Aug 08, 2019 4:25 PM
تحليل سياسي

الحريري في بعبدا قبل واشنطن وحراك خجول على خط الازمة
فرنسا المستاءة تستغرب فهل تتخذ موقفا لعدم تضييع "سيدر"؟
"الخارجية": لعدم اقحام السفارات نفسها في ما لا يعنيهــــا

 

المركزية- الى أين يتجه لبنان بعدما لامست أزمة "بساتينه" الحدود الدولية ودخلت في صلب بيانات عواصم القرار نصحا وارشادا وتحذيرا، وسط انشداد وحبس انفاس حيال مجرياتها المتعاقبة والتي قد تتمدد الى حيث لا يتوقع اللبنانيون، تبعاً لما قد يتخللها من تطورات ومفاجآت؟ وهل يسحب لقاء الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري جزءا من فتيل النار المشتعلة التي بلغت روائحها الدول العظمى فاستدعت بيانات صدرت من سفاراتها في بيروت على غرار بيان واشنطن امس فيما يُرتقب اذا لم تشق الازمة طريقها نحو الحل قريبا صدور المزيد منها من جانب دول الدعم وتحديدا فرنسا للاضاءة على خطورة الاوضاع لا سيما الاقتصادية منها؟ وماذا عن زيارة الرئيس الحريري المفاجئة الى الولايات المتحدة الاميركية التي تم ترتيب مواعيدها على عجل، وقد تردد انه سيلتقي وزير الخارجية مايك بومبيو، في وقت يرتفع منسوب الحديث عن عقوبات اميركية وشيكة ستتوسع مروحتها لتستهدف هذه المرة حلفاء لحزب الله.

فرنسا على الخط: لعل الطابع الاستثنائي لهذه الازمة وبلوغها نقطة اللاعودة، دفع الخارج الى التحرك عن بعد لخرق جدار التأزم، فكان بيان السفارة الاميركية امس وقد تكون بعده بيانات من الدول المهتمة بلبنان والارجح من مجموعة الدعم الدولية، كما تكشف اوساط سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، ومن بينها فرنسا، من بوابة اهتمامها بالوضع الاقتصادي، وهي التي جهدت في سبيل انقاذه من خلال حثّ الدول على المشاركة في مؤتمر "سيدر" وتأمين اكبر قدر من المساعدات والدعم الدوليين. فباريس كما ينقل بعض من زارها أخيرا تتطلع باستغراب يلامس الاستياء الى ما يدور على المسرح السياسي اللبناني، اذ فيما كانت تترقب انجاز الموازنة سريعا وبعدها وضع الاصلاحات المطلوبة على سكة التنفيذ لادراج مقررات "سيدر" في الخدمة الفعلية، وقد حددت ومددت اكثر من مهلة لذلك، فوجئت باستنباط ازمات لا طائل منها سوى تصفية الحسابات دافعة البلاد الى الهاوية، وهي قد لا تتوانى اذا ما استمرت الامور على حالها عن اتخاذ الموقف اللازم والحازم مع غيرها من الدول المانحة.

الحريري في بعبدا: وغداة عودته من أوروبا وعشية انتقاله الى واشنطن حاملا معه الوضع اللبناني بشؤونه وشجونه، زار رئيس الحكومة سعد الحريري عصرا قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبحثا في المستجدات وانضم الى الاجتماع لاحقاً مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم. وعلمت "المركزية" في السياق، ان الحريري سيناقش والرئيس عون، مشروع صيغة لاستئناف جلسات مجلس الوزراء، تردد انه يرتكز الى قاعدة عقد الجلسة من دون بند "البساتين" ما دامت القضية في المحكمة العسكرية.

ابوفاعور في السراي: أما نهارا، فاستقبل الرئيس الحريري وزير الصناعة وائل ابو فاعور في السراي وعرض معه تطورات الأوضاع في البلاد من مختلف جوانبها لاسيما منها السياسية.

باسيل يوقف النظر: واذا كانت كيفية الخروج من مأزق "البساتين" وانعقاد جلسة وزارية حاضرة بلا شك في هذه اللقاءات، فقد سجل تطور قضائي على هذا الصعيد اليوم، حيث قرر قاضي التحقيق العسكري مارسيل باسيل وقف النظر بدعوى حادثة البساتين بانتظار صدور قرار محكمة الاستئناف المدنية في بيروت الناظرة بطلب رد القاضي باسيل. ويأتي قرار القاضي باسيل انسجاما مع نص المادة 125 من قانون أصول المحاكمات المدنية، التي تفرض على القاضي المطلوب رده، التوقف عن النظر بالدعوى إلى أن تبت محكمة الاستئناف اما بقبول الطلب، فيحال الملف الى قاض آخر، واما رفضه فيستأنف القاضي تحقيقاته من النقطة التي وصل اليها. وكان الوكيل القانوني عن بعض المدعى عليهم، نشأت الحسنية، قد تقدم بطلب رد القاضي باسيل أمام المحكمة المختصة.

