Jul 27, 2019 3:54 PM
تحليل سياسي

الأزمة السياسية تتوسع:ارسلان يرفض مبادرة جنبلاط وحادثة جديدة في البساتين
المادة 80 تشعل جبهة عين التينة– التيار: الغاء نتائج مباريات الخدمة بداية الهدم
الجسر لباسيل: تعقّل.. وايران: التجارب الصاروخية دفاعية وليست موجهة لأي دولة

المركزية- في وقت باتت مغادرة رئيس الحكومة سعد الحريري عند كل أزمة داخلية، تشكل بحد ذاتها، مؤشرا الى بلوغ مساعي الحلحلة أفقا مسدودا، أتت مستجدات الساعات الماضية، من حيث المواقف عالية السقف في شأن حوادث البساتين، من جهة، والتي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان الذي رفض رسميا اليوم اقتراح المختارة للحل، معطوفة الى الجبهة الجديدة التي يبدو فُتحت بين عين التينة والتيار الوطني الحر وبين الاخير و"المستقبل" أيضا، على خلفية المادة 80 من الموازنة، أتت كل هذه التطورات لتنبئ بمرحلة شديدة القتامة سيدخل فيها لبنان السياسي في قابل الايام، انخفضت فيها بقوة أسهم انعقاد مجلس الوزراء، الا اذا تمكّنت المهمة التوفيقية التي يعمل عليها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم من تحقيق "معجزة" ما...

الديموقراطي يتهم الاشتراكي!: فيما تتخبط مساعي تطويق ذيول حوادث 30 حزيران الماضي في الجبل، وتتعثر، سُجّلت اليوم حادثة جديدة امام منزل الوزير صالح الغريب في البساتين، صبت الزيت على النار خاصة وان "الديموقراطي" اعتبرها مدبرة من "الاشتراكي" لاسهتداف الغريب، لكن الجيش دخل على الخط موضحا، ومحددا حجمها الحقيقي. وفي التفاصيل، أعلنت مديرية الإعلام في الحزب الديمقراطي في بيان أنّه "وحوالي الساعة 2 بعد منتصف الليل حاول مناصر للحزب الإشتراكي يدعى "ر.م." افتعال اشكال أمام منزل الوزير صالح الغريب في بلدة البساتين واقتحامه، أمام أعين عناصر الجيش اللبناني الذين يتمركزون أمام المنزل، ممّا جعل الحرّاس المولجين بحمايته يطلقون النار كردّة فعل على هذا العمل الجبان والمفتعل، والذي يأتي استكمالاً لمخطط اغتيال الوزير الغريب، ممّا أدى إلى إصابة الفاعل في رجله"، داعية "الأجهزة القضائية والأمنية لاتخاذ التدابير اللازمة بالسرعة القصوى ووضع حدّ لهذا التفلّت والتحريض المتمادي وللإعتداءات المتكرّرة التي تزيد من تهديد السلم الأهلي والإنقسام الداخلي، وتوصل إلى نتائج لا تحمد عقباها". في المقابل، ردّت وكالة داخلية الغرب في الحزب التقدمي الاشتراكي، قائلة ان "بينما كان المواطن ابن بلدة البساتين ريان هشام مرعي عائدا إلى منزله بشكل سلمي ومن دون أن يكون بحوزته أي قطعة سلاح، وأثناء مروره على الطريق العام بجنب منزل الوزير صالح الغريب تعرض إلى إطلاق نار من حراس منزل الوزير ما أدى إلى اصابته بجروح خطيرة أدت لنقله إلى المستشفى. وأكد "التقدمي" في بيان أن المواطن ريان هشام مرعي غير حزبي ولا ينتمي إلى صفوف الحزب التقدمي الاشتراكي. وسأل "هل أن مرور احد أبناء ضيعة البساتين بجنب منزل الوزير صالح الغريب سيسجل في خانة الكمين أيضا أم أنه اعتداء سافر على مواطن اعزل من قبل حراس منزل ذلك الوزير وهم من اللبنانيين والسوريين"؟

الغريب: وفي مؤتمر صحافي أكد الغريب أنّ "ما حصل موثق بالصوت والصورة والفيديو أصبح بعهدة القوى الامنية المعنية"، متمنيًا ألا يُجبر على نشره. وقال "المجلس العدلي أصبح حاجة للآخرين أكثر مما هو حاجة إلينا، وليس بهذه الطريقة نحافظ على الدروز ونحل المشاكل". وشدّد على أنّنا "لسنا حصان طروادة في الجبل ومن المعيب الاستمرار بالتشويه والتحريض".

