Jul 31, 2019 4:45 PM
تحليل سياسي

حل البساتين في عهدة الكواليس وايجابيات حذرة بعد اجتماع بعبدا
جنبلاط يخشى الانتقام وحزب الله يليّن وعون يوقع الموازنة ويراسل المجلس
بحث اميركي عن غاز لبنان وخوري الى استانة وقائد الجيش: سنمنع الفتنة

المركزية- على وقع جرعات التفاؤل الزائدة التي ضختها حركة الاتصالات واللقاءات المتسارعة منذ عودة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، بخصوص انهاء ازمة حادثة البساتين وربطا تعليق جلسات مجلس الوزراء، بعد اجتماع بعبدا المستجد ظهرا، يمضي المشهد السياسي الداخلي، من دون ان يتضح بعد المضمون السياسي لهذا التفاؤل الذي يبدو حتى الآن رماديا كونه لا يستند الى وقائع ملموسة تتيح الرهان عليه، خصوصا بعد سقوط كل المبادرات السابقة، فهل صدر "أمر العمليات" بطي صفحة البساتين؟

الاتصالات تنتعش: فقد حفلت ساعات النهار بالمستجدات المتسارعة على خطي البساتين – مجلس الوزراء من جهة، والموازنة – المادة 95 من جهة ثانية. على الصعيد الاول، وغداة لقائه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، زار المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم رئيس الحكومة سعد الحريري في لقاء بقي بعيدا من الاعلام ناقلا اليه اجواء لقاءاته الاخيرة. كما استقبل رئيس الجمهورية في بعبدا النائب طلال ارسلان والوزير صالح الغريب في حضور الوزيرين سليم جريصاتي والياس بو صعب واللواء عباس ابرهيم. وبعد الظهر زار وزير الخارجية جبران باسيل السراي واجتمع الى الرئيس سعد الحريري. وليس بعيدا، أفادت المعلومات ان ايجابيات يمكن ان تتمخض عن اللقاء وأن الساعات المقبلة ستحمل طرحا جديا في اطار الحراك السياسي في قضية البساتين في اطار مبادرة اللواء إبراهيم، مشيرة الى هناك أفكارا جديدة يتم طرحها لحل القضية وان الاتصالات تتركز على وجوب عقد جلسة للحكومة الاسبوع المقبل.

الادعاء على 21: وتعززت احتمالات قرب بلوغ الحل الذي افادت مصادر معنية "المركزية" انه يرتكز الى احالة القضية الى القضاء العسكري وتسليم جميع المطلوبين على ان يتخذ القرار بالاحالة الى المجلس العدلي او عدمه في ضوء نتائج التحقيقات العسكرية، مع ادعاء مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي كلود غانم، على 21 شخصا في حادثة قبرشمون - البساتين، بينهم أربعة موقوفين، بجرم إطلاق النار من أسلحة حربية غير مرخصة، وقتل ومحاولة قتل مدنيين. وأحال الملف مع الموقوفين الى قاضي التحقيق العسكري الأول بالإنابة فادي صوان، طالبا إستجواب المدعى عليهم، وإصدار المذكرات القضائية اللازمة في حقهم.

موفد جعجع: وليس بعيدا من حركة المشاورات، استقبل رئيس الحكومة وزير الاعلام السابق موفدا من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. وتوقعت مصادر متابعة ان تشكل الزيارة تمهيدا لأخرى قد يقوم بها جعجع الى السراي في الساعات المقبلة، وذلك عشية اطلالته التلفزيونية غدا، بحيث يضعه الرئيس الحريري في اجواء الاتصالات واللقاءات التي عقدت في الساعات الاخيرة لحل حادثة البساتين وتداعياتها.

جنبلاط والانتقام: لكن في المقلب الاخر، وفي حين ذكر ان رئيس الحزب الإشتراكي وليد وجنبلاط أبلغ الحريري أمس تخوّفه من اقتراح طرح المجلس العدلي على التصويت في مجلس الوزراء، عبّر جنبلاط عبر "تويتر" قائلاً: "الاشارات الواردة تدل على نوايا تخالف الأصول القضائية ومحاولة إقامة أحكام شبه عرفية تجاه بعض الاحزاب والشخصيات والنشاطات والى اتجاه لإصدار قانون عفو عن العملاء المقيمين في اسرائيل على حساب تضحيات الوطنيين من كل الاحزاب والتيارات الذين قاوموا الاحتلال وعُذبوا في الخيام".

