Aug 15, 2019 6:39 AM
صحف

الحريري يلتقي بومبيو اليوم... والعقوبات على مقربين من حزب الله البند الأبرز

 

يلتقي رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في واشنطن اليوم الخميس، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ويتوقع أن يناقش الرجلان العلاقات الأميركية - اللبنانية، إضافة إلى ملفات سياسية، على رأسها وضع الحكومة اللبنانية، وقضية الاستقرار الأمني والسياسي، الذي تعرض للاهتزاز في الآونة الأخيرة على ضوء الأحداث التي شهدتها مناطق في جبل لبنان. كما ينتظر أن يكون الوضع في سوريا وتأثيراته على لبنان، في ظل استمرار "حزب الله" بتدخله العسكري في الحرب السورية، على جدول المحادثات.

وكان الحريري قد التقى، مساء أمس بتوقيت واشنطن، مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل، وبحث معه عدداً من القضايا والشؤون المشتركة.

كما يتوقع أن يلتقي الحريري عدداً من أعضاء مجلس الشيوخ، فضلاً عن لقاءات مع أفراد الجالية اللبنانية في واشنطن، إذا سمح برنامج زيارته بذلك.

يذكر أن الحريري يقوم بزيارة خاصة إلى واشنطن، كانت مقررة منذ مدة، ولا علاقة لها بأي تطورات سياسية، بحسب أوساط الحريري.

وتجنب رئيس الوزراء اللبناني إجراء حوارات مع الإعلام عموماً، مفضلاً الحفاظ على خصوصية زيارته، رغم لقاءاته بعدد من المسؤولين الأميركيين.

وفي حين رفضت الخارجية الأميركية التعليق على الملفات التي سيتم بحثها مع الحريري، محيلة الأمر إلى الحكومة اللبنانية، كشفت أوساط سياسية عن أن ملفي العقوبات على "حزب الله"، والتزام لبنان بالعقوبات المفروضة على إيران، سيكونان من بين أبرز الملفات التي سيتم بحثها.

وعدّت تلك الأوساط أن بيان السفارة الأميركية حول أحداث الجبل شكّل رسالة مباشرة عن تجديد واشنطن تمسكها بالاستقرار في لبنان وتجنيبه الخضّات، التي هو بغنى عنها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة.

وتوقعت تلك الأوساط أن يطلب الحريري من المسؤولين الأميركيين دعم واشنطن لتسهيل حصول لبنان على القروض والمساعدات التي أقرها مؤتمر "سيدر"، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يواجهها، بعد اضطرار الحكومة اللبنانية إلى إقرار موازنة، وصفت بالتقشفية، رغم الملاحظات الكبيرة عليها، خصوصاً من المؤسسات المالية الدولية الكبرى.

ورجحت أوساط سياسية أن يطلب الحريري من بومبيو المساعدة للطلب من البنتاغون مواصلة دعم الجيش اللبناني، خصوصاً أن وزير الدفاع الجديد مارك إسبر الذي تسلم مهامه أخيراً، من أصدقاء بومبيو المقربين وتخرجا معاً في كلية ويست بوينت العسكرية في الثمانينات.

وكان الحريري وصل إلى واشنطن يوم الاثنين الماضي والتقى مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي. وتركز البحث مع بيلينغسلي على الإجراءات المالية المتعلقة بقطاع المصارف في لبنان.
ورغم تأكيد أوساط الحريري أن زيارته شخصية وكانت محددة في وقت سابق، فإن سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة ينطلق من بيان السفارة الأميركية الأخير ليقول إن زيارة رئيس الحكومة أتت استكمالاً لهذا التحرك غير المسبوق من قبل الولايات المتحدة، مستبعداً في الوقت عينه ذهاب الأخيرة أبعد من ذلك في الضغط تجاه لبنان.

ويوضح طبارة لـ"الشرق الأوسط" أنه "عندما وصلت الأمور إلى إمكانية عدم السيطرة عليها ساد القلق لدى المجتمع الدولي الذي يرفض أن تفلت الأمور في لبنان، فقامت السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد بجولة على المسؤولين من دون نتيجة، فكان التدخل لإنهاء الأزمة عبر البيان الذي كان بالتعاون مع وزارة الخارجية الأميركية الذي شدّدت فيه واشنطن على عدم تسييس حادثة الجبل وإخضاعها لمراجعة قضائية عادلة وشفافة.