الجيش يوضح: وبين الروايتين وحسما للجدل، أوضحت قيادة الجيش أنّ عند "الساعة الثانية فجراً وفي بلدة البساتين – عاليه، ولدى محاولة المدعو ريان مرعي وهو بحالة السكر الظاهر، الدخول إلى باحة المبنى الذي يقطنه الوزير صالح الغريب، تدخّلت عناصر الجيش في النقطة العسكرية المولجة حماية المنزل لردعه، لكنّ الإشكال تطوّر عند تدخّل عناصر الحماية الشخصية للوزير الغريب، تلاه تدافع وإطلاق نار من أحد عناصر الوزير، ما أدّى إلى إصابة المدعو مرعي برجليه، نُقل على إثرها إلى أحد المستشفيات للمعالجة". وأعلنت أنّ "وحدات الجيش اتّخذت التدابير اللازمة في المنطقة، فيما تولّت قوى الأمن الداخلي التحقيق بالموضوع بإشراف القضاء المختص".

جنبلاط يعرض وارسلان يرفض: في غضون ذلك، كرر جنبلاط اقتراحه للخروج من المأزق. فبعد ان شكر عبر تويتر "رئيس حزب القوات سمير جعجع على موقفه التضامني معنا كما نشكر القوات اللبنانية ايضا"، قال "بصراحة ليس هناك من مخرج لهذه الازمة الا باتباع الاصول القانونية وضم قضيتي الشويفات والبساتين سويا ورفعهما اذا اقتضى التحقيق وبعد موافقة مجلس الوزراء الى المجلس العدلي." وسرعان ما رد ارسلان على مبادرة جنبلاط  قائلاً "طالعنا الوزير جنبلاط منذ يومين بإقتراح للمقايضة بين إحالة حادثة الشويفات وإحالة جريمة قبرشمون على المجلس العدلي، وقد فاته أن الأولى قد حصلت منذ سنة ويتولاها القضاء المختص وأنه لم يطلب يومها تلك الإحالة عدا عن الفارق النوعي الهائل بين جريمة قبرشمون المخططة سياسيّاً وبين حادثة الشويفات التي تآمر مع سمير حمود لتحويلها من القضاء العسكري الى القضاء المدني". وأضاف: "كما فاته أن الإحالة للمجلس العدلي تتم فوراً أو بفترة قصيرة بعد الجريمة لتطويق تفاعلاتها على الأمن الوطني والسلم الأهلي كما نطالب نحن اليوم". وقال: "بالخلاصة نحن نرفض هذه المقايضة الإستفزازية والمهينة لدماء الشهداء كل الشهداء ولتعريض الوزير صالح الغريب للقتل عمداً، وهي مقايضة يحترفها تجار الدم وليست من شيمنا وأخلاقنا". وختم ارسلان "نقول إتقوا الله ولا تدفعوا الأمور نحو الأسوأ... وما حصل اليوم أمام منزل الوزير الغريب في البساتين أكبر دليل على كلامنا".

قمة روحية: وسط هذه الاجواء الملبدة في الجبل، برز دخول مشيخة عقل الموحدين الدروز على الخط، للتهدئة. فأعلنت ان "بدعوة من سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن تستضيف دار طائفة الموحدين الدروز في بيروت القمة الروحية المسيحية الإسلامية يوم الثلثاء المقبل للتشاور والتباحث في مختلف الشؤون الوطنية والروحية العامة والتأكيد على الثوابت الوطنية والدستورية، والاحتكام إلى الدولة بمؤسساتها كافة، وضبط كل الخلافات السياسية تحت سقف احترام التنوع والاستقرار وحفظ السلم الأهلي، وضرورة تفعيل العمل الحكومي لمواجهة التحديات التي تحيق بلبناننا العزيز في مستويات شتى".

