Aug 05, 2019 4:32 PM
تحليل سياسي

ازمة البساتين تستعر... كلام عون يقلب المعادلة والاشتراكي يصعّد
رعد في عين التينة: نحتاج للدعاء وبري: نمر في مرحلة خطيرة جدا
باسيل: الجميع في لبنان شريك لحزب الله..وظريف:واشنطن في عزلة

المركزية- اتخذ التصعيد السياسي والاعلامي في حادثة البساتين، وجهاً بالغ الخطورة ينذر بمضاعفات واسعة، بعدما ارفعت وتيرة التحدي الى ذروة غير مسبوقة، ودخل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مباشرة على الخط من خلال كلام نُقل عنه اعتبر فيه ان "حادث قبرشمون كان "مكمناً أعد لجبران (باسيل) وليس لصالح الغريب"، وعدم ظهور ملامح جدية لاحتواء هذه المضاعفات باستثناء حديث عن مبادرة يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري لم تفضِ حتى اللحظة الى نتائج عملية.

أبعاد جديدة: ورقعة المضاعفات يتوقع ان تتسع غدا مع المؤتمر الصحافي الذي يعقده الحزب التقدمي الاشتراكي ظهر غد في المصيطبة، لعرض حقائق ووقائع ما حصل في البساتين في 30 حزيران الماضي، والذي اكدت مصادر اشتراكية لـ"المركزية" انه سيكون تصعيديا في ضوء التطورات الاخيرة، علما ان مواقف عون تقطع الطريق نهائيا على فرضية الكمين الذي كان يستهدف الوزير الغريب، وتاليا يفترض ان يُخرج الحزب الديموقراطي اللبناني ورئيسه طلال ارسلان من ساحة المواجهة، فالتسجيلات لا تدحض فقط نظرية محاولة اغتياله بل وتؤكد انه الوحيد الذي يمكن ان يمرّ الى بلدته".

أُعدّ لباسيل واستهدف الغريب: غير ان مصادر في تكتل "لبنان القوي" أشارت عبر "المركزية" إلى أن ما نقل اليوم عن رئيس الجمهورية لا يغير الكثير في الصورة العامة. صحيح أن الكمين أعد للوزير باسيل، غير أنه انتهى إلى استهداف الوزير صالح الغريب، ما يعني أن إرسلان محق في المطالبة بالركون إلى المجلس العدلي. واكدت أن "الحلف الذي يجمعنا بخلدة لا يزال قائما"، منبهة إلى أن "رئيس الجمهورية قرر الخروج عن صمته لأن الوضع ما عاد يحتمل المزيد من التمادي في التعطيل، في وقت لا ينفك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي عن التصعيد في مواجهة الجهود المبذولة للحل.

لا جلسة قبل التسوية: وفي انتظار عودة الرئيس سعد الحريري من الخارج لتبيان الدرب التي سيسلكها في مواجهة استمرار تعطيل حكومته وحشره في زاوية تحميله مسؤولية هذا التعطيل، بعدما ردت مصادر مستقبلية على ما تم تسريبه عن اتصال بين الرئيسين عون والحريري لحثه على توجيه الدعوة الى جلسة حكومية، اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر لـ"المركزية" "ان لا بوادر حل للازمة بإستثناء المبادرة الجديدة للرئيس بري التي نأمل ان تسلك طريقها نحو معالجة ما حصل"، داعياً الى "إنتظار نتائج التحقيقات ليُبنى عليها"، ومؤكداً "ان الرئيس الحريري حريص جداً على عقد جلسة للحكومة وعدم تعطيل مجلس الوزراء، بدليل انه لم يُرجئ جلسة الحكومة التي كانت مقررة بعد يومين من وقوع حادثة البساتين. لذلك لا حكمة اليوم بعقد جلسة للحكومة قبل ايجاد تسوية سياسية لحادثة الجبل".

نحتاج للدعاء: وفي وقت يحكى عن مبادرة يعمل عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لترتيب لقاء بين جنبلاط وقيادة حزب الله، عرض بري في عين التينة اليوم مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد للتطورات. واكتفى رعد لدى مغادرته بالقول ردا على سؤال عما إذا كانت الأمور تتجه إلى الحلحلة : "نحتاج للدعاء".

استمهال: في الاثناء، مثل أربعة موقوفين على ذمة التحقيق في حادثة قبرشمون - البساتين، أمام قاضي التحقيق العسكري مارسيل باسيل، الذي لم يتمكن من استجوابهم، بعد أن استمهلوا لتعيين محامين للدفاع عنهم، فتقرر إمهالهم مدة 24 ساعة، وأصدر مذكرات توقيف وجاهية بحقهم، سندا لمواد الادعاء والتهم المنسوبة اليهم.

