكيل الحكومة وبدء الفترة الانتقالية.ومن شأن التوقيع، الذي جرى خلال حفل أطلق عليه "فرح السودان"، أن يشكل بداية المرحلة الانتقالية، التي ستستمر 39 شهرا.ويأتي التوقيع النهائي على وثائق المرحلة الانتقالية بعد أسابيع من المفاوضات المتواصلة بين المجلس العسكري الانتقالي، الذي يحكم السودان منذ عزل الرئيس السابق، عمر البشير، وقوى الحرية والتغيير، التي قادت الحراك في الشارع.

بوتين الى فرنسا: الى ذلك، وعشية انطلاق اجتماعات مجموعة السبع في باريس، يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد غد الاثنين زيارة لفرنسا يجري خلالها محادثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حول عدد من القضايا منها أوكرانيا، وملفات سوريا والنووي الايراني وصفقة القرن.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o