Aug 09, 2019 4:13 PM
تحليل سياسي

بيـن الانفجار والانفراج سباق محموم يدفع لاسـتنفار نحو الحل...
اجتماع رئاســي لمصالحـة في بعبدا ومالـي لمواجهة الخطــر
القضاة يرفعون الصوت: كفى تدميرا للقضاء...وسلامة افضل الحكّام

المركزية- دخل ملف ازمة "البساتين" في مرحلة عده العكسي بين الانفراج او الانفجار. مبدئيا واستنادا الى مجمل المعطيات التي تجمعت في الافق في الساعات الاخيرة، فإن الخيار الاول سيشق طريقه نحو وضع حدّ للصراع الذي تخطت اصداؤه الحدود وكاد يبلغ التدويل، في ضوء اجتماع "المصارحة فالمصالحة" الذي يعقد في قصر بعبدا عصرا، على وقع قرع طبول التحذيرات الدولية ونفير الاجتماعات المالية المتنقلة بين السراي الحكومي والقصر الجمهوري.

نحو طي الصفحة؟ فقد بدا اليوم ان ثمة قرارا كبيرا اتخذ بوضع حد نهائي لتداعيات حوادث البساتين. فغداة اجتماع بعبدا امس الذي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري والمدير العام للامن العام، ورغم المواقف العالية السقف التي أعقبته، علمت "المركزية" ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، بدعم من حزب الله، اعاد تحريك مبادرته على خط حادثة البساتين مساء امس، بعد تواصل مباشر بينه وبين رئيس الجمهورية واطراف الازمة. وأنتجت على ما يبدو اتفاقا على عقد لقاء "مصالحة" في بعبدا الخامسة عصرا يضم الى عون وبري ورئيس الحكومة، رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان. ومن المرتقب ان يعقب هذا اللقاء اجتماع لمجلس الوزراء قبل ظهر غد. في الموازاة، أفيد ان مكان الجلسة الوزارية لم يحسم بعد، وأن صيغة الحل تستبعد طرح حادثة البساتين في الجلسة ما دامت تُتابع قضائيا. وتردد ان مطلوبي الحزب الديمقراطي سيتم تسليمهم الى القضاء لتسريع الاجراءات القانونية والتحقيقات. وليس بعيدا، أوضح مصدر مقرب من الرئيس بري ان المصالحة المطروحة قد تشمل جوانب قانونية مثل إسقاط الحق في قضيتي قبرشمون والشويفات سبق ان أثارها بري في إطار مبادرته للمصالحة.

مصارحة لا مصالحة: في الاثناء، وفي وقت اكد جنبلاط لـ"رويترز" مشاركته في اجتماع بعبدا، علق ارسلان على ما يُنشر من معلومات قائلا "ما يحكى عن لقاء في بعبدا هو لقاء مصارحة ورسم خارطة طريق وليس مصالحة حتى الساعة، ويرتكز الى الأمن والقضاء والعدالة". أضاف عبر تويتر:"من الممكن ان يتحوّل لقاء المصارحة الى مصالحة اذا تم الاخذ بالمبادرات المطروحة سابقاً".

الضغط المالي: ويبدو ان الوضع الاقتصادي النقدي الدقيق لعب دورا في الاسراع في تطويق ذيول الحادثة. ولم يكن ادل الى ذلك من الاجتماعات التي ضمت في بيت الوسط الرئيس الحريري ووزير المال علي حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وذاك الذي عقد في الثالثة في قصر بعبدا في حضور الرؤساء الثلاثة اضافة الى وزيري المال والاقتصاد خليل ومنصور بطيش، والحاكم سلامة ورئيس جمعية المصارف سليم صفير ورئيس لجنة المال النيابية النائب ابراهيم كنعان.

وقالت مصادر مواكبة لـ"المركزية" ان الاجتماع المالي في بعبدا أجرى عملية تقييم للأمور المالية والاقتصادية بعد إقرار الموازنة العامة للعام 2019 وعرض سبل التعامل مع المسار العام المالي من جوانبه المحلية والإقليمية والدولية ومدى تأثره بما يرتقتب صدوره مع قرارات عن صناديق مالية ووكالات التصنيف العالمية، كما انه يأتي عشية بدء التحضير والعمل لاعداد موازنة العام 2020.

الحريري-ريتشارد: الى ذلك، وعشية سفره الى السعودية غدا لمناسبة عيد الاضحى حيث يتوقع ان يعقد لقاءات سياسية مهمة في المملكة قبل انتقاله الى الولايات المتحدة الاميركية، وغداة بيان السفارة الاميركية الحازم في شأن حوادث البساتين، استقبل الرئيس الحريري في السراي الحكومي السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد، في حضور الوزير السابق غطاس خوري، وعرض معها المستجدات والعلاقات بين البلدين.

