Aug 14, 2019 1:01 PM
أخبار محلية

أزمة النفايات في الشمال: معالجة جزئية وتأجيل التحرّك و"لا لمطمر تربل"
جريصاتي: نقترب من الحلول... إنما الضرر موجود

المركزية - لم تنته فصولا بعد أزمة ايجاد مكب لنفايات أقضية الضنية وزغرتا والمنية وبشري رغم الحلحلة التي سادت الأجواء عشية عيد الأضحى بعد اختيار موقع في جبل تربل حيث اعتبرته الأوساط المتابعة انه المكان الأفضل بعد رفض أهالي طرابلس موقع المكب الأول لانه يشرف على المدينة، رغم ذلك خرجت اعتراضات جديدة أدت الى تجميد موقع المكب الجديد.

لكن في المقابل، سُجّلت حلحلة جزئية تمثلت باعتماد المساحة في تربل بشكل موقت إلى حين الانتهاء من المطمر الصحي المنوي إنشاؤه، ما دفع الحركة الاعتراضية على ملف النفايات في الشمال إلى إرجاء التحرّك الذي كان مقررًا اليوم "في وجه إهمال الدولة في معالجة موضوع النفايات في أقضية الشمال الأربعة"، داعية إلى "مواكبة جهود الدولة والسلطات المحلية لرفع النفايات وتبديد المخاوف والهواجس المشروعة من قِبل المعترضين وصولاً إلى حلّ مستدام وصحيّ لهذه الأزمة".

وبدأت النفايات تسلك طريقها الى مكب تربل بمواكبة أمنية، بعد القرار السياسي الذي صدر خلال الساعات القليلة الماضية بتطبيق وتنفيذ قرار وزير البيئة فادي جريصاتي ووزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن ونقل النفايات المتكدسة في شوارع الاقضية الاربعة الى مطمر تربل بعدما كان رئيس الحكومة سعد الحريري طلب وقف الاعمال في المطمر لمدة 72 ساعة والتريث لايجاد مكب بديل، وقدم للرئيس الحريري اكثر من اقتراح وتبين ان هناك ضررا بيئيا في هذه المواقع البديلة، فعادت الامور الى موقع تربل. وسيتحول الموقع بداية الى باركينغ ولاحقا الى مطمر صحي وعادت الجرافات للعمل في المطمر.

وزير البيئة: وللغاية عقد وزير البيئة فادي جريصاتي مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم خصصه لأزمة النفايات في الشمال وللحديث عن الحلول والاقتراحات لمطمر برج حمود الجديدة في المتن. ورد جريصاتي على كل التساؤلات مشيرا الى "ضرورة أن يكون الشعب اللبناني على بينة مما يحصل، ونهجنا هو الحوار وعدم الهروب من مواجهة أي أزمة".



وقال: "نحن قريبون من بداية الحلول لازمة نفايات الشمال ولا يمكننا القول إننا وجدنا حلا لأزمة نفايات الشمال، وسأذكر كل من يسمعنا بخارطة الطريق التي قدمناها في 3 حزيران لم يكن موقع تربل ضمن المواقع بل كان الفوار الذي كان موجودا من ضمن خطط 2005 و2006 وحيث حصبت معارضة شعبية في حينه".

واضاف: "لكل من سأل لماذا تأخر الحل 3 أشهر؟ تأخر الحل ليس لأننا لم نكن واعين للازمة بل تحملنا مسؤولياتنا من أول دقيقة وشكلنا لجنة طوارىء عند محافظ الشمال رمزي نهرا مشكورا وكل اتحادات البلديات المعنية بالازمة وأعطينا فرصا كثيرة لايجاد مواقع بالتعاون مع اتحادات البلديات ، ويجب التذكير بأن قانون ال 80 في العام 2018 كرس لامركزية النفايات يعني أن تكون الحلول لامركزية وتخرج من الاتحادات أو الاقضية وهذا ليس معناه رمي المسؤولية عليهم وعدم تحمل وزارة البيئة أو الحكومة أي دور، وهذا ليس تحميلا للنواب مسؤولية بل تعاون مع النواب ، ونحن امامكم ونتحدث عن شراكة ربما ليسوا معتادين عليها بل على التوظيف السياسي لكل شيء. لقد أعطيت اقتراحات كثيرة وكانت تتوقف، مثلا عزقي التي اقترحها اتحاد البلديات وأجري لها أثر بيئي لاجراء معمل ومطمر لم نستطع فتح الموقع بسبب المعارضة، وفي كفريا هناك أرض أخرى وحصلت معارضة وهذا أمر طبيعي ألا تكون هناك أناس غير موافقة. نحن امام خيارات صعبة إنما علينا ان نختار بين مصلحة الاكثرية ومصلحة الاقلية، وعلينا أن نختار الموقع الاقل ضررا حيث لا يوجد موقع ليس فيه ضرر أقله بالرائحة. أهل طرابلس اهلنا واهل الضنية والمنية وكل القرى المجاورة اهلنا ولا أحد يساوم على صحتهم ويقبل بتعريض مياههم الجوفية".

