Aug 10, 2019 3:55 PM
تحليل سياسي

الحكومة تنفض عنها وحول البساتين وتعقد "جلسة - رسالة" للمجتمع الدولي!
مجلس وزراء هادئ خال من السياسة والمصافحات..وعون:أعدنا الامور الى طبيعتها
باسيل:لقاءبعبدا حقق امورا لن نكشفها..ارسلان"يشترط"لتثبيت المصالحة..واشتباكات في عدن

المركزية- نفضت الحكومة عنها سريعا وحول "البساتين". هي اصلا لا تملك ترف المماطلة فيما تسابق وضعا اقتصاديا ماليا من الادق في تاريخ البلاد المعاصر، أبرزت هشاشتَه الاجتماعات المالية التي عقدت مكثّفة امس بين السراي وبعبدا. وعليه، شمّر مجلس الوزراء، ولو في عطلة نهاية الاسبوع، عن ساعديه واجتمع باحثا في جدول اعمال بعيد من السياسة وشؤونها وشجونها، محاولا في الشكل، توجيه رسالة ايجابية الى المجتمع الدولي يبلغهم فيها ان عجلة المؤسسات استعادت عافيتها ودورانها وستحاول التعويض عن أضرار تعطيل الـ40 يوما الماضية، وذلك عشية تقرير "ستاندرد اند بورز" من جهة، والزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن من جهة ثانية.

جلسة هادئة: عملا بالاتفاق الذي ارساه لقاء المصارحة والمصالحة في بعبدا امس، انعقد مجلس الوزراء اليوم في القصر وغاب عنه ملف البساتين وإن حضر عرضا في كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مستهل الجلسة. الجميع التزم بوضع القضية على الرف. وحده الوزير صالح الغريب كان يريد الحديث عنها لكنه عاد وعدل عن الفكرة نزولا عند طلب رئيس الجمهورية الذي التقاه قبيل الجلسة التي اتسمت بهدوء لافت وبنقاش انحصر بجدول الاعمال الذي تم اقراره كلّ بنوده. اما في الصورة، فلم تسجل اي مصافحات بين الوزراء المعنيين بحوادث قبرشمون. وقد فصلت مسافة كبيرة بين الوزير صالح الغريب الذي التزم مقعده في آخر طاولة مجلس الوزراء في وقت جلس الوزير اكرم شهيّب في مقعده المخصص له إلى جانب الحريري عن يمين الرئيس عون والوزير أبو فاعور إلى جانب الوزير غسان حاصباني عن يسار الرئيس، ولم تسجل اي مصافحة بين شهيب والغريب.

3 مسارات: في اول جلسة له بعد حوادث البساتين، التأم مجلس الوزراء في بعبدا اذا، برئاسة رئيس الجمهورية الذي قال في بداية الجلسة "وقع منذ فترة حادث مؤسف في قبرشمون أثر بشكل كبير على البلد، وفي اجتماع الأمس اعدنا الأمور الى طبيعتها. تمت معالجة تداعيات حادثة قبرشمون على ثلاثة مسارات، سياسيا اكتملت باجتماع الأمس، قضائيا هي بعهدة القضاء وسيكمل عمله وفقا للقوانين المرعية الاجراء وسترفع النتائج الى مجلس الوزراء، اما أمنيا فالقوى الأمنية تتولى تطبيق الخطة الموضوعة في هذا الشأن".

الجراح: بعد الجلسة، تلا وزير الاعلام جمال الجراح مقررات جلسة مجلس الوزراء، ومما تضمنته ان التحقيقات في حادثة قبرشمون ستستمر، ونتائج هذا المسار سنعود به الى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب والخطط الامنية وضعت وجزء منها نفذ، والجزء الاخر سينفذ بما يضمن الاستقرار والامن على جميع الاراضي اللبنانية. وتابع "الشق السياسي انتهى على خير ويؤسس لمرحلة سياسية قادمة فيها مزيد من التعاون والاستقرار والموضوع القضائي اخذ مساره". وقال "جدول الاعمال اقر بالكامل"، مشيرا الى ان الجميع التزم بمقررات اجتماع بعبدا، لافتا الى ان لا جلسة الاسبوع المقبل بل في الأسبوع الذي يليه.

مواقف: من جانبه، قال الوزير الغريب "ما وافقنا عليه بالامس كنا موافقين عليه منذ اليوم الاول وكان بالامكان ان تحل الامور منذ ذلك الحين. وردا على سؤال عن سبب عدم حصول مصافحة بينه و شهيب وابو فاعور، قال "ما صار في مجال". اما وزير الدفاع الياس بوصعب فقال "سأكون اليوم في عين دارة في أول زيارة للمنطقة بعد حادثة قبرشمون"مضيفا "لم نتطرق للسياسة خلال الجلسة باستثناء الرئيس وكانت الاجواء هادئة والنقاشات تقنية". وقال وزير البيئة فادي جريصاتي: الحل لمطمر تربل سيكون اليوم إما بالموقع القديم عبر إستكمال الأعمال وإما بالموقع الجديد. واكتفى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش بالقول "مبروك للجميع الصلحة وهي جيدة للكل".