نادي القضاة: وكان نادي قضاة لبنان اعتبر في بيان أن "ما شهدته البلاد، أولا، من حادثة مدانة يعود للقضاء وحده وبعد التحقيق فيها توصيفها وصولا الى انزال العقوبة اللازمة بمرتكبيها، وثانيا، من تدخلات سافرة في شؤون السلطة القضائية وفي إدارة بعض ملفاتها بما يخدم المصالح الضيقة ويقوض دولة القانون في آن، هي أمور لا يمكن القبول بها او السكوت عنها لا سيما وأنها تجد أحيانا من يتلقفها ويتلقاها برحابة ويساهم فيها، لا من يواجهها ويلفظها ويضع حدا لها حتى تتحطم على أبواب العدل". وأضاف: "مكيالان وأكثر في المحاسبة والتوقيف عن العمل، مكيالان وأكثر في ادعاء الحرص على استقلالية القضاء جهرا وجمع السلطات سرا، جرمان وأكثر في تسريبات علنية سافرة تداولتها وسائل الإعلام لتحقيق جنائي نجده في أيدي الساسة قبل أن يصل إلى القاضي. مكيالان واكثر، حين لا يعجب المتنازعان القاضي الذي يحكم لكل سيء حظ، فينتقيان سواه لملف معين يعتبرانه اهم من ملف آخر او يتفقان على اختصاص محكمة محددة كحل وسط لازماتهما، يبدأ القانون حين تطبق أبسط قاعدة على الجميع، وينتهي حين تصبح أبلغ القواعد خيارات يختارها اهل السياسة او يطرحونها أرضا تحت الأقدام".

تحرير رهينة: على صعيد آخر، أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الافراج عن المواطن الكندي كريستيان لي باكستر الذي كان محتجزًا في سوريا. وأوضح أنّ لي باكستر كان محتجزًا في سوريا منذ السنة الماضية لأسباب لها علاقة بمخالفة القوانين السورية واليوم هو بطريقه للعودة إلى كندا. وشكر اللواء ابراهيم الدولة السورية لتجاوبها خلال الاسبوعين الماضيين للإفراج عن رهينتين أميركية وكندية، مؤكّدًا أنّ الموضوع لمصلحة لبنان بشكل عام لأنه يعيد البلد على المستوى الحضاري والانساني الى خارطة العالم. من جهة أخرى، لفت إلى أنّ موضوع سمير كساب والمطرانَين قيد المتابعة ولا معلومات يمكن الافصاح عنها الآن. صيف آمن: أمنيا ايضا، أكد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان أن "صيف لبنان سيكون آمنا وواعدا"، وأن قوى الأمن تقوم على مدار الساعة بمهامها لتأمين كل مستلزمات الاستقرار الأمني لإنجاح موسم الصيف، وبعث رسالة قوية بأن لبنان يشكل ملاذا آمنا للسياح والمغتربين ولأهله وليس للإرهابيين والمجرمين.

افضل الحكّام: على خط آخر، حاز حاكم مصرف لبنان على درجة "A"من بين 94 حاكم مصرف مركزي في العالم في تقرير عام 2019 لمجلة غلوبال فاينانس "Global Finance"، للمرة الرابعة بعد ان كان حاز على هذا التصنيف سنة 2011، 2017 و2018. كما حصل على درجة "A" كل من حكام المصارف المركزية في استراليا، الكويت، المغرب، روسيا، كوريا الجنوبية، آيسلاند، هوندوراس، المكسيك وتايوان.

تاج الدين: في غضون ذلك، اعلنت وزارة العدل الاميركية أن رجل الاعمال اللبناني قاسم تاج الدين حُكِم عليه بالسجن خمسة اعوام وبدفع غرامة مالية قيمتها 50 مليون دولار. وقال مساعد المدعي العام بريان بنزكوفسكي "ان الحكم الصادر بحقه وغرامة الـ50 مليون دولار في هذه القضيّة، ما هما سوى احدث الامثلة لجهود وزارة العدل المتواصلة من اجل  تعطيل وتفكيك حزب الله والشبكات الداعمة له". من جهته، افاد مكتب الدفاع عن تاج الدين في بيان أن "الاخير كان اعترف بالذنب في تهمة وحيدة هي تبييض الأموال بسبب عمليات شراء قامت بها شركاته لمنتجات تجارية كالدجاج المجلد من موردين اميركيين، في وقت كان إسمه مدرجا على أساس خاطئ بنظره، على لائحة "الإرهاب" التي أنشأتهOFAC، قبل أن يوافق على الحكم، كانت الحكومة قد استبعدت من الاتهام أي اشارة إلى الارهاب أو تمويل الإرهاب". ولفت البيان إلى أن "تاج الدين يعاني مشاكل في القلب وفي الدورة الدموية، ومن ترديات صحية وجروح صعبة المعالجة في الحبس وأنه يوافق على أنه كان من الأجدى لو انتظر أن تزيل OFAC اسمه عن اللائحة قبل شراء موارد غذائية من شركات أميركية، وهو نادم على هذا الخطأ. لكنه ليس ولم يكن يوما داعما للارهاب. جل ما يريده أن يعود الى ذويه في لبنان، وأن يعيد بناء أعماله قانونيا بسلام".

تهديد واضح: اقليميا، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي على إن أي دور إسرائيلي في أي تحالف بحري بالخليج هو "تهديد واضح" لأمن إيران القومي من حقها التصدي له. ونسبت وسائل إعلام إسرائيلية إلى وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس قوله إن إسرائيل طرف في مناقشات وتبادل للمعلومات مع تحالف أمني بحري أميركي محتمل. ورفض مسؤولون إسرائيليون تأكيد التقرير أو نفيه.

شقيق الحوثي: من جهة أخرى، أعلن الحوثيون في اليمن مقتل مسؤول كبير من أسرة الحوثي وهو إبراهيم بدر الدين أمير الدين الحوثي في عملية اغتيال، وذلك حسبما أوردت قناة المسيرة التلفزيونية. وذكرت قناة العربية أن إبراهيم الحوثي هو شقيق زعيم الحركة عبد الملك الحوثي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o