وتابع: "يجب أن يعطينا الناس فرصة، وقلت إننا مقبلون على أيام صعبة وأننا "سنسب". في كل العالم ليس هناك إجماع على حلول النفايات أكان معملا أم محرقة إنما هناك معارضون لديهم حجة وهناك معارضون للمعارضة الذين يعتقدون أن هذا الامر مربح في الانتخابات.يا إخوان الانتخابات في ال 2022 ولا يمكن أن تكون النفايات منصة لزعامة لأنكم تتاجرون بصحة الناس حيث لدينا 34 الف طن نفايات بين البيوت وفي الاودية ويحرقونها في الليل.ألم يستفزهم هذا الامر لأبطال البيئة الجدد اليوم؟".

وسأل: "في موضوع الشمال، ألم يستفزهم المكب العشوائي في عدوة على مدى 13 عاما؟ هؤلاء الابطال الغيارى على طرابلس اليوم لماذا لم نسمع صوتهم ولماذا لم ينزلوا الى الطرقات وأحرقوا الدواليب خلال 13 سنة ؟ لماذا لم يرسلوا نساءهم لمهاجمة قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني ؟ لماذا لم يسألوا من اين جاءت النفايات الى عدوة واذا كانت مسيحية أو مارونية أو سنية ؟ 13 سنة عدوة أين كانوا؟ إستفاقوا اليوم لأن في الامر شعبوية وقد قلنا إن هذه خطة طوارىء منذ اليوم الاول؟ وقلنا إننا نفتش عن حل جذري .لقد وجد 150 مكبا عشوائيا في آخر ثلاثة أشهر في منطقة المنية الضنية وفي زغرتا والكورة ، في بشري وجدوا موقعا، أين كانت أصوات الغيارى على البيئة والمياه الجوفية؟ تكلمنا مع الرئيس سعد الحريري منذ شهر ووافق على تخصيص 6 ملايين دولار للقدرة على معالجة مكب عدوة والعصارة السوداء ، من كان وراء مكب عدوة ؟ أنا ومن اقفله ؟ نحن امام أزمة بحاجة الى حل والمزايدات اليوم لا توجد حلا ولا توجد زعامة ، تعمل زعامة زبالة وليس زعامة حقيقية.لسنا موافقين على اقامة مكب عشوائي في تربل ، واليوم يركبون عازلا وكلنا متفقون على أننا سنقيم " باركينغ " بمواصفات جيدة يليق بنا ويحمي صحة اولادنا والقرى المجاورة.وقد أمن الموقع صاحب الارض ، وفي غياب مجلس الوزراء 50 يوما كيف أستملك ارضا ؟ وجدنا 3 مواقع أحده في زغرتا وستكون الارض معروضة في أول جلسة لمجلس الوزراء لاستملاكها ، وتعهد اتحاد بلديات زغرتا بأنه سيجمع النفايات من المنية والضنية قبل غيرها، وسيجمع النفايات من الكورة وبشري وزغرتا ولن يقيم حاجزا على الباب ليسأل إن كانت النفايات سنية أو شيعية أو مارونية أو أورثوذكس...عيب علينا ما يحدث اليوم...أتركوا النفايات ولا تعطوها دينا أو طائفة.كلنا سنخسر ومن يتحدثون اليوم ستحاسبهم الناس غدا حيث دفعت ثمن النفايات السياحة والاقتصاد والصحة والمياه الجوفية".

وسأل وزير البيئة: "هل أطنان النفايات في الشوارع أقل خطورة من موقع واحد مع طمر وموافقة من رئيس الحكومة لاجراء تكرير للعصارة ؟ أين نساوم على صحة الناس ؟ هناك من يقول قسموا الاقضية، لا يمكن تقسيم لبنان الى حلول صغيرة لأنها لا تعيش ، وقلنا إن معامل الفرز التي ننوي اقامتها يجب أن تكون كبيرة ل 200 و300 طنا ، نتكلم اقتصادا وأرقاما وليس شعبوية ، يجب إخراج النقاش من الشارع ، وظهرت اليوم كذبة العيش المشترك من وراء النفايات.إما تشكل النفايات خطرا على المياه الجوفية أو لا ؟ اذا نفايات الموارنة مع السنة تشكل خطرا على المياه الجوفية واذا قسمناهم لا يعود هناك خطر ؟ بأي منطق تتكلمون؟ هذا المستوى معيب، هؤلاء الكاذبون يريدون أن يصبحوا زعماء؟ وهل قضاء زغرتا من لون واحد؟ وهل المنية الضنية محصورة بطائفة واحدة؟ على من تكذبون؟".