الخارجية تعلّق: وليس بعيدا، وغداة بيان السفارة الاميركية "الحازم" في شأن الملف- الازمة، اعتبرت مصادر في وزارة الخارجية اللبنانية ان "من الجيد أن تهتم السفارات بسلامة العمل القضائي في لبنان وعدم اقحام السياسة فيه"، مشيرة الى أن "من المهم أيضاً الا تقحم السفارات نفسها في ما لا يعنيها، اي في شؤون لبنان الداخلية وتحديداً في عمل القضاء".

الاشتراكي والبيان: وفي وقت سيعلق حزب الله على البيان في اعقاب اجتماع كتلة الوفاء للمقاومة بعد الظهر، وفق معلومات "المركزية"، اعتبرت مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي أن بيان السفارة الأميركية يعكس نظرة الغرب القلقة تجاه ما يحدث في لبنان من تدجين وتدخل سافر في شؤون القضاء ومحاولة تركيب ملف غير مطابق لنتائج التحقيقات.

الى واشنطن: وليس بعيدا، قالت مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية" ان "التعقيدات السياسية والتطورات "السلبية" التي طرأت على الوضع المحلي "الحكومي" والاقتصادي والامني، لها دور بلا شك، في زيارة الحريري واشنطن. وفي رأيها، الرئيس الحريري سيستمع الى موقف أكبر عواصم العالم من هذه التطورات، وسيكون همّه وهدفه الاول، إقناع الولايات المتحدة بإعطاء بيروت فترة سماح اضافية وبتفهّم الوضع الحساس والدقيق التي تمر بها، مع وعد بأن الحكومة وفور استعادة نشاطها، ستعيد التأكيد على تمسكها بالحياد من جهة وستعمل على اطلاق قطار الاصلاحات الاقتصادية والمالية وورشة موازنة 2020، ووضعه على السكة بسرعة قياسية، من جهة ثانية.

حوري: من جانبه، اكد مستشار رئيس الحكومة النائب السابق عمّار حوري تعليقاً على بيان السفارة الاميركية "ان من الافضل علينا كلبنانيين عدم اعطاء فرص للآخرين ليتقدموا بملاحظات حول ادائنا الداخلي". واذ حذّر في تصريح من اخذ الامور بخفة، اعتبر "ان بيان السفارة الاميركية يُسلّط الضوء على  المخاطر التي قد نواجهها"، مذكّراً "باننا في مرحلة اعادة تصنيف دولي على  الصعيد الاقتصادي، واننا نسعى لاستثمار مقررات "سيدر" من خلال دعم دولي وكل هذا لا يتأتى الا من خلال علاقات طيبة مع دول العالم". ودعا حوري الى "العودة الى هدوئنا الداخلي والاستقرار وتغليب منطق المؤسسات الدستورية"، ووضع زيارة رئيس الحكومة لواشنطن في خانة التواصل مع عواصم القرار لاظهار صورة لبنان الايجابية ومحاولة تحسينها من الشوائب بسبب ممارسات بعض الاطراف ومحاولة استعادة الثقة بلبنان. واكد ان من المبكر اطلاق حكم على انعقاد مجلس الوزراء، لافتا الى ان الموقف لم يتغير من انعقاد مجلس وزراء هادئ غير متفجر".

أمن الملاحة: اقليميا، اعلنت الإدارة البحرية الأميركية في مذكرة إرشادية بشأن التهديدات الإيرانية إنه يتعين على السفن التجارية التي ترفع العلم الأميركي إرسال نقاط توقفها في مضيق هرمز ومياه الخليج للولايات المتحدة وسلطات البحرية البريطانية. وجاء في المذكرة الصادرة الأربعاء "الأنشطة العسكرية المتزايدة والتوترات السياسية المتصاعدة في المنطقة لا تزال تشكل تهديدات خطيرة على السفن التجارية. يتعين على السفن أيضا تنبيه الأسطول الخامس بالبحرية الأميركية وعمليات التجارة البحرية بالمملكة المتحدة في حال وقوع أي حادث أو نشاط مريب". وشددت على انه على أطقم السفن عدم مقاومة أي طرف إيراني يصعد على متن السفن.

دمشق ترفض: من جهة أخرى، أبدت دمشق الخميس رفضها "القاطع والمطلق" للاتفاق الأميركي التركي الرامي إلى إقامة مركز عمليات مشتركة بهدف إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا محملة الاكراد "مسؤولية" ذلك، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية سانا عن مصدر في وزارة الخارجية السورية. وذكر المصدر الرسمي بحسب الوكالة أن "سوريا ترفض بشكل قاطع ومطلق اتفاق الاحتلالين الأميركي والتركي حول إنشاء ما يسمى المنطقة الآمنة" محملة الأكراد "مسؤولية تاريخية في هذا الوضع الناشئ".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o