Jul 30, 2019 4:14 PM
تحليل سياسي

مجلس الوزراء في اجازة صيفية والايجابيات تعمية على الازمة لدواع مالية
تنسيق بين بعبدا وعين التينة لمعالجة الـ"80" والـ"95" مشروع سجالـي
القمة الروحية: الحكومة حاجة ماسة .. وعبد اللهيان: حزب الله جاهز للرد

المركزية- الحكومة في اجازة قسرية. حبل الوساطات مقطوع. الاتصالات متوقفة. ازمة البساتين مكانك راوح. رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان ليس في وارد التراجع. رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ليس في وارد الانكسار. "حلاّل مشاكل الجمهورية" مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم خارج البلاد. رئيس الحكومة سعد الحريري على موقفه الى جانب جنبلاط، لن يستقيل ولن يدعو، اقله خلال الاسبوع الجاري الى جلسة لمجلس الوزراء. هذه باختصار نتيجة التحليل المخبري للمشهد السياسي العام في البلاد.

اما الاجواء الايجابية المتعمّد تسريبها في الساعات الماضية، فغير دقيقة ولها هدف واحد، كما افادت مصادر سياسية مطّلعة "المركزية"، لجم تداعيات الازمة السياسية الهائلة على القطاعين المالي والاقتصادي، بعدما بدأت تتظهر ميدانيا منذرة بالشر المستطير، لا سيما في ضوء المرتقب من تصنيفات ائتمانية من كبريات الشركات العالمية في شأن تقويم اوضاع لبنان المالية قريباً، بعدما نحا آخرها في اتجاهات سلبية يُخشى ان تتعاظم في المقبل منها، في حال عدم استخدام ورقة التعمية اللبنانية على رداءة الوضع السياسي وتفاعلاته القاتلة على الاقتصاد والمال. واوضحت ان ما يُشاع عن حلحلة ونتائج ايجابية ستظهر قريبا، وما صدر من مواقف من اكثر من جهة سياسية ومسؤول في الساعات الماضية، موحية بأن الوساطات تسلك درب الحل، لا يعدو كونه تمنيات. ذلك ان الازمة عالقة في مربع لم يتوفر حتى اللحظة اي معطى من شأنه ان يخرجها منه.

ازمة سجالية: في المقابل، وعلى قاعدة  الازمات المتناسلة التي باتت خبز اللبنانيين اليومي، طفا الى الواجهة مشروع ازمة سجالية جديدة حول المادة 95 من الدستور وتفسيرها يرتقب ان تسحب الوهج من الواقع الحكومي المترنح والموضوع في ثلاجة الانتظار الى حين، في ضوء الرسالة التي سيوجهها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى مجلس النواب بواسطة الرئيس نبيه بري لتفسيرها كما اعلن وزير الدولة لشؤون الرئاسة سليم جريصاتي من عين التينة .

الحريري يتريث: وفي وقت لم تسجل الاجندة السياسية اي اتصالات "ظاهرة" على خط تطويق ذيول حوادث البساتين، في حين أفيد ان رئيس الحكومة سعد الحريري يتريث بالدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء في انتظار نتيجة الاتصالات المكثفة والمفتوحة لإنضاج حل ، برزت محاولة "روحية" لاحتواء تداعيات الملف من خلال التشديد على العيش المشترك وعلى اهمية اعادة تفعيل عمل المؤسسات.

قمة روحية: فقد عقدت قمة روحية اسلامية-مسيحية في دار مشيخة عقل الموحدين الدروز بدعوة من الشيخ نعيم حسن، انتهت الى التأكيد أن الوحدة الوطنية تشكل الاساس والضامن لبناء لبنان الغد، معتبرة أن اي اساءة للعيش المشترك في اي منطقة وخصوصا في الجبل هي اساءة الى لبنان الفكرة والرسالة. وشددت القمة، في بيان في ختام اعمالها، على أن المطلوب المزيد من الوعي والتضامن الوطني لتجاوز المخاطر التي تتضاعف في ضوء ما يحاك من مشاريع معلنة وغير معلنة تستهدف اعادة رسم خريطة المنطقة. وشدد المجتمعون على ان "عمل الحكومة حاجة ماسة للاستقرار والنهوض الاقتصادي، وندعو الى ايجاد الحل المناسب والسريع لتستعيد البلاد حياتها الطبيعية".

حسن: وكان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن دعا، في افتتاح القمة، الى انتهاج الحكمة في ادارة الامور وحسن التدبير لنؤكد على الثوابت الوطنية والاسس التي بني عليها الصرح الوطني دولة وشعبا ومؤسسات. واضاف "نوجّه نداء الى الرئيس عون المؤتمن على الدستور لمنع كل ما يناقض صيغة العيش المشترك وندعون الى جمع اللبنانيين ومنع اي سعي لضرب الصيغة اللبنانية". وتابع "كنز المصالحة امر جوهري ويجب ان يكون نهجا عاما لكل اللبنانيين بعيدا عن الشحن الطائفي البغيض ونعتبر الجبل اساسا لوحدة الارض والارادة استنادا الى التاريخ".