مادة سجالية جديدة: على صعيد آخر، دخل تجميد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الموازنة لـ"لغط في المادة 80" منها ومعه مواقف رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل من الملف قائلا "ما بتحرز انو نُضرب" التوازنات والتفاهمات والاتفاقيات من اجل 400 موظف لادخالهم فرضاً الى القطاع العام"، مادة سجالية قوية على الساحة السياسية، مثيرة انتقادات واسعة من قبل فريق رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي السياق، غرد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم عبر "تويتر"، قائلا: "القضية ليست قضية اربعماية، لو كانت قضية واحدة فهي قضية مبدئية، هي بداية الهدم والانهيار الكامل اذا اصر البعض على الغاء نتائج مباريات الخدمة المدنية فالكفاءة والجدارة فوق كل التفاهمات والتوازنات، ولا يمكن بناء وطن العدالة والحق في ظل نهج العصبيات الطائفية والمذهبية والحزبية الضيقة، واذا كان الإصرار على حذف المادة المتعلقة بذلك من الموازنة فإننا امام مرحلة جديدة خطيرة الا يكفينا ما نحن عليه واي وطن تريدون". اما زميله النائب علي بزي فاعتبر ان  "الحقوق المكتسبة للمواطنين هي فوق الاعتبارات الطائفية والمذهبية والحزبية، وهم ضحايا بعض المواقف السياسية التي تفسر الميثاق والعيش المشترك والقانون والدستور كما يحلو لها".

"تعقّل"! وبدا لافتا في هذا الاطار، موقف متقدّم لعضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر رد فيه على باسيل، قال فيه "ان الوزير باسيل يمكنه ان يملي ارادته على اعضاء كتلته لكنه حتما لا يستطيع ان يملي ارادته على باقي نواب الكتل ولا على مؤسسة مجلس النواب. ان رفضه لبند في الموازنة بعدما صوت عليه مجلس النواب وان يصل به الامر الى القول فلتسقط كل الموازنة اذا كان الأمر كذلك فهو قلة احترام لارادة النواب ولمؤسسة مجلس النواب". وتابع: "ان تهديد باسيل باسقاط الموازنة تحقيقا لرغباته السياسية لا يخرج عن كونه ابتزازا للبلد باكمله من بوابة الأزمة الاقتصادية والوضع المالي ووجع الناس. ونقول للوزير باسيل كفى استفزازا وتعاليا وفئوية لن تأتي الا بالشر على لبنان. ان الدستور واضح وليس بحاجة لتفسير كما انه لا اجتهاد في معرض النص الذي يحدد المناصفة في وظائف الفئة الاولى ويترك الامر بعد ذلك للاختصاص والكفاءة. وتأكد يا معالي الوزير انك مهما بلغت طَولا فانك لن تستطيع حرمان الناس من الحقوق التي كفلها الدستور، فاللبنانيون كلهم سواء والدستور كفل المساواة المطلقة بين اللبنانيين ولا يوجد في لبنان ابناء ست وابناء جارية ولا مواطنين من فئات مختلفة". وختم "تعقّل قبل ان تدفع البلد في طريق لا يحمد عقباه. لقد نفذ صبرنا".

رسائل عبر العمانيين؟: اقليميا، كشف موقع "نادي المراسلين الشباب" التابع للتلفزيون الإيراني عن حمل وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، رسالتين هامتين من لندن وواشنطن لطهران. وأفاد حساب "نادي المراسلين الشباب" على "تويتر"، بأن الرسالة البريطانية عرضت على إيران الإفراج عن ناقلة النفط البريطانية مقابل الإفراج عن الناقلة الإيرانية المحتجزة قبالة جبل طارق "بعدها بساعات". واشتملت البرقية الثانية المرسلة من واشنطن على مقترح من جاريد كوشنر، يفيد بأن واشنطن ستفرج بواسطة عمان عن أموال إيرانية مجمدة، مقابل تراجع إيران عن موقفها إزاء صفقة القرن. وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، استقبل نظيره العماني، يوسف بن علوي، في طهران اليوم، لبحث آخر التطورات في الخليج في ظل أزمة الناقلات النفطية مؤخرا. الى ذلك، أفادت وكالة "رويترز" نقلا عن مصدر عسكري إيراني في وكالة "فارس" ان التجارب الصاروخية دفاعية وليست موجهة لأي دولة.

وداع السبسي: على صعيد آخر، ودع التونسيون اليوم الرئيس الباجي قايد السبسي في جنازة وطنية حضرها عدد من قادة الدول وسط إجراءات أمنية مشددة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o