Jul 23, 2019 2:44 PM
خاص

"حماس" "ورقة قوية" بيد طهران في صراعها مع واشنطن
عبد القادر: ايران تدعي امتلاك قوة قد لا تكون مـوجودة

المركزية- انطلاقا من مسلمة أن أي تصعيد اميركي- ايراني ميداني  لن تقتصر مفاعيله على الدولتين، بل ستشمل الدول الكبرى ومنطقة الشرق الاوسط، تعمل طهران  على التمسك  بحلفائها في المنطقة الذين يشكلون قوة بالوكالة وجزءا من استراتيجيتها. وفي هذا الاطار تأتي زيارة وفد من حركة حماس الى طهران ولقاؤها بالمرشد الايراني علي خامنئي الذي  لوّح بامتلاك ايران الورقة الاقوى في الصراع الفلسطيني وقدرتها على عرقلة صفقة القرن، قائلا: الفلسطينيون اليوم يمتلكون صواريخ دقيقة، واصفا "صفقة القرن" بأنها "خيانة ومؤامرة خطيرة ومحاولة لتدمير الهوية الفلسطينية"، في حين اكدّت حركة حماس أن "اي تحرك ضد ايران هو تحرك ضد فلسطين".

الزيارة رسالة ايرانية، تحمل في طياتها الكثير للادارة الاميركية، التي تعوّل على صفقة القرن لتحقيق طموحاتها واسرائيل في المنطقة من جهة، وتخوض فصولا متتالية من الصراع الاميركي- الايراني من جهة اخرى.

من هنا، يربط الخبير العسكري نزار عبد القادر في حديث لـ "المركزية"، "زيارة وفد من حماس وكلام خامنئي بتقييم ايران للاوضاع الراهنة في ظل التهديدات الاميركية"، معتبرا أن "استنفار الحلفاء يأتي في هذا السياق، لان طهران تعتبرهم جزءا من استراتيجيتها التي تقوم على قدرتها على توسيع اي اشتباك مع اميركا ليمتد الى مسارح عمليات ابعد بكثير من منطقة الخليج ومضيق هرمز، وقد تشمل غزة وجنوب لبنان اضافة الى جبهة الجولان".

وتابع: "ايران تستنفد كل ما تملكه من طاقات استراتيجية عبر الحلفاء الذين يشكلون قوة بالوكالة، في سياق التجهيز  لما يمكن أن تقود اليه التطورات الراهنة والمستقبلية".

 وعن صفقة القرن، وتلويح ايران بقدرتها على عرقلتها، قال: "صفقة القرن ساقطة مسبقا، ليس بفضل الجهود الايرانية بل بسبب قصر نظر القيمين عليها وعدم ادراكهم لطبيعة الصراع العربي- الاسرائيلي، فهناك انكار لحق شعب بأرضه مقابل اغراءات مالية ستكون مصادرها عربية"، معتبرا أن "لا يمكن لاي دولة عربية ان تسير جهارا بهذا الخيار لانها ستكون منفردة ومدانة من الجميع".

واعتبر عبد القادر أن "كلام خامنئي عن تزويد فلسطين بالصواريخ الدقيقة  يأتي من باب التصعيد والدعاية لعلاقة ايران بالفلسطينيين، ولا يشكل حقيقة لان الحصار الاسرائيلي حول غزة والضفة الغربية، سيمنع وصول  هذه الصواريخ الى ايدي الفلسطينيين"، قائلا: "القيادة الايرانية تغالي في تصريحاتها وتدعي امتلاك قوة قد لا تكون موجودة فعليا على الارض".

واضاف: "التحالف بين قيادات حماس والنظام الايراني قائم نتيجة سنوات عديدة من التعاون والمساعدات المالية الكبيرة التي قدمتها ايران لحماس لتتمكن من تطوير قدرتها في غزة والحفاظ على سلطتها، وهو شبيه بعلاقات ايران مع القوى الحليفة في العراق أو سوريا".

واوضح أن "السياسة الايرانية تؤدي الى استحالة توحيد الصف الفلسطيني والمحاولات التي بذلتها قطر ومصر وغيرها ذهبت سدى بسبب عمق العلاقة والتلازم الاستراتيجي بين ايران وحماس".

وختم: "ايران تملك بالفعل الكلمة الاخيرة لتحديد قرار حماس تجاه اي مبادرة لاعادة توحيد الصف الفلسطيني واجراء المصالحة مع السلطة في الضفة الغربية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o