Aug 16, 2019 2:42 PM
خاص

بعد قنبلة الاستقالة في الزيارة الاولى...حزب الله يوجه رسالته الثانية للحريري
زيارات واشنطن وكل ما يدور فيها من محادثات لا يهمنا... في لبنان "الامر لي"

المركزية- في 12 كانون الثاني 2011، وفيما كان الرئيس سعد الحريري يهمّ بالدخول الى مكتب الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما فجّر فريق 8 اذار الذي يتزعمه حزب الله في وجهه قنبلة استقالة وزرائه العشرة من الحكومة وانضم اليهم آنذاك الوزير عدنان السيد حسين الذي كان من حصة الرئيس ميشال سليمان على خلفية نزاع على المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، في خطوة كان لها وقع الصاعقة معنويا على الحريري الابن.

وفي 14 آب 2019، وقبل ساعات على لقاء الرئيس الحريري مع وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بعد سلسلة اجتماعات عقدها مع مسؤولين كبار في واشنطن، فجر حزب الله قنبلته الثانية، بالاعلان عن برقية وجهها امينه العام السيد حسن نصرالله الى وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، تضامنا معه على خلفية فرض

الإدارة الأميركية عقوبات شخصية عليه "وذلك لمساعدته في تنفيذ "جدول أعمال متهور" للمرشد الإيراني علي خامنئي"، وفقا لما قال مسؤول في وزارة الخزانة الاميركية، تشمل تجميد أصوله في الولايات المتحدة ومعاقبة من يدعمه ماليا.

صحيح ان وقع برقية نصرالله لظريف لا يوازي حجم صدمة الاستقالة، كما تقول مصادر سياسية لـ"المركزية"، غير ان فيه من الرسائل للحريري ولواشنطن في آن، ما يكفي ليؤكد مرة جديدة ان كل ما يقوله الحريري واي مسؤول اميركي مهما علا شأنه، لا يؤثر قيد أنملة في سياسة واستراتيجية الحزب المرتكزة الى الولاء المطلق للجمهورية الاسلامية الايرانية واستمرار دفع لبنان الى محورها بغض النظر عما يقرره المسؤولون في لبنان او الولايات المتحدة الاميركية او اي بلد في العالم.

في الرسالة – البرقية الكثير ليقرأه الرئيس الحريري، توقيتا وشكلا ومضمونا. فقد تعمد السيد نصرالله تأخير الاعلان عن برقيته الى ما بعد وصول الحريري الى الولايات المتحدة، على رغم ان واشنطن فرضت العقوبات على ظريف في 31 تموز الماضي، اي منذ اسبوعين، ولو انها تضمنت تبريراً للتأخير لتتزامن مع ذكرى 14 آب، " اليوم الذي هزمت فيه المقاومة في لبنان أميركا وإسرائيل في حرب الـ33 يوماً في شهري يوليو/ تموز، وأغسطس/ آب عام 2006، وبدعم ومساندة كاملة من الجمهورية الإسلامية في إيران"، بحسب ما جاء في البرقية.

وفي مضمون البرقية، تضيف المصادر ما يكفي ويزيد لمن يريد القراءة بين سطورها. فالامين العام لحزب الله تعمّد كشف مضمون حديث دار بين جون بولتون، مندوب واشنطن في مجلس الامن آنذاك، ومسؤول عربي ليؤكد "لمن يعنيهم الامر" ان لا ايران ولا حزب الله سيرضخان مهما اشتد خناق حبل العقوبات الاميركية عليهما عبر العقوبات التي تفرضها ادارة الرئيس دونالد ترامب، وان الرسائل التي ستحمّلها هذه الادارة للرئيس الحريري لينقلها الى الرئيس ميشال عون في هذا الشأن، وايا كانت الشخصيات التي قد تطالها، حتى لو استهدفت اقرب المقربين اليه من ضمن الحلقة الرئاسية الضيقة لحمله على الابتعاد عن محورالحزب وفك تحالف التيار الوطني الحر معه، فإنها ستبقى من دون جدوى تماما كما تهديدات بولتون في العام 2006.

لكنّ مجمل رسائل الحزب للرئيس الحريري وللادارة الاميركية تبقى، بحسب المصادر، مجرد فقاقيع صابون ستتلاشى مع اول هبة ريح، فلا الادارة الاميركية ستذهب في اتجاه الضغط على لبنان الرسمي لدفعه الى "التخلص" من الحزب او على الاقل اخراجه من الحكومة، لانها تدرك ان قدرة لبنان على المواجهة في هذا المجال جد محدودة، ولا الحريري في وارد خوض غمار معركة من هذا النوع، وهو الحريص على حكومة الوحدة الوطنية واشراك جميع المكونات السياسية فيها. لكنّ الاحتياط واجب، ورسائل الحزب إبان زيارات الحريري للعاصمة الاميركية من باب الحيطة والحذر، تضيف المصادر، حتى يوم العودة الى الحوار والجلوس الى طاولة المفاوضات الاميركية- الايرانية لرسم خريطة طريق الاتفاق الجديد.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o