Aug 08, 2019 3:35 PM
خاص

الاتفاق بين واشنطن وأنقرة يُسقط ورقة العملية العسكرية التركية
هل يؤسس ضمانُ أمن الاكراد لوضع الشمال السوري في عهدة اردوغان؟

المركزية- بعد محادثات ثنائية "ماراتونية" في تركيا استمرت 3 أيام، أعلنت وزارة الخارجية التركية، امس أن أنقرة اتفقت مع واشنطن على إقامة مركز عمليات مشترك في شمال سوريا. وسيكون هدف هذا المركز إدارة التوترات بين المقاتلين الأكراد والقوات التركية في شمال سوريا، بحسب بيان الوزارة الذي نقلته "فرانس برس". وجاء في البيان أن الجانبين اتفقا على "تطبيق أول الإجراءات الهادفة إلى تبديد المخاوف التركية بدون تأخير"، مضيفا "في هذا الإطار إنشاء وبسرعة مركز عمليات مشترك في تركيا لتنسيق وإدارة تطبيق منطقة آمنة بالاشتراك مع الولايات المتحدة".

من جانبها، قالت السفارة الأميركية في تركيا إن "تم الاتفاق مع أنقرة على إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا"، مضيفة "تم الاتفاق على اتخاذ إجراءات سريعة استجابة لمطالب تركيا الأمنية". وبيّنت السفارة أن المنطقة الآمنة "يجب أن تصبح ممرا آمنا في إطار الجهود المبذولة لإعادة المهجرين السوريين إلى بلادهم".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن هذا التفاهم يفترض ان يضع حدا، أقلّه مرحليا، لأي عمليات "عسكرية" تركية للتوغل الى شمال سوريا، كان الرئيس رجب طيب اردوغان يلوّح بها حتى الامس القريب، لأن الاتفاق الذي أبرم بين أنقرة وواشنطن، يبدو كفيلا بتطمين هواجسها إزاء اي "تهديد" لأمنها، يمكن ان يمثّله الاكراد، وتحديدا "قوات سوريا الديموقراطية"، المرابضون على حدودها الجنوبية، خاصة وأنها تعتبرهم جماعات "إرهابية".

في الأثناء، أعرب مسؤول سياسي كردي كبير اليوم، عن ارتياحه للاتفاق الأميركي - التركي، لكنه اعتبر أن تفاصيل الاتفاق لا تزال غامضة. وقال الدار خليل لوكالة فرانس برس "هذا الاتفاق قد يكون بداية أسلوب جديد، ولكن نحن نحتاج لمعرفة التفاصيل". وأضاف "سنقوم بتقييم الأمر حسب المعطيات والتفاصيل وليس اعتمادا على العنوان".

واذ تستبعد ان تكون واشنطن "تخلّت" عن حلفائها الاوائل في سوريا، أي "قسد"، تسأل المصادر "هل ستكتفي انقرة بهذا التفاهم؟ أم انها لا تزال تصر على وضع منطقة الشمال السوري، تحت سيطرتها واشرافها؟ وهل ترضى واشنطن بذهاب هذه البقعة الجغرافية الى عهدة الاتراك؟

الامر بات ممكنا، بحسب المصادر، فالاميركيون ارتاحوا الى ان حلفاءهم الاكراد لن يتعرّضوا لاي "أذى" تركي. ولمّا كان هذا همّهم الاول في الشمال، يمكن القول ان واشنطن لم تعد تمانع وضع هذه المنطقة في "عهدة" الاتراك. ويبقى ان تؤمّن أنقرة ضوءا أخضر روسيا.

وفي انتظار تبيان ما اذا كانت موسكو ستعطي أو لا، شريكتَها في أستانة" هذه "الموافقة"، يبدو ان النظام السوري غير راض عن التفاهم التركي – الاميركي وما تضمّنه. فقد أبدت دمشق اليوم رفضها "القاطع والمطلق" للاتفاق الأميركي - التركي، محمّلة الأكراد "مسؤولية" ذلك، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية سانا عن مصدر في وزارة الخارجية السورية. وذكر المصدر الرسمي بحسب الوكالة أن "سوريا ترفض بشكل قاطع ومطلق اتفاق الاحتلالين الأميركي والتركي حول إنشاء ما يسمى المنطقة الآمنة" محملة الأكراد "مسؤولية تاريخية في هذا الوضع الناشئ". فهل تكتفي دمشق بالاعتراض كلاميا؟ أم تحرتق على التفاهم الاميركي – التركي على الارض ايضا؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o