أمور كثيرة: وليس بعيدا، علّق وزير الخارجية  جبران باسيل- الذي غاب عن الجلسة لارتباطه بمواعيد سابقة، تعذر عليه تاجيلها لاسيما وان الدعوة الى جلسة اليوم وجهت في ساعة متأخرة- على تطورات الساعات الماضية. فغرد عبر تويتر مطلقا مواقف حملت "بصمته" الخاصة، فقال "الحدث (قبرشمون) نتج عنه غليان كان يمكن أن يؤدي الى فتنة تجنبناها، والى تعطيل مجلس الوزراء تخطيناه. ما حققه لقاء بعبدا هو ازالة هذه العوارض الجانبية واستكمال المسار القضائي الى النهاية وهذا المهم والى انتصار منطق الدولة بقيادة رئيس الجمهورية وهذا الاهم. وأضاف "بالحقيقة حقق اللقاء امورا اكثر من ذلك، نمتنع عن ذكرها ونتركها لحينها. فالى الموعد المقبل للعمل المنتج في الحكومة والى اللقاء المقبل مع اهلنا في الجبل".

بين التصعيد والتسليم: في عضون ذلك، عرض رئيس الحزب الديموقراطي طلال ارسلان،اليوم، موقفه من لقاء بعبدا. وهنا، صعّد في وجه "الاشتراكي" طالبا منه وقف الاحتكار، والتعاون في حل مشاكل الجبل الدرزية والسياسية لتكون المصالحة ثابتة، لكنه في الوقت عينه، أكد ان المسار القضائي في "البساتين" سيستكمل وأنه مستعد لتسليم مطلوبي حزبه. واعلن ارسلان ان "اجتماع بعبدا كان جيدا ومريحا كخطوة أولى باتجاه خطوات أخرى"، لافتا الى أن الرئيس عون سعى جهده للوصول الى خواتيم يُحفظ فيها حق الشهداء وأهل الجبل وهيبة الدولة والعدالة. وأشار في مؤتمر صحافي الى أن "اذا كان المطلوب حلول ومصالحة جدية فهناك اسس يجب أن تقوم عليها منها حل كل المشاكل الداخلية الحاصلة في الجبل، لافتا الى أن "المصالحة بدأت أمس بالسياسة واستكمالها يحتاج للكثير من التفاصيل"، متمنيا على الرؤساء ان يتابعوا بهذه المسألة من أجل ايصال الحق الى أصحابه. وشدد على ضرورة تسليم كافة المطلوبين والشهود من جانب الحزب الديمقراطي اللبناني وجانب غيرنا من دون اي تحفظ لتسهيل عملية التحقيق العسكري، وقال "لا حرج لدي أن يذهب أي شخص للتحقيق ولو كان الوزير صالح الغريب". واعتبر ارسلان أن "خصوصية الجبل تكمن في العيش الكريم وليس في الاحتكار والاستفراد، مشددا على أن "خصوصية الجبل انه جبل التنوع وجبل الوحدة والذي يضم كل شرائح المجتمع اللبناني وهو جبل كل الناس".

اجراءات العمل: على صعيد آخر، أفيد ان وزير حزب الله محمود قماطي طرح في نهاية جلسة مجلس الوزراء، وقف الاجراءات التي يتخذها وزير العمل الذي كان غائباً عن الجلسة، وأراد الحريري البحث في الملف، الا ان ذلك أدى الى اعتراض وزراء "القوات" وساندهم الوزيران بو صعب وأبو فاعور وطلبوا تأجيل الموضوع الى حين عودة أبو سليمان رافضين استغيابه.

اليمن: اقليميا، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قلقه العميق بشأن الاشتباكات العنيفة بمدينة عدن باليمن وحث على وقف العمليات القتالية. ودعا في بيان أطراف الصراع إلى "إجراء حوار شامل لحل خلافاتها ومعالجة المخاوف المشروعة لكل اليمنيين". وقالت مصادر طبية إن ما لا يقل عن ثمانية مدنيين قتلوا في عدن المقر الموقت لحكومة اليمن المعترف بها دوليا، وسط تجدد الاشتباكات بين الانفصاليين الجنوبيين وقوات الحكومة. في الاثناء، طالب وزير خارجية الامارات غوتيريش إنهاء التصعيد في عدن وأكد أن الجهود يجب أن تركز على مواجهة الحوثيين والجماعات الإرهابية في اليمن.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o