Jul 22, 2019 4:34 PM
تحليل سياسي

مخرج البساتين يشق طريق الاحالة الى "العسكرية" ومجلس وزراء قريبا!
دعم بريطاني للجيش تدريبا ومراقبة وسحب الاحتجاج الفلسطيني من الشارع
ايران تستضيف"حماس": احتجاز الناقلة البريطانية اجراء قانوني لضمان الامن الاقليمي

المركزية- اما وقد طوت البلاد صفحة الموازنة بكل تشعباتها وتفاعلاتها السياسية والاحتجاجية، فإن حادثة البساتين عادت لتتصدر واجهة الاهتمامات السياسية في ضوء استمرار تعطيلها جلسات مجلس الوزراء في وقت تنحو البلاد في اتجاه انحداري مكشوف سياسيا واقتصاديا واجتماعيا يوجب استنفارا حكوميا في المواجهة. وفيما يرابض كل فريق في النزاع على جبهته، رافضا التقدم نحو الاخر لبلوغ الحل، جاءت احالة التحقيقات الى القضاء العسكري اليوم لتعزز الاعتقاد بأن المخرج لن يكون الا من بوابة الاحالة الى "العسكرية" لان ابواب مجلس الوزراء موصدة امام اي محاولة لرمي قنبلة الاحالة الى"العدلي" الى ملعبها.

اتصالات بلا خرق؟: فقد واصلت عجلة الاتصالات السياسية– الامنية لتطويق ذيول حوادث البساتين والاتاحة لمجلس الوزراء بالاجتماع بهدوء، دورانها اليوم، الا انها لا تبدو سجّلت اي خرق جديد ايجابي. في السياق، التقى رئيس الحكومة سعد الحريري وزير الصناعة وائل ابو فاعور في السراي بعد ظهر اليوم قبيل لقائه الوزير صالح الغريب، عصرا بحسب معلومات "المركزية"، في وقت اكدت اوساط الحريري انه لا يزال عند موقفه لجهة رفضه انقسام مجلس الوزراء.

ارسلان يصرّ: في الاثناء، وفي وقت أفيد ان الحريري سيكثف مشاوراته في الساعات المقبلة، اشارت معلومات صحافية الى ان هناك اقتراحات عدّة لحلّ الأزمة وان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم مستمرّ بتحرّكاته في هذا الإطار، لافتة ايضا الى ان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان مصرّ على رفضه الاقتراح الذي طُرح ولن يقبل إلا بالمجلس العدلي.

جلسة هذا الاسبوع؟: في المقابل، اشار النائب السابق عماد الحوت من السراي الى ان "الرئيس الحريري يؤكد ان المسار يتجه نحو انعقاد جلسة مجلس الوزراء خلال الايام القليلة المقبلة"، في حين قال وزير الاقتصاد منصور بطيش "ان هناك ايجابيات"، مضيفا "اعتقد اننا ذاهبون باتجاه عقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس".

الى المحكمة العسكرية: قضائيا، وبعدما أنهت شعبة المعلومات التحقيق في حادثة قبرشمون الجمعة الماضي وأحالت الملف الى النائب العام التمييزي بالوكالة القاضي عماد قبلان الذي طلب دراسة الملف ووجد أن هناك صلاحية للقضاء العسكري، طلب قبلان إحالة التحقيقات في الحادثة، مع دعوة الحزب التقدمي الاشتراكي ضد الوزير صالح الغريب و"مرافقيه المسلحين"، الى مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس.

نزوح وحدود: وسط هذه الاجواء الملبّدة سياسياً، جال كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الاوسط الجنرال السير جون لوريمر، على القيادات السياسية والامنية والعسكرية اللبنانية. وفي هذا الاطار، أبلغه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في قصر بعبدا، ان "نتائج الحروب التي وقعت في الجوار اللبناني والاجواء الضاغطة التي تعيشها المنطقة راهنا، ترتب نتائج قاسية على لبنان، بدءا من تداعيات النزوح السوري واوضاع اللاجئين الفلسطينيين، وصولا الى الاوضاع الاقتصادية". وقال "من هنا، فإن لبنان يدعم المبادرات التي تهدف الى تحقيق الاستقرار في المنطقة، لان من شأن ذلك ان يخفف من عبئها، وفي مقدمها مسألة النازحين السوريين الذين تبين ان على الرغم من عودة 318 الف نازح منهم الى الاراضي السورية، فإن عددهم لم يقل عن مليون و600 الف نازح نتيجة عدم تسجيل جميع الذين نزحوا الى لبنان". واكد الرئيس عون امام الجنرال لوريمر، ان "لبنان الملتزم تطبيق القرار 1701 يتطلع الى دعم الدول الاعضاء في مجلس الامن، ومن بينها بريطانيا والدول الصديقة، كي توقف اسرائيل خروقاتها الجوية والبرية والبحرية الدورية، اضافة الى استمرار احتلالها اجزاء من الاراضي اللبنانية على الحدود". واشار الى "الدعم الذي تقدمه بريطانيا للجيش اللبناني، سواء في مجالات التدريب او بناء ابراج المراقبة، فضلا عن مشاركة المملكة المتحدة في اعمال مؤتمر "سيدر" من خلال رغبتها في دعم الاقتصاد اللبناني".

