Jul 20, 2019 3:30 PM
تحليل سياسي

بعد مشوار الموازنة...هل تنطلق رحلة تحريك عجلات مجلس الوزراء؟
مساعي ابراهيم مستمرة..وسيف العقوبات يقترب من حلفاء حزب الله!
ايــــران تقرّ بإحتجازها ناقلة بريطانية وتحـــذير دولي لطهران بفكّها

مع انتهاء مشوار الموازنة في ساحة النجمة عبر اقرارها بأكثرية 83 نائباً من نحو مائة نائب حضروا الجلسة الأخيرة، واعتراض 18 نائباً، على ان يتحدّث وزير المال علي حسن خليل الاثنين عن الارقام النهائية، يمكن اعتبار ان صفحة الموازنة قد طويت، لتفتح بعدها صفحة ثانية تُجمع القراءات السياسية بانها ستكون مليئة بالمناوشات السياسية على وقع وضع حكومي هشّ ومُنهك تصبّ الاولويات على إعادة محركاته الى العمل بعد توقّف فرضته حادثة البساتين وتصلّب مواقف الفريقين المعنيين بها.  

مساعي ابراهيم قائمة: ومع ان إنشغال الاطراف السياسية بمناقشات مشروع الموازنة في المجلس النيابي حجب الاضواء عن تطورات حادثة البساتين، الا ان مساعي المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم  لا تزال قائمة في الكواليس السياسية على رغم انها عالقة عند تصلّب فريقي الحادثة، الحزب "التقدمي الاشتراكي" الذي يرفض إحالة القضية الى المجلس العدلي والحزب "الديموقراطي اللبناني" المصرّ على الاحالة، رافضاً تسليم مطلوبين لديه بل شهود.

وتقوم مبادرة اللواء ابراهيم في أبرز بنودها على اناطة التحقيق الامني والقضائي بالجريمة بالمحكمة العسكرية، الى جانب تسليم جميع المشتبه بهم والشهود وتبرئة من لا تثبت علاقته فوراً، ومن ثم البحث في احالة الجريمة الى المجلس العدلي او القضاء العادي او تبقى ضمن القضاء العسكري بناء لمعطيات التحقيق.

جنبلاط الى روسيا والسعودية؟ في الاثناء، طرحت زيارة القيادي حليم بو فخر الدين موسكو موفداً من رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط حيث التقى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، الذي أكد ان العلاقة مع جنبلاط والمختارة والحزب "الاشتراكي" تاريخية كانت وستبقى، تساؤلات عمّا اذا كانت هذه اللقاءات تمهيد لزيارة قريبة لجنبلاط الى روسيا؟

وقال عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله لـ"المركزية" "قد تكون هناك زيارة قريبة"، مشددا على "أن زيارات وليد وتيمور جنبلاط الى روسيا دورية". ولفت إلى "أن علاقتنا مع روسيا قديمة جديدة، ولدينا علاقة مميزة مع الروس من تاريخ ما قبل روسيا، منذ الاتحاد السوفياتي. الروس بدورهم يحافظون على هذه العلاقة، بغض النظر عن التباين أحياناً خصوصا في ما يتعلق بالازمة السورية. لكن في اطار العلاقة المباشرة والتحاور والتشاور، نحن على تواصل دائم معهم. وعبّروا عن دعمهم لنا عندما طلبنا المساعدة في قضية السويداء، عندما قام داعش بالاعتداء عليها. وكان الدور الروسي أساسياً في تحرير الرهائن".

وهل يمكن أن يزور جنبلاط السعودية، أجاب عبدالله: "لا مانع من ذلك، وممكن ان تحصل في اي وقت، اذا كانت هناك من ضرورة. وزياراتنا ايضا طبيعية للسعودية".

لجنة قواتية للمعابر غير شرعية: من جهة اخرى، تتّجه "القوات اللبنانية" الى تشكيل لجنة خاصة نيابية ووزارية ومجموعة اختصاصيين لمتابعة قضية التهريب عبر المعابر غير الشرعية، وذلك إنسجاماً مع امتناع تكتل "الجمهورية القوية" عن التصويت على الموازنة لانها لا تحمل رؤى اقتصادية واصلاحية.