حزب الله: وليس بعيدا، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله​ ​الشيخ نعيم قاسم​  ان حادثة ​قبرشمون​ لها أسبابها المباشرة ونتائجها المباشرة ويجب معالجتها على هذا الأساس، وليس صحيحاً أن تتحول إلى حادثة إقليمية عالمية، هي حادثة محليَّة لا بدَّ من معالجتها بحجمها وحدودها، ونحن اعتبرنا أنَّ البحث عن الحل بالتوافق بين الطرفين المعنيين هو طريقٌ جيّد، لأنَّ أي حل يأتي بناءً على الحوار والتوافق هو أفضل للجميع، لكن مع عدم التوصل إلى حل لا يجوز أن نبقى عند العقدة، بل يجب أن نحتكم إلى أمرٍ يساعدنا على الإنتقال إلى الحل، والقانون في مثل هذه الحالات هو الحل الطبيعي. وقال قاسم خلال احتفال الشهادات الرسمية لمدارس المصطفى بيروت، أنَّ ​مجلس الوزراء​ هو المعني باتخاذ القرار في ما يتعلَّق بالمجلس العدلي، لكن لا بدَّ من محلٍّ يكون فيه حسمٌ لخيار معيَّن بدل أن تبقى الأمور معلَّقة ويدفع الناس ثمن تعطيل مجلس الوزراء لحادثةٍ يمكن أن تجدَ لها حلاً وفق القوانين المعروفة، ووفق الأطر التي يجب أن نحتكم إليها عندما لا نتمكن من الوصول إلى توافق.

توقيع الموازنة: وسط هذه الاجواء، وقّع رئيس الجمهورية قبل ظهر اليوم القانون الرقم 143 المتعلق بنشر الموازنة عن سنة 2019 وانجاز قطوعات الحسابات وتأمين الموارد اللازمة لديوان المحاسبة. كذلك وقع الرئيس عون القانون الرقم 144 المتضمن الموازنة العامة والموازنات الملحقة للعام 2019. وكان مجلس النواب اقر القانونين في جلسته يوم الجمعة 19 تموز الجاري.

رسالة الى المجلس: في موازاة ذلك، وجّه الرئيس عون لرئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة إلى أعضاء مجلس النواب طلب فيها تفسير المادة ٩٥ من الدستور. وجاء في نص الرسالة: "يقتضي تفسير المادة ٩٥ من الدستور معطوفة على الفقرة "ي" من مقدمته، وفقاً لقواعد التفسير الدستوري، وذلك حفاظاً على ميثاقنا ووفاقنا الوطني وعيشنا المشترك، وهي مرتكزات كيانية لوجود لبنان وتسمو كل اعتبار. نحتفظ بحقنا وواجبنا الدستوريين من موقعنا ودورنا وقسمنا، باتخاذ التدبير الذي نراه متوافقاً والدستور في المسائل التي أثرنا في رسالتنا هذه، علّ تفسير مجلسكم الكريم يساهم في الإضاءة الوافية لنا ولأيّ سلطة دستورية معنية بالمسائل المذكورة".

بري يستغرب: في المواقف، نقل عضو "التنمية والتحرير" النائب علي بزي، بعد لقاء الأربعاء "ان الرئيس نبيه بري يرى أننا بحاجة لمواكبة عمل المجلس النيابي في موضوع الموازنة ثم التفرغ للقضايا التي تهم البلاد والعباد". وقال بزي: "الرئيس بري استغرب عدم انعقاد مجلس الوزراء على الرغم من الايجابيات التي تعاطى بها المجتمع الدولي المالي". واشار الى ان "مقاومة الطائفية والمذهبية تكون باستعمال التسامح والحوار والفهم المشترك". وعن رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قال بزي: "أرسلت ولكن الرئيس بري لم يستلمها بعد للاطلاع عليها". وافادت المعلومات ان الرئيس بري وبعدما تسلم رسالة عون يتجه للدعوة الى جلسة عامة لتلاوة الرسالة ومناقشتها.

مسؤول اميركي في بيروت: من جهة ثانية، وطبقا لما اوردت "المركزية" امس وصل الى بيروت مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الطاقة والنفط فرنسيس سانون في إطار زيارة تستمر يومين من ضمن جولة على عدد من دول المنطقة التي تملك ثروة نفطية، قبرص، اليونان، لبنان، وإسرائيل، وتستمر حتى ٩ آب المقبل.

وعلمت "المركزية" أن سانون سيناقش مع المسؤولين موضوع التنقيب عن النفط لاستطلاع مدى إمكانية مشاركة شركات أميركية في العملية في مرحلتها الثانية المرتقب إطلاق مناقصتها قبل نهاية العام، على أن يلتقي رئيس الحكومة سعد الحريري في الرابعة والنصف بعد الظهر في السراي. كما يجتمع مع وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني خوري في الوزارة. وزيارة سانون بحسب مصدر متابع لـ"المركزية"، ذات طابع سياسي ونفطي، الجانب السياسي يتصل ببعض ما ورد في خطابات أمين عام "حزب الله" السيّد حسن نصرالله، أما في الشق النفطي فالولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة استثماراتها في لبنان بعد اكتشاف موقع هو الرابع في العالم لثروة الغاز يقع بين العقيبة وقبرص، وهي ترغب في الاستثمار في هذا الموقع لأن لديها مصفاة نفطية في قبرص.