وأضاف: "قلنا إننا امام بداية حل، وقد تواصلت أمس حتى مع صاحب مشروع ميرادور أحمد علم الدين الذي لديه مشروع سياحي وقلنا إننا بصدد حل مؤقت وأن الارض التي كان قدمها مجانا بمساحة 70 الف متر واثارت بلبلة هناك تعهد بأن الارض مقدمة مجانا ولم تكن خلفها مؤامرة ولا معمل جديد ولا محرقة والدليل اين نحن اليوم ؟ هل هناك صفقة أو معمل أو ارقام ؟ أتحدى كل المنظرين أن يخرج أحد ويظهر لنا رقما عن صفقة .أين الصفقة لغاية اليوم على صحة الناس؟ هناك أرض بديلة قدمها حتى أنه عرض أمس 4 بدائل بين المنية والضنية سندرسها كلها، بالتأكيد لم يسمح لنا الوقت لأجراء أثر بيئي لأننا في خطة طوارىء، ونرحب بمن يريد أن يكون معنا شريكا في الرقابة من اصحاب النية الحسنة وأتحادات البلديات ، وأفهم خوفهم على الرقابة إنما لا يمكننا تحمل عبء 50 سنة وأن نأتي بأفكار مسبقة عن الحل. من قال إننا لم نغير النهج؟ لماذا الاحكام المسبقة؟ ورغم ذلك نقول نتفهم هواجس الناس وغضبهم خصوصا عند بعض القرى المجاروة في ظل التراكم وغياب الثقة".

الفرز من المصدر
وأكد "أننا نعمل على حلول مستدامة وهذا يتطلب توافقا سياسيا، فنحن قدمنا الخطة في 3 حزيران للجنة الوزارية المتعلقة بالنفايات ولم نستطع البت بها لغاية اليوم.وقد وعدنا رئيس الحكومة سعد الحريري أنه فور عودته من السفر ستكون خطة النفايات أهم البنود، فوزارة البيئة قامت بعملها وقدمت حتى مشروع قانون لاعطاء امكانيات للبلديات كي لا تكون اللامركزية كذبة أو شعارا بل لتكون حقيقة وأول بند تمكين البلديات وأن نعطيها الحق في جباية 10 آلاف ليرة من كل بيت لتطبيق اللامركزية وإلا كان التصويت بلا قيمة في مجلس النواب.نحن نريد الفرز من المصدر وهذه الازمة علمتنا اهمية الفرز من المصدر ، الآن ستقبل معنا الناس بالفرز من المصدر رغم صعوبته وعلينا إجراء الفرز من المصدر في كل القرى ، وأتمنى على اتحادات البلديات والقائمقامين ومحافظ الشمال فرض الفرز من المصدر بدءا من يوم غد كي يعيش أي مطمر نختاره أطول فترة ممكنة ، وترون كم أزمة المطامر صعبة وكم حياة المطامر قصيرة في لبنان لأننا مازلنا نطمر كميات كبيرة وهذه جريمة، والفرز من المصدر كان من ضمن خطتنا اضافة الى تلزيم المعامل بمناقصات شفافة وليس بصفقات تحت الطاولة.علقوا على خارطة الطريق وليس على خطة الطوارىء التي ننقذ من خلالها حياة 300 الف نسمة من الخطر وما تبقى من موسم سياحي في المنطقة".

مطمر برج حمود الجديدة
وتابع: "قمنا كوزارة بيئة بواجباتنا ضمن المهل ولو كنت وزيرا جديدا، واليوم مسؤولية الحكومة أن تتخذ قرارها وأن تنفذه وأن تلتزم بوعودها للناس. وهنا أعود الى ازمة المتن التي لا يمكن تجاهلها والكل يسأل عن برج حمود الجديدة والكوستابرافا. هناك وعود قطعتها الدولة سنة 2016 ولم تقم الدولة بواجباتها، وأتفهم وجود اعتراض من نواب في المتن لأن الدولة لم تلتزم بواجباتها في الوقت المحدد، وهذا كان حديثي منذ 3 اشهر عند النائب ابراهيم كنعان في حضور الوزير الياس بو صعب والنائب إدي معلوف، وكان أول شرط لديهم أننا لن نقبل بأي توسعة أو زيادة الارتفاع اذا لم تقم الدولة بكل واجباتها. والكلام نفسه قيل مع نواب الكتائب، واليوم يمكننا أن نعارض إنما علينا لدى معارضتنا تقديم البديل".