وحول ما يتعلق بالعقوبات المفروضة على "حزب الله" وتعاطي لبنان معها، يرى طبارة أن الولايات المتحدة "تدرك جيداً الوضع اللبناني، وهي لن تدفع باتجاه وضع الحكومة في مواجهة مع (الحزب)، والدليل أنه بعد 3 دفعات من العقوبات لم تغيّر واشنطن سياستها تجاه لبنان، بل تقوم بالمهمة عبر عقوبات مدروسة لا تؤثر على اقتصاد لبنان ونظامه المصرفي، وموجهة ضد أشخاص ومؤسسات معروفة بدعمها لـ(الحزب)".

بدوره اكد مصدر سياسي بارز، لـ "القبس"، الكويتية ان الحريري يحمل معه أربعة ملفات لمناقشتها مع الإدارة الأميركية تتعلّق بتحييد لبنان عن الصراع الأميركي - الإيراني، واستكمال الوساطة الأميركية في ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وبدعم الجيش اللبناني، بالإضافة الى تفعيل مؤتمر سيدر، الا انه في المقابل سوف يسمع من الإدارة الأميركية كلاما جديا حول ضرورة تحييد الحكومة اللبنانية نفسها عن حزب الله وانشطته، بعد تصريح الأمين العام للحزب حسن نصرالله بأن أي حرب «لن تبقى عند حدود إيران».

في هذه المسألة، سيحاول الحريري، بحسب المصدر، شرح التركيبة اللبنانية بتوازناتها الطائفية الدقيقة وبضرورة عدم اختلال مكوناتها التي يشكل حزب الله عنصرا رئيسيا فيها والذي تستخدم واشنطن العقوبات لخنقه اقتصادياً ومالياً.

وفي هذا الاطار سيحاول الحريري "اقناع واشنطن بتجنب العقوبات على مقربين من حزب الله".

 وللجانب الاقتصادي حيز مهم من زيارة الحريري الذي سيحث الاميركيين على الاستعجال في تحريك القروض الأميركية في مُؤتمر سيدر والبالغة قيمتها 115 مليون دولار.

في السياق، أكدت مصادر متابعة لـ"الجريدة" الكويتية أن "الحريري سيعيد تأكيد أن الحكومة اللبنانية تلتزم سياسة النأي بالنفس والقرارات الدولية، وعلى رأسها الـ1701، الذي يمنع أي نشاط عسكري جنوب الليطاني".

وأضافت أن "الأميركيين يُرجّح أن يبلغوا رئيس الحكومة انزعاجهم من تساهل لبنان مع حزب الله، غير أن من المستبعد أن يقرروا تغيير سياساتهم تجاهه رأسا على عقب، أقلّه في الوقت الراهن، لأن توجها من هذا القبيل سيهز بقوة استقرار لبنان السياسي والاقتصادي، وهو ما لا يناسب مصالحهم اليوم، في حين يجهدون لإرساء تسويات لنزاعات المنطقة".

توازيا، رجحت مصادر دبلوماسية غربية ان يبلغ المسؤولون الأميركيون الحريري انزعاجهم مما يصفوه تساهل الحكومة مع "حزب الله" وانه من غير المستبعد تغيير سياستهم تجاهه رأساً على عقب، أقله في الوقت الراهن، بحسب "اللواء".

وقالت هذه المصادر ان واشنطن ماضية في استراتيجية العقوبات تجاه مؤسسات تدعم حزب الله، وتوقعت ان تصيب حلفاء للحزب قد يكونوا من خارج الثنائي الشيعي، ولفتت الى انه ما من مؤشر يدل على نجاح الرئيس الحريري في تعديل الموقف الأميركي، بل لعله سمع من مساعد وزير الخزانة الأميركية كلاماً فيه نوع من التذمر حول أداء الحكومة تجاه حزب الله.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o