اعتصام الناجحين: وليس بعيدا، اعتصم الناجحون في مجلس الخدمة المدنية في رياض الصلح. وقد انضم اليهم عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم متضامنا حيث اكد "ان استمرار التعنّت برفض الحاق الناجحين في مجلس الخدمة المدنية بالمواقع الادارية التي نجحوا فيها يعني ان هناك من يحاول الغاء دولة القانون والمؤسسات". ووجّه المعتصمون، في بيان، نداء الى رئيس الجمهورية مبدين ثقتهم بان الرئيس عون لن يرضى بالظلم الذي لحق بهم، مؤكدين الاستمرار في الدفاع عن حقهم.

سلامة يطمئن: اقتصاديا، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون،" ان الوضع المالي مستقر وان هناك عددا من المبادرات ينوي مصرف لبنان القيام بها لتفعيل الاقتصاد". واجرى الرئيس عون مع سلامة جولة افق تناولت الشأنين المالي والنقدي في البلاد. كذلك عرض الرئيس عون مع سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه العلاقات اللبنانية - الفرنسية والتعاون بين البلدين ومرحلة ما بعد مؤتمر "سيدر" الذي خصص لدعم الاقتصاد اللبناني.

خوري الى استانا: في مجال آخر، غادر بيروت مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير غادي خوري متوجها الى نور سلطان لتمثيل لبنان في اجتماعات استانة التي يشارك فيها بصفة مراقب للمرة الاولى، بعدما وجهت اليه موسكو دعوة رسمية.

أمر اليوم: من جهة ثانية، أكد قائد الجيش العماد جوزف عون أن لا مكان بين اللبنانيين للفرقة والتشرذم، مشددا على "أننا لن نسمح للغة الشحن والتحريض بايقاظ الفتنة"، مشيرا إلى "أننا سنستمر في مواجهة أطماع العدو الاسرائيلي والارهاب". وتوجه العماد عون لمناسبة عيد الجيش الرابع والسبعين، أمر اليوم إلى العسكريين قائلا "أيها العسكريون، سنوات من عمر المؤسسة العسكرية، شهدت الكثير من المحطات والانتصارات وبعض المرارات، فلم تأخذنا نشوة النصر، ولم تكسرنا بعض العثرات، وكنا نضع نصب أعيننا الحفاظ على السلم الأهلي والعيش المشترك؛ وها نحن اليوم نؤكد أن لا عودة إطلاقا إلى الوراء، وأن لا مكان بين اللبنانيين للفرقة والتشرذم، وأننا لن نسمح للغة الشحن والتحريض بإيقاظ الفتنة. واضاف " أيها العسكريون،  لطالما نهضتم بالواجبات الموكلة إليكم، وواكبتم الاستحقاقات الدستورية، فكنتم حراسا مخلصين للديموقراطية، تسعون إلى هدف وحيد هو إنجاح المهام التي كلفتم بها. هكذا تعلمنا من المبادئ التي نشأنا عليها أن الغاية الأولى والأخيرة هي أداء الواجب، ولا اعتبار لأي هدف شخصي في مركز من هنا أو منصب من هناك".

اجتماع في البحرين: اقليميا، قالت صحيفة الغارديان إن بريطانيا دعت ممثلين عسكريين من الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى لحضور اجتماع في البحرين، اليوم الأربعاء، في محاولة لإنشاء مهمة دولية لحماية الشحن عبر مضيق هرمز. وأوضحت الصحيفة أن بريطانيا تأمل بأن تنشئ جسراً بين الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى كألمانيا، التي تحجم عن المشاركة في أي مهمة تقودها واشنطن. وقالت مصادر بريطانية إن اقتراح وزير الخارجية البريطاني السابق جيرمي هانت لإنشاء قوة حماية أوروبية لمنع إيران من مصادرة ناقلات النفط في المستقبل لا يزال قائما.

استعداد للحوار: من جهة ثانية، وغداة زيارة لافتة لوفد عسكري اماراتي الى ايران، قال وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف اليوم ان بلاده مستعدة للحوار إذا كانت السعودية مستعدة أيضا بحسب ما نقلت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية. وقال ظريف "إذا كانت السعودية مستعدة للحوار، فإننا مستعدون دوما للحوار مع جيراننا. لم نغلق الباب قط أمام الحوار مع جيراننا ولن نغلق أبدا الباب أمام الحوار مع جيراننا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o