أضاف: "النائب سامي الجميل في اجتماع السراي منذ شهر برئاسة الرئيس الحريري كان اقتراحه التوجه نحو السلسلة الشرقية ، وأنا قلت إن لا موافقة في السلسلة الشرقية واذا كان بمقدوره مساعدتي على ايجاد قرية تقبل كل النفايات فأنا بدءا من يوم غد أتوجه الى هناك.لقد حاولت مع مجدل عنجر ولم أوفق ، وسبق وقلت في الاعلام إن في مجدل عنجر مكبا عشوائيا على الحدود اللبنانية يحترق تقريبا مرة في الاسبوع ويسمم الناس إنما أولاد مجدل عنجر لا يقبلون بمطمر صحي.اذا كان هناك قرار سياسي بالصعود بالقوة الى فوق فهذا من مسؤولية الحكومة .لقد اقترح النائب سامي الجميل ايضا عرسال ، هل هناك موافقة على عرسال وهل هناك كميون يسير 3 ساعات على الطريق للوصول الى عرسال كل ليلة ؟ هذا مدرج في المحضر ، نحن منفتحون على كل الحلول ، وأكرر إن خارطة الطريق التي قدمناها هي أفضل الحلول وهي الانسب للبنان وللازمة التي نمر بها ، وأزمتنا هي في التأخير بالبت بخارطة الطريق ، واقول إن اسوأ خارطة طريق هي أفضل من الفوضى المعممة ومن كل الحلول الترقيعية لغاية الآن".

وأعلن جريصاتي "أننا لا نتعاطى السياسة في موضوع النفايات، وخطأ وخطيئة استعمال النفايات وقودا لحملات انتخابية. لقد اعتصمنا 33 يوما فماذا كانت النتيجة؟ اذا نجح الاقفال نعيده، نعمل "باركينغ" موقتا ويأتي وزير بيئة جديد ليعالجه وينقله فتنبعث الرائحة وكل تخمير النفايات. فيسأل الناس لماذا الرائحة كريهة الى هذه الدرجة ومن أين تأتي؟ تأتي من حلول عشوائية، نقول كلنا على قلب واحد وليس نواب المتن مسؤولين عن ايجاد حل، هم سيساعدون في الحل بالتأكيد ، اذا كان الحل على مستوى القضاء هم منتخبون من الشعب ولديهم أكثرية اصوات الناس واذا إتفقوا على موقع يمكن للدولة أن تفرض هذا الموقع ولا يكون موقعا لا شعبويا ، والحل اليوم ليس في السلسة الشرقية، ونفس الامر أقوله للكوستا برافا ، وأنا أتفهم هواجسهم إنما علينا أن نقبل كذلك أن الناعمة استقبلت كل بيروت وجبل لبنان 17 سنة ، اليوم ألم يعد بإمكاننا تحمل بعضنا وبدأنا نعد الدقائق ؟ المزايدات في هذا الموضوع لا تساعد .لا حلول سحرية وقلنا إننا ننقل من الف مكب عشوائي الى 25 مطمرا صحيا ، وأرجو من السياسيين ازاحة موضوع الشعبوية والمزايدات عن النفايات ، فهذه خربت لبنان ، واذا كنتم ضد معمل أو مطمر في قرية قولوا لي أنتم مع ماذا ؟ هل أنتم فقط مع السلسلة الشرقية وهل هي تحمل كل لبنان ؟ من يريد أن يقدم حلا عليه أن يقدم حلا نهائيا ومبكلا وليس حلا لا يطبق "، سائلا " كم مرة تقفل طريق ترشيش وضهر البيدر بالثلج في الشتاء؟".
ولفت الى "الكلفة الكبيرة لتنقل الشاحنات والتي سيدفعها الشعب اللبناني".

وردا على سلسلة أسئلة، لفت وزير البيئة الى "أن السيد احمد علم الدن قدم العقار لنفايات المنية ونحن في ظل الازمة لا يمكننا تقسيم النفايات الى 7 عقارات ".وأوضح "أن زيادة ارتفاع مطمر الجديدة برج حمود ليس محسوما ولا تربحنا وقتا أكثر من 3 أشهر، فيما الكوستابرافا لا يمكن زيادة ارتفاعه بسبب قربه من المطار".