على مسافة واحدة: من جانبه، اعتبر مفوّض الإعلام في "الحزب التقدّمي الإشتراكي" رامي الريس أن الحزب الإشتراكي كان ولا يزال يراهن ان يكون رئيس الجمهورية على مسافة واحدة من جميع اطراف النزاع وأن يكون راعيا للمؤسسات الدستورية وليس طرفا فيها وان لا يطلق الأحكام القضائية ويستبق التحقيقات انطلاقا من قسمه الدستوري الذي أكد فيه حماية الدستور. الريّس، وفي حديث اذاعي، حول ما نقل عن زوار الرئيس ميشال عون من ان حادثة قبرشمون كانت كمينا للوزير باسيل وليس للوزير الغريب، اعتبر "ان الدستور ينصّ على فصل السلطات وتعاونها وتوازنها وبالتالي اتصوّر انه حري برئيس البلاد ان يرعى الحلول السياسية للأزمات المتفاقمة من جهة، وأن يوفّر الغطاء اللازم للأجهزة القضائية والسلطات القضائية دون ان يتدخل، إما مباشرةً او عبر وزرائه لإتاحة المجال أمام كشف الحقيقة".

الحزب حريص: في الموازاة، اعتبر عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن المسؤولية الوطنية تفرض على المخلصين للوطن أن يعملوا على موقف جامع لإعادة الاجتماع للحكومة مؤكدا أن حزب الله ليس جزءاً من هذه المشكلة الحالية أو من الأزمة العالقة، فهو في الموقع الحريص على إنجاح المبادرات والجهود المبذولة للمعالجة، ولأجل تفكيك عقد مشكلة عدم انعقاد جلسة للحكومة.

الوضع خطير: من جهة ثانية، قال الرئيس بري خلال ترؤسه طاولة حوار لدعم الصناعة اللبنانية في عين التينة ان الوضع الحالي الخطير لا يسمح بالتقدم لا في الصناعة ولا في غيرها. ورأى "اننا نمر في فترة خطيرة جداً نأمل أن نتجاوزها قريباً، مضيفا "لا استثمار ولا نهوض بالإقتصاد دون الاستقرار السياسي والأمني".

باسيل: من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية جبران باسيل أن الأزمة الاقتصادية التي يرزح لبنان تحتها حادة لكن البلاد ليست على شفا الإفلاس والانهيار، بفضل خطة اقتصادية معتمدة بدأت تؤتي أُكُلَها من خلال انخفاض مستوى العجز في الخزينة العامة. وقال باسيل في حديث الى "يورو نيوز": "شراكتنا مع حزب الله كلفتنا شعبياً ودبلوماسياً، لكننا غنمنا استقرار ووحدة لبنان، لأن حزب الله جزء من الشعب وليس مجموعة مسلحة وهذه الشراكة ليست حكراً على التيار الوطني الحر. فالجميع في لبنان شريك لحزب الله، بدليل حكومة الوحدة الوطنية". واعتبر باسيل انه "لا يمكن قبول اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، كما صنفته واشنطن. ولا يمكن المقارنة بين حزب الله والتنظيمات الأخرى التي دخلت حلبة الصراع في سوريا"، قائلاً إن "الدفاع عن الأرض مختلف عما تفعله "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش". وأشار الى "أن العقوبات الأميركية على حزب الله تؤذي لبنان، ولكن الحكومة تعمل على إزالتها". ورأى أن "جهود لبنان في مكافحة الإرهاب لا تصب في مصلحة البلاد وحدها بل تتعداها إلى القارة الأوروبية أيضاً، فلا مصلحة في جعل لبنان بؤرة جديدة للإرهاب ينطلق منها لأوروبا ولباقي أنحاء العالم".

ظريف: اقليميا، اكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "ان الولايات المتحدة باتت في عزلة عن العالم ولم تتمكن من تشكيل تحالف مع حلفائها في الخليج". ولفت في مؤتمر صحافي الى "إن واشنطن تريد حرمان إيران من حقوقها"، معتبراً "ان الولايات المتحدة لم تنتصر يوماً وهي تطرد أينما حلت لا سيما في العراق وسوريا وأفغانستان". وشدد ظريف على "ان فرض عقوبات أميركية على وزير خارجية إيران فشل في الدبلوماسية". واوضح "اننا تمكنا بصاروخ إيراني بحت من اسقاط طائرة اميركية مسيّرة لنؤكد أن أميركا لم تمنعنا من التطور والتقدم". واضاف "أنا لا أسعى للرئاسة في البلاد ولن أترشح لانتخاباتها". وتابع "رفضت دعوة من ترامب للحضور إلى البيت الأبيض فأبلغت بفرض عقوبات ضدي في غضون أسبوعين". واكد "اننا لن نغمض أعيننا عن أي اعتداءات عسكرية في مياه الخليج".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o