دعم بريطاني: وكان السير لوريمير اكد للرئيس عون ان بلاده "ماضية في دعم لبنان، لا سيما قواته المسلحة في مجالات التدريب وبناء ابراج المراقبة، كذلك تهتم بالاوضاع الاقتصادية فيه"، لافتا الى ان زيارته للبنان "هي من ضمن جولة على عدد من دول المنطقة للاطلاع على اوضاعها وتقييم التطورات الاخيرة التي تحصل فيها والسبل الايلة الى معالجتها".

اجتماع للتهدئة: على صعيد آخر، لا يزال الاضراب الشامل مستمراً في مخيم عين الحلوة مع اغلاق مداخله رفضا لقرار وزارة العمل بحق العمّال الفلسطينيين. وكانت مسيرة لبنانية فلسطينية مشتركة انطلقت في مدينة صيدا وجابت شوارعها وانتهت بدخول مخيم عين الحلوة ،دعما للحراك السلمي واستمراره حتى تراجع وزارة العمل عن قرارها. وفي اطار الجهود المبذولة لبنانيا وفلسطينيا من اجل ايجاد حل لمفاعيل قرار وزير العمل كميل ابو سليمان الخاص بتنظيم العمالة الفلسطينية في لبنان، بعدما تحولت الى ورقة تستخدم في الشارع ويخشى ان يوظفها طابور خامس لاهداف بعيدة من القضية، علمت "المركزية" ان اجتماعا سيعقد للاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية بدعوة من النائب اسامة سعد في مركز معروف سعد الثقافي في السابعة مساء للبحث في كيفية معالجة ذيول الملف من خلال السياسة وليس في الشارع لأن ورقة الشارع بدأت تشكل خطرا على الفلسطينيين انفسهم كون المخيمات بما تتسم به من حساسية امنية يمكن ان تشكل ورقة يتم استغلالها من اكثر من فريق يتحين فرصة من هذا النوع ليستخدمها وفق ما تقتضي حاجاته. وكشفت المعلومات عن ان اللقاء قد يُصدر وثيقة تؤكد ضرورة ترك الحل للسياسة ووقف كل اشكال التصعيد الميداني في المخيمات، بعدما تبلغت القيادات اللبنانية والفلسطينية من جهات امنية لبنانية معنية ضرورة اعتماد مسلك الحل السياسي والابتعاد عن الميدان نظرا لخطورته.

حماس في ايران: اقليميا، أكد المرشد الايراني علي خامنئي خلال استقباله نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في طهران أن صفقة القرن الأميركية هي مؤامرة لتدمير الهوية الفلسطينية عبر استخدام الأموال. وقال "ان أهم أسباب العداء لإيران هي دعمها للقضية الفلسطينية لكن هذه العداوات والضغوط لن تجعل ايران تتراجع" مؤكدا ان بلاده لا تجامل اي بلد في ما يخص قضية فلسطين. ولفت خامنئي الى ان قضية فلسطين هي اهم قضية في العالم الاسلامي والانتصار فيها لن يتحقق من دون مقاومة وكفاح. وتوجه لوفد حماس بالقول "قبل سنوات ليست ببعيدة كان الفلسطينيون يحاربون بالحجارة لكنهم اليوم مجهزون بالصواريخ الدقيقة وعندما يقول السيد نصرالله "ان شاء الله سأصلي في الأقصى" فهذا يشكل بارقة أمل عملية وقابلة للتحقق" معتبرا ان ابتعاد دول تابعة لأميركا كالسعودية عن قضية فلسطين "حماقة" فلو كانت تدعمها لكسبت بعض الامتيازات.

اجراء قانوني: من جهة ثانية، وفي حين تواصلت الدعوات الدولية لايران للافراج عن ناقلة النفط البريطانية، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن احتجاز إيران ناقلة النفط البريطانية هو "إجراء قانوني كان ضروريًا لضمان الأمن الإقليمي"، فيما قال زير الدفاع الإيراني "احتجاز ناقلة ترفع علم بريطانيا دليل على عزمنا للرد على أي تهديد".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o