وختم: "أي معمل يتم إنشاؤه بالتراضي سنتهم بالفساد، ونحن كوزارة بيئة لا نجري مناقصات ولا نلزم، وقد قمنا بواجباتنا وصار الوقت للحكومة لتتحمل مسؤولياتها". 

محافظ الشمال:  

ومن جهته، ترأس محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا احتماعا في قاعة الاستقلال في سراي طرابلس، شارك فيه مستشار وزير البيئة شاكر نون، قائمقاما زغرتا والضنية إيمان الرافعي ورلى البايع، رئيس قسم المحافظة المكلف ملف بلديات الشمال لقمان الكردي، وعدد كبير من رؤساء الاتحادات والبلديات، وخبراء من وزارة البيئة.
وبحث المجتمعون في مسار خطة النفايات التي أعدتها وزارة البيئة، لا سيما في مطمر تربل وسائر المطامر الشمالية.

بداية، تحدث نهرا، وقال: "أرحب بالجميع من رؤوساء بلديات الى ممثل وزير البيئة وجميع الموجودين، وكما نعلم جميعا بالازمة الكبيرة التي نمر بها وخصوصا في مناطق المنية الضنية زغرتا والكورة، اما بشري فالامور تبشر بالحل". 

أضاف: "بسبب هذه الازمة نحن مضطرون للجوء الى مطمر تربل الذي تم البدء فيه، ونشهد بعض الاعتراضات في مختلف الطرق وخصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد الاعتداء على المرأة في تربل، الامر الذي رفع الوتيرة في طرابلس والجوار.
لقد تلقينا منذ ثلاثة أيام قرارا من وزيرة الداخلية بالسير في مطمر تربل وبلغنا الامر لقوى الامن الداخلي، ونحن كادارة وبلديات واتحاد بلديات مستمرون في تنفيذ القرار حتى الآن، في انتظار اي تطور سياسي او حكومي، فنحن في النهاية ننفذ القرار السياسي من قرارات الحكومة وقرارات وزارة الداخلية الى قرارات الوزارات المختصة، وحتى الساعة، كما صرح ممثل وزير البيئة، هذا المطمر هو الاقل ضرارا، وعملي لانه بعيد عن الناس، وسيبنى له عازل وسنتبع طريقة طمر النفايات تفاديا لانتشار الروائح، لذلك لا حاجة الى الاعتراضات التي نشهدها اليوم، فهي دون مبرر".

وختم: "نأمل ان نستمر بالعمل في هذا المطمر لتفادي مشكلة النفايات التي تشكل عبئا كبيرا علينا وعلى اهالي المناطق المتضررة، وخصوصا بعد انتشار بعض الامراض، واليوم بدعوة من وزارة البيئة نود أن نجمعكم بحضور الاستاذ شاكر نون لشرح خطة النفايات، ولكن نحن يهمنا ان نبني معامل لفرز النفايات والتوعية على الفرز من المصدر ولكن الاولوية لدينا اليوم هي انتشال النفايات من الطرقات ونقلها الى مطمر مؤقت لحين العمل بشكل عملي وعلمي على حل لهذه المشكلة بشكل جذري".

نون
ثم شرح نون كيفية تنفيذ الخطة وإزالة المعوقات من أمامها، ضمن الشروط البيئية والصحية، وقال: "بطلب من وزير البيئة نجتمع اليوم لتبديد بعض الهواجس التي تواجه الاهالي، وبناء على متابعتنا لهذا الامر اقول هناك الكثير من الظلم والمغالطات المبنية على مغالطات، لذلك اتمنى من الجميع ان يحكموا ان كنا نسير في الطريق الصحيح ام لا فلسنا مستعدين ان نراهن بمصداقيتنا ونرمي بانفسنا الى المجهول، ونحن نتابع هذه الازمة بالتعاون مع رؤساء البلديات واتحاد البلديات فهم من يواجه عتب الناس وغصبهم وهواجسهم".

أضاف: "خطتنا مدروسة بخطوات واضحة، لكننا نعلم جيدا ان المشكلة هي مشكلة ثقة وعلينا اليوم ان نعمل بجهد لاعادة ثقة الناس بنا، واتمنى اليوم ان يصمد الجميع ونخرج من هذا الاجتماع كفريق عمل موحد ، فخطة وزارة البيئة تقدمت في حزيران وتأخر مجلس الوزراء في بتها، ولكن السؤال كيف لنا نواجه المشاكل التي تعترضنا بوجود قوانين تؤخر اعمالنا".

