Jul 25, 2019 4:18 PM
تحليل سياسي

الحريري يحمل الازمــة الحكومية الــى بعبدا وحزب الله يحسمهــــا غدا
"الديموقراطي" يرفض مبادرة جنبلاط... ريتشارد في "الخارجية" والترسيم ثالثهمـا
رسالة ايرانية لمجلس الامن: الناقلة البريطانية اصطدمت بسفينة صيد وخالفت الانظمة

المركزية- بمثل العجز الرسمي السياسي عن حسم ازمة حادثة البساتين قضائيا واخراجها من نفق التوظيفات السياسية العالقة فيه، بدت العقد المتراكمة بشقيها الداخلي والخارجي التي تعترض اعادة الحياة الى حكومة "الى العمل" اقرب الى لغز تترجمه بورصة التوقعات اليومية المتسمة بتضارب صارخ. واذا كانت الجهات المعنية تحاذر ربط تأخير دعوة رئيس الحكومة سعد الحريري الى جلسة طال انتظارها، بعدما وعد اثر انفراط عقد آخر الجلسات التي تعطّلت باجتماع "الخارجية" بتوجيه الدعوة لجلسة جديدة خلال 48 ساعة، بملف حادثة البساتين، فإن المعطيات التي توافرت من الاتصالات والمشاورات الجارية، ابرزت عودة المأزق الى نقطة بداياته المتمثلة في اصرار رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان على احالة الحادثة الى المجلس العدلي عبر قرار من مجلس الوزراء، بعدما من ّ الجميع النفس امس باقتراب الحل عن طريق تفويض ارسلان خلال زيارته عين التينة الرئيس نبيه بري بمتابعة الملف، فخرج ليفتح النار على الدولة والحكومة ورئيسها، ناسفاً كل الوساطات.

الحريري في القصر: وليست زيارة الرئيس سعد الحريري الى قصر بعبدا سوى الوجه الاخر لعمق الازمة التي اصطدمت بحائط مسدود. لكنّ وفي انتظار ما قد يتمخض عنها من نتائج، علّها تفضي الى رفع اليد عن الحكومة بقرار "رئاسي" استنادا الى ان ليس من مصلحة الرئيس ميشال عون استمرار وضع القوى السياسية ولو كانت حليفة، العصي في دواليب عهده، تتجه الانظار الى موقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله غدا المفترض ان ترسم خريطة طريق الاتجاه الذي ستسلكه الازمة.

حزب الله يحسمها غداً! وفي السياق، اوضحت مصادر مقرّبة من الحزب لـ"المركزية" "ان نصرالله سيحسم الموقف من القضية"، الا انها اشارت في المقابل الى "ان ليس شرطاً ربط استمرار عمل الحكومة بإحالة الحادثة الى المجلس العدلي كما يطالب ارسلان وانما التطرّق الى الموضوع ولو من خارج جدول الاعمال"، واقرّت"بأن البلد يمرّ بازمة حقيقية لا تُحلّ بالعناد والمكابرة".وعن مصير الحكومة في حال الاصرار على الاحالة الى المجلس العدلي والذهاب نحو خيار التصويت داخل مجلس الوزراء وهو ما يرفضه الرئيس الحريري لتجنّب الانقسام السياسي، اكتفت المصادر المقرّبة من الحزب بالاجابة "والحلّ"؟

جلسة وموازنة: وبعد الظهر عقد لقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري ، للتشاور في معاودة جلسات مجلس الوزراء وفِي نشر قانون الموازنة الذي وصل الى القصر الجمهوري ولم يوقعه رئيس الجمهورية بعد.

جنبلاط: وفي وقت يصر الحزب الديموقراطي على احالة القضية الى المجلس العدلي ولو من خلال التصويت على هذا المطلب في مجلس الوزراء، غرّد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "اعتقد وبكل سهولة واذا ما صفت النيات بأن القضاء اذا ما ترك بعيداً من التجاذبات السياسية يستطيع ان يحسم قضيتي الشويفات والبساتين وفق الأصول المعروفة والمتّبعة. اتركوا الخلافات السياسية بعيداً من القضاء". وأضاف: "وفق الخرائط الجديدة والدقيقة عبر الاقمار الاصطناعية، يتبين ان لا علاقة بين طريق البساتين قبرشمون ومضيق هرمز. كل ما نتمناه من وزير الاشغال او الاعمار بأن نستطيع توسيع دوّار قبرشمون لتسهيل المرور للسير الذي يزداد ازدحاماً".

مبادرة جديدة: وكان أمين السر العام في الحزب الاشتراكي ظافر ناصر أشار الى ان "تغريدة جنبلاط بالدعوة الى ضم قضيتي الشويفات والبساتين الى المجلس العدلي مبادرة جديدة وبدأت الاتصالات على هذا المستوى".