الراعي: اما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فقال "لا يمكن ان نرى الشعب مشرذما ومقهورا الا وان نكون معه ونتمنى ان تكون القمة الروحية مستمرة ودورية ونصلي سوياً لخلاص الوطن الذي يجمعنا في سفينة واحدة في قلب هذا البحر الهائج". واضاف "اليوم فتحت صفحة وطنية رائعة، ونحن معكم، ونوجه النداء لكل الجهات السياسية من دار الموحدين الدروز للتهدئة، وهذا اللقاء هو أكبر طمأنينة للشعب اللبناني".

دريان: من جهته، دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان "الى الحلول من اجل انهاء الازمات تحت قواعد ثلاث الوحدة الوطنية والعيش الواحد والتمسك بالدستور والطائف وسنقف سدا منيعا امام الالتفاف على نصوص الطائف".واضاف "اطمئن الجميع بأن رئيس الحكومة سعد الحريري مؤتمن على هذه الثوابت الوطنية الكبرى ولن يفرّط فيها وهو يحافظ على صلاحياته الممنوحة له دستوريا ونحن جميعا وانا الى جانبه". ورأى ان "الوقت الحالي متأزم وعصيب ونريد كثيرا من التعقل والحكمة ونتوجه الى السياسيين أن يبدأوا بالعمل المؤسساتي من اجل انقاذ الوطن".

الحل سلك: الى ذلك، بدا ان الحل لمسألة المادة 80 في الموازنة سلك طريقه وان توقيع رئيس الجمهورية على الموازنة بات محسوما بين لحظة وأخرى. وقد ثبتت هذه الحقيقة، الزيارة التي قام بها اليوم الوزير جريصاتي الى عين التينة، موفدا من رئيس الجمهورية. وقال جريصاتي "التنسيق قائم بين بعبدا وعين التينة وليس جديداً وبحثت مع بري موضوع معالجة المادة 80 من قانون الموازنة"، واضاف "في عهد ميشال عون أنجزت 3 موازنات، فلا يمكن الا يوقع قانون الموازنة"، وتابع "الرئيس عون لن يطعن بالموازنة وسيوقّعها وسيبادر الى توجيه رسالة الى مجلس النواب بواسطة بري لتفسير المادة 95 من الدستور". واشار الى ان "الرئيس بري مهتم بمعاودة جلسات مجلس الوزراء سريعاً والكل بانتظار عودة اللواء ابراهيم لاستئناف مبادرته".

المقاومة مستعدة: وسط هذه الاجواء، وفي معرض تعليقه ​على زيارته لسوريا​ و​لبنان​ ولقائه الرئيس السوري ​بشار الأسد​ والامين العام لحزب الله​ ​السيّد حسن نصرالله، قال المساعد الخاص لرئيس البرلمان الايراني ​حسين أمير عبداللهيان في حديث الى قناة العالم: "الاسد يفكّر جديًا في القضاء​ على آخر معاقل للجماعات الإرهابية في سوريا وبالأخص في ادلب، وأن المسؤولين السوريين يهيئون الأرضية لعودة ​النازحين السوريين​ الى بلدهم اضافة الى أن سوريا تهيئ نفسها لاجراء ​انتخابات​ مجلس الشعب خلال الاشهر المقبلة". وعن اللقاء مع نصرالله، أوضح امير عبد اللهيان أنّه "تم الحديث عن الأوضاع الاقليمية والدولية والاستعداد الكامل لحزب الله والمقاومة للرد على أي حركة تهدف الى زيادة التوتر والعدوان من اسرائيل الغاصبة ضد لبنان".

واشنطن وبرلين: اقليميا، طلبت الولايات المتحدة من ألمانيا رسميا المشاركة في تأمين حركة النقل التجاري بمضيق هرمز. وقالت متحدثة باسم السفارة الأميركية في برلين "طلبنا من ألمانيا رسميا الانضمام إلى فرنسا وبريطانيا للمساعدة في تأمين مضيق هرمز ومكافحة العدوان الإيراني". وأضافت:"أعضاء من الحكومة الألمانية قالوا بوضوح إنه ينبغي حماية حرية الملاحة البحرية. سؤالنا من سيتولى الحماية"؟ يُذكر أن الحكومة الألمانية أعلنت أنها لم تتلق طلبا من حلفاء للمشاركة في مهمة عسكرية لحماية السفن التجارية في مضيق هرمز.

مناورات روسية – ايرانية: في المقابل، أعلن قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني، الأميرال حسين خانزادي، أن إيران وروسيا تخططان لتنفيذ مناورات عسكرية في مياه مضيق هرمز قريبا. وقال في حديث لوكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، خلال زيارته مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، إن الجانبين توصلا إلى اتفاق حول إجراء مناورات عسكرية بحرية في المحيط الهندي، معربا عن أمله في أن تجري حتى أواخر العام الحالي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o