وتابع: "هناك ثلاثة عروض، منها مطمر تربل الذي تم اختياره ضمن شروط وأسباب بيئية مدروسة بشكل عملي وصحي، ورغم ان قرارنا الاول كان مطمر الفوار لاسباب هندسية ومالية، وبحسب دراسات علمية وبيئية، أفضل حل اليوم لحل ازمة النفايات التي عمت شوارع لبنان هو اللجوء الى مطمر صحي، كما حصل في مطمر النورماندي الذي تحول اليوم لمطاعم وصالات أعراس والمعروف بالبيال، وسبق أن طلبت من مجموعة من الاهالي والنساء ان نقوم بجولة في منشآت المعالجة، ولكن اليوم هناك عداوة بين المواطن والصناعة التي تعتبر الحل الامثل، ونحن كوزارة بيئة نضمن صناعة جيدة، وبالنظر الى التحارب السابقة في مطمر برج حمود ومطمر الناعمة الذي ينتج كهرباء لست قرى منذ سبع سنوات، ولكن مشكلتنا نحن اننا نعمل تحت ضغط كبير".

وأردف :" هناك 940 مكبا عشوائيا كما اشار وزير البيئة، هذا ما يعني مزبلة وحرائق تجتاح لبنان، واليوم خطة وزارة البيئة انشاء 25 مكبا صحيا وموزعين على كل لبنان بدل من 940، أوليس هذا الرقم انجازا كبيرا؟ ومشكلتنا ان اول مصنع اقيم في الشمال هو في قضاء المنية الضنية، وهذا كان المشروع الاول بانجاز اتحاد بلديات الضنية التي قدمت ارضا لانشائه والامر اخذ اكثر من سنتين لانجاز المعاملات القانونية، وبعد ان انتهى الترخيص واخذ الموافقة من الحكومة السابقة ذهب الى الحكومة الحالية بزيادة بعض التعديلات وسلسلة شروط لا تنتهي من قبل لجنة وزارة البيئة، ورغم كل هذا نفذت الشروط وتم الموافقة على الترخيص ولكن بالامس خرجت معارضة من قبل بلدية عزقي اعتراضا على موقع المصنع".

وقال: "ليس كما يشاع بان حل ازمة النفايات سيكون على حساب تربل بل نحن لدينا 5 مواقع اخذت موافقة وزارة البيئة بداية في منطقة الكورة (بصرما)، كفرحزير، زغرتا (كفريا)، الضنية (عزقي) وبشري لديهم ارض صناعية في بصرما واهل المنية لديهم المعمل ولكن هناك بعض المشاكل التي سيتم حلها".

أضاف: "مطمر تربل أخذ موافقة لانه يتمتع بارض شاسعة وبعيدة عن الاماكن السكنية نسبيا وعدد المعارضين لهذا المطمر اقل نسبيا من الاماكن الاخرى ولكن هذا لا يمنعنا اننا نعمل على مباشرة وتسريع العمل في المواقع الخمسة التي سيتم فيها انشاء معامل صحية، ونحن ندرك الحساسية بين المناطق في موضوع النفايات وسنعالجها، فزغرتا والضنية مستعدتان ان تأخذا كل نفايات الاقضية بعد تجهيز المعامل وهذا يدل على تصرف مسؤول".

وطرحت اسئلة من المشاركين عن وزارة البيئة عن كيفية متابعة موضوع المطمر وادارته بشكل علمي وبيئي. 

وكانت هنالك أسئلة من المشاركين، عبروا فيها عن هواجسهم ومخاوفهم من استحداث المطامر لما تحمله من أضرار صحية وبيئية، فتمت الإجابة عليها من قبل المحافظ نهرا ونون. وكان رد من الوزير طمأن فيه الحاضرين إلى تنفيذ الخطة بحذافيرها دون تعريض البيئة أو المواطنين لأي خطر صحي.
 

تأجيل التحرك: وكانت "الحركة الاعتراضية على ملف النفايات في الشمال" أكدت في بيان "تأجيل التحرك الذي كان مقررا اليوم ومواكبة جهود الدولة والسلطات المحلية لرفع النفايات وتبديد المخاوف والهواجس المشروعة من قبل المعترضين وصولا إلى حل مستدام وصحي لهذه الأزمة".

وجاء في البيان الآتي: "كنا على موعد اليوم مع وقفة إحتجاجية في وجه إهمال الدولة في معالجة موضوع النفايات في أقضية الشمال الأربعة الضنية -المنيه - زغرتا - الكوره وبشري ولكن الأمور قد تبدلت الآن، فكان لا بد لنا من شكر رئيس الحكومة سعد الحريري على إهتمامه المباشر والوزراء المعنيين والنواب الذين واكبوا الحلول مع قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي وسائر القوى الأمنية على مرافقتهم الحل الموقت والمقترح، سائلين الدولة تنفيذه بالمعايير الدولية البيئية والصحية حفاظا على المياه الجوفية وعلى صحة أهلنا في المنطقة الذين هم أهل وأحباء، نعيش معا كإخوة منذ مئات السنين، مشكلين معا قدوة في الوطنية والأخوة الإنسانية ولن نسمح لأحد من هنا أو هناك بزرع الفتنة والشقاق بيننا، داعين الجميع إلى الوقوف وراء الدولة بمؤسساتها العسكرية والمدنية ولإعطائها الوقت اللازم لتركيب معامل الفرز وتطويرها من المصدر لمعالجة النفايات بشكل كامل".