...والديموقراطي يرفض: لكنّ أمين عام الحزب "الديمقراطي اللبناني" ​وليد بركات اكد لـ"المركزية"  أن المبادرة غير مقبولة لأن حادثة الشويفات مضى عليها الزمن، كما انها نتيجة إشكال مسلّح، والقضاء أوقف المطلوبين وحقق مع المتهمين، وقدّم أهل الضحية إسقاطاً سلّمه جنبلاط الى رئيس الجمهورية". وتساءل: "لماذا لم يطالب جنبلاط يومها بإحالتها الى المجلس العدلي؟ من المؤكد اننا لم نكن لنمانع، اذا كان هذا الحدث فعلا يستدعي تقديمه الى "العدلي"، بينما حادثة البساتين هي عملية اغتيال استهدفت وزيرا في الحكومة، ذهب ضحيتها شابان، وانعقد المجلس الاعلى للدفاع من أجلها، واعتبر بأنها تهدد أمن الدولة، بل استهداف لوزيري الخارجية والدفاع اللذين كان من الممكن ان يكونا في الموكب".

للتعاون مع الحريري: في الاثناء، دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان القوى السياسية الى "التعاون مع رئيس الحكومة وعدم تضييع الوقت في سجالات وتجاذبات سياسية لا يجنى منها إلا تعطيل عمل الحكومة والإضرار بالمصلحة العامة". وشدد على "ضرورة انعقاد مجلس الوزراء خلال الأيام المقبلة لمتابعة الشأن العام والبدء بحل المشكلات التي يعانيها المواطنون". وأكد ان "لبنان لا ينهض ولا يستقر إلا بقيام الدولة ومؤسساتها الشرعية التي هي محط أنظار اللبنانيين وكل الأشقاء والأصدقاء المحبين للبنان وشعبه".

العمالة الفلسطينية: على صعيد آخر، ووسط استمرار الاضراب في مخيم عين الحلوة، حضر ملف تنظيم العمالة الاجنبية في اجتماع عقده الرئيس الحريري في السراي، مع وزير العمل كميل ابو سليمان في حضور رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة والوزير السابق غطاس خوري، تناول ازمة اليد العاملة الفلسطينية في لبنان. وكان ابوسليمان اجتمع الى منيمنة في وزارة العمل قبل انتقالهما الى السراي.

ريتشارد عند باسيل: من جهة ثانية، وغداة اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري عن انتعاش الوساطة الاميركية لترسيم الحدود بين بيروت وتل ابيب، زارت السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وغادرت من دون الادلاء بتصريح. واشارت معلومات "المركزية" الى ان ملف ترسيم الحدود الجنوبية حاضر في محادثات الطرفين.

مكافحة التهريب: الى ذلك، أكد ​رئيس الجمهورية​ ان "الاجراءات التي تعتمدها ​الاجهزة الامنية​ والجمركية المعنية في مكافحة التهريب عبر المعابر الشرعية او غير الشرعية، ستزداد تشددا خلال الفترة المقبلة، حماية لقطاعات الانتاج اللبنانية من جهة، ومنعا للهدر الذي يلحق بإيرادات ​الدولة​ من جهة ثانية، لافتا الى انه بالتوازي، ستتخذ تدابير لمنع التهرب من دفع ​الضرائب​ والرسوم بعد تزايد هذه الممارسات في الآونة الاخيرة".

صفير: اقتصاديا، توقع رئيس جمعية مصارف لبنان سليم صفير أن تتعافى الودائع في البنوك اللبنانية من هبوط سجلته في الأشهر الخمسة الأولى من 2019 مع عودة تفاؤل العملاء بعد إقرار ميزانية الحكومة. وأوضح في حديث الى رويترز، ان الودائع تراجعت إلى 176 مليار دولار بنهاية أيار من 179 مليار دولار في نهاية كانون الأول، وتوقع تعافيا شديد الإيجابية، مؤكدا أن السوق في لبنان شديدة المرونة. واكد ان البنوك ستتخذ خطوات لدعم الاقتصاد في الأشهر الأربعة إلى السبعة المقبلة، بما في ذلك العمل على خفض أسعار الفائدة وتقديم المزيد من القروض لبعض القطاعات.

رسالة ايرانية: اقليميا، بعثت ممثلية الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائمة في منظمة الامم المتحدة رسالة إلى مجلس الأمن تتضمن معلومات بشأن توقيف ناقلة النفط البريطانية "ستينا إيمبيرو" بحسب ما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية. وجاء في الرسالة أن الناقلة البريطانية اصطدمت الجمعة 19 الجاري 2019 بسفينة صيد إيرانية وألحقت بها بعض الخسائر في مضيق هرمز، حيث الحالة الصحية لبعض أفراد الطاقم والصيادين متدهورة. وشددت على أن السفينة البريطانية تجاهلت تحذيرات السلطات الإيرانية بعد الحادث، وفي خطوة خطيرة قامت بإيقاف أنظمة الملاحة الخاصة بها، وغيرت اتجاهها وتحركت في الاتجاه المعاكس في محاولة للهروب، وعليه قامت القوات الإيرانية بتوقيفها. من جهتها، اعلنت وزارة الدفاع البريطانية تكليف البحرية الملكية بمرافقة السفن التي ترفع علم البلاد عبر مضيق هرمز.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o