فرنجية: من جهته قال رئيس ​بلدية زغرتا​ ​أنطونيو فرنجية​: "اتفقنا مع وزير البيئة على اعتماد المساحة في تربل بشكل موقت لحين الانتهاء من المطمر الصحي وكميل مراد الذي قدم الأرض يتعرض اليوم لحملة تخوين وتشويه لصورته".

تحركات: وكان عدد من المواطنين قطع  أوتوستراد المنية ـ العبدة الدولي في الإتجاهين، إحتجاجا على قرار عودة العمل على إنشاء مطمر تربل للنفايات، تزامنا مع تجمعات في محيط الأرض التي يتم العمل على إنشاء المطمر عليها.

كما تجمع عدد من اهالي بلدة علما في قضاء زغرتا،  على الطريق العام عند مفترق البلدة، احتجاجا على اعادة فتح مطمر تربل، وعمدوا الى الاعتداء على بعض الشاحنات التي كانت تقل نفايات الى المطمر وتسلك طريق علما - تربل. 

وتجدر الاشارة إلى أنه بعد انتهاء مهلة الشهر لرمي النفايات في مكب عدوة عادت الأزمة اليوم من جديد وبعد سلسلة من المناكفات حول ايجاد المطمر البديل كان آخرها اختيار جبل تربل كبديل وحل للأزمة من دون ان يقدم المعنيون التقارير التي تفيد عدم تضرر المنطقة من هذا المكب.

وكان استفز الاهالي ليلا توجه شاحنات محملة بالنفايات الى المطمر المستحدث فقطعوا الطرق المؤدية اليه واشعلوا لهذه الغاية الاطارات وخصوصا لجهة الضنية تحديدا عند منطقتي الزحلان وعزقي.

وبدأت صباح اليوم الدعوات من الاهالي وهيئات المجتمع المدني الى التجمهر عند اوتوستراد المنيه الضنية تعبيرا عم رفضهم واستنكارهم لما يحدث من غبن واستهزاء بصحتهم وصحة ابنائهم من هذه الحلول التي انصفت المناطق المجاورة على حسابهم بحسب الوكالة الوطنية.

كما نفذ أهالي طرابلس اعتصاما أمام السراي، احتجاجا على استحداث مطمر للنفايات في تربل، وذلك تزامنا مع اجتماع يعقد في قاعة الاستقلال، في سرايا طرابلس، برئاسة محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، لشرح خطة إدارة النفايات في الشمال، التي أعدتها وزارة البيئة.

وأعلن المعتصمون رفضهم فتح مطمر جديد للنفايات في تربل، لما له من آثار سلبية على المياه الجوفية والصحة العامة.

سامي الجميل: وفي السياق، غرد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل قائلاً: "نضمّ صوتنا إلى صوت أهلنا في الشمال رفضاً للمطامر وللحلول المؤقتة العبثية والمضرّة بصحة الناس، ونتمنى منهم التضامن لمواجهة ما يُخطط له كي لا يصيبهم ويصيب بيئتهم غداً ما يصيب أبناء ساحلي المتن وبعبدا اليوم".

فادي كرم: غرّد أمين سر تكتل "الجمهورية القوية" فادي كرم عبر "تويتر"، قائلاً: "نضع برسم وزير الدفاع الياس بو صعب تقرير نخلة عضيمي ضمن نشرة أخبار محطة mtv والذي يظهر بالصوت والصورة أحد المعابر غير الشرعية الذي يجري تهريب البضائع والشاحنات عليه.

درويش: وكشف النائب علي درويش عن "اجتماع سيعقد اليوم في سرايا طرابلس بمشاركة محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا وممثلي البلديات والاتحادات المعنية، لتوضيح مسألة مطمر تربل للرأي العام"، داعياً كل "المعنيين الى اعتبار ما يجري قضية مشتركة وتعزيز التواصل من أجل الوصول الى حل يرضي الجميع".

ورأى في حديث إذاعي "أن ما يحصل هو نتيجة عدم معالجة النفايات في لبنان بشكل موضوعي وعلمي"، مجددا المطالبة "بدراسات واضحة للأثر البيئي ليبنى على الشيء مقتضاه".

وشدد على "أنه وبحسب القانون لا يمكن فتح أي مطمر إلا بموافقة الأهالي"، داعيا الى "الهدوء وانتظار ما ستكشفه الدراسات للحكم في هذه المسألة".

جان عبيد: صدر عن المكتب الاعلامي للنائب جان عبيد بيان جاء فيه: "إن النائب جان عبيد لم يرد أن يكون بداية في طليعة المعركة ضد مطمر تربل، لكي لا يفهم من الأمر أنه شخصي، لكون منزله يقع في جبل تربل، لكنه أجرى الاتصالات اللازمة بالمعنيين وأكد أنه لا يرضى بأي ضرر يمكن أن يلحق بالأهالي.

إن النائب عبيد لا يرضى بإقامة مطمر يؤدي الى تلويث ثروة المياه الجوفية في تربل، ولن يسمح مع فاعليات المنطقة وأبنائها بمرور النفايات، وهو أجرى الاتصالات اللازمة ببلدية علما حيث سيعقد اجتماع يهدف الى إتخاذ قرار باقفال معبر البلدة أمام شاحنات النفايات، لأنه من غير المسموح أن تكون علما ممرا لما يتسبب بضرر الناس وبتهديد سلامتهم".

ونقل المكتب الاعلامي لعبيد "استنكاره الشديد للاعتداء الذي تعرضت له إحدى السيدات المعتصمات ضد المطمر على يد عنصر في قوى الامن الداخلي"، مشددا على ان "القوى الامنية هي لحماية المعتصمين وليست لحماية شاحنات النفايات وتأمين مرورها".

ريفي: غرد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي عبر تويتر فقال: "مطمر تِربل مرفوض، والمرفوض أيضاً هذا النهج الذي يستسهل الحلول التي تدمر البيئة وتهدد صحة المواطنين، أما الإعتداء على الناس التي تعترض على المطمر فنأمل أن يلقى القصاص المناسب".
وأضاف: "نحن إلى جانب أهلنا في إيجاد حلٍ بيئي للنفايات وفي رفض المطامر والمحارق وجبال النفايات. كفى وقاحةً كفى فساداً كفى استهتاراً بحياة الناس وصحتهم".

الاحدب: وغرد النائب السابق مصباح الاحدب عبر حسابه على موقع "تويتر" وكتب: "‏نتشاور مع بعض القيادات الطرابلسية للشروع بخطوة قضائية عبر القضاء المستعجل بتوكيل المحامية ديالا شحادة لوضع حد لقضية مطمر تربل، وكذبة "العازل" الذي يتكلمون عنه والذي لا نثق به.
وطالما أن القوى الأمنية تعتدي بالضرب على المعترضين، فنأمل أن ينصف القضاء الناس". 

الخير: واعتبر النائب السابق كاظم الخير، في بيان، أن "استعمال القوة مع ابناء المناطق المجاورة لجبل تربل المعتصمين اليوم سلميا، رفضا لاقامة المطمر والتعرض للنساء المعتصمات، لم يعد مقبولا ومدان. فقد حذرنا منذ سنوات من المشاريع المشبوهة التي ترسم لمنطقتنا، واليوم نؤكد رفض تنفيذ هذه المشاريع بالقوة"، مطالبا الحكومة ب"وقف التنفيذ والانتقال الى مرحلة حوار بناء مع فاعليات المنطقة للتوصل الى حلول تراعي الوضع البيئي والصحي، ضمن دراسات تقويم الاثر البيئي مع الاختصاصيين في هذا المجال". 

احمد الحريري: وصدر عن الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري ما يلي:

"لم نكن يوماً إلا مع أهلنا في كل لبنان، وفي الشمال الوفي خصوصاً. ونحن اليوم نقولها بالفم الملآن لن نقبل أن يتحول جبل تربل إلى مطمر خبيث للنفايات، على حساب ناسنا، كباراً وصغاراً.
لذا، نؤكد أن قضية جبل تربل هي قضية بيئية صحية بامتياز لن نسمح بتسييسها أو تطييفها أو محاولة استغلالها للمزيد من شعبوية البعض في مناطقهم على حساب الناس.
أهل المنية أدرى بشعابها وجبالها، ولا كلمة تعلو فوق كلمتهم المحقة الرافضة لإقامة المطمر، وكلمتهم كلمتنا، ونحن وإياهم على كلمة سواء وصرخة واحدة في وجه كل المعنيين: لا لإقامة المطمر، لا اليوم ولا في أي يوم".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o