واوضح عضو التكتل النائب وهبي قاطيشا لـ"المركزية" "ان القوات ستتابع الموضوع عبر تشكيل لجنة خاصة وسنسعى للحصول على ارقام دقيقة تُحدد كلفة الخسائر على الخزينة"، مؤكداً "اننا ذاهبون في هذا الملف حتى النهاية ولن نسكت عن المخالفات وعدم تطبيق القانون".

وقال "خلال مداخلتي في مجلس النواب اثناء مناقشة مشروع الموازنة تطرّقت الى موضوع المعابر غير الشرعية التي تمتد من جبل الشيخ حتى منطقة القاع، وللمفارقة ان هذه المعابر موجودة في اراضٍ "مكشوفة" يمكن ضبطها بسهولة، لكن للاسف يوجد في السلطة من يحمي هؤلاء المهرّبين عبر هذه المعابر"، وذكّر "بان وزير الدفاع الياس بو صعب اعلن في إحدى اطلالاته التلفزيونية ان 90% من عمليات التهريب لا تتم عبر المعابر غير الشرعية وانما الشرعية الرسمية"، واصفاً ما يحصل في هذا المجال بـ"المهزلة".

عقوبات على حلفاء الحزب!؟ على ضفة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الاميركية تباعاً على حزب الله، ثمة من يعتقد ان ما فرضته وزارة الخزانة الأميركية على سلمان رؤوف سلمان المتهم بتفجير مقر الجمعية اليهودية في بيونس آيرس قبل 25 عاما، ان الإدارة الأميركية تبحث في دفاترها العتيقة عن مسؤولي حزب الله لفرض العقوبات عليهم. لكن الواقع في مكان آخر. فوزارة الخزانة تدرس لائحة طويلة من الأسماء تتسع لمسؤولين في الحزب ومؤسسات من دول مختلفة من بينها شركات متهمة بالتعاون مع البرنامج النووي الإيراني وعمليات تبييض الأموال وتهريب المخدرات في اكثر من منطقة في العالم.

ويقول زوّار عائدون من واشنطن لـ "المركزية" انهم اطلعوا على معلومات تتحدث عن تجديد العمل ببرنامج العقوبات وتسريع البعض منها. وان الدفعة الثانية التي صدرت في الساعات الماضية وشملت مسؤولين لبنانيين وايرانيين ومن دول مختلفة ليست الأخيرة. ففي وزارة الخزانة لائحة طويلة من الأسماء والشركات التي تخضع المعلومات بشأنها لعملية تدقيق نهائية تأسيسا على تحقيقات تجري في اكثر من منطقة في العالم بغية تسطير البلاغات النهائية بشأنها.

ولم يتلمس زوار العاصمة الأميركية ان هناك قرارات قريبة الصدور تعني بعض المسؤولين اللبنانيين القريبين او الدائرين في فلك حزب الله. لكن يستطرد احدهم ليقول: هناك لائحة مبدئية وضعت سابقا وهي تعززها بالمزيد من المعلومات والوثائق التي تحتاج الى المزيد من التدقيق. ففي أدراج وزارة الخزانة الكثير من المعلومات الموثقة وان ما تحتاجه القليل من الإضافات الضرورية التي تنقلها من درجة التحضير الى مرحلة الإعلان عنها.

احتجاز ايراني لناقلة بريطانية: ايرانياً، وفي تطوّر هو الأحدث من نوعه في منطقة تزداد فيها التوترات منذ أكثر من شهرين، اعلنت إيران ان ناقلة النفط البريطانية التي احتجزها الحرس الثوري، في مضيق هرمز، جرى اقتيادها إلى ميناء إيراني قريب. وذكرت وكالة أنباء "فارس" المقربة من الحرس الثوري انه جرى نقل ناقلة النفط البريطانية إلى ميناء بندر عباس المطل على المضيق. وأشارت إلى أن الناقلة "تورطت في حادث مع قارب صيد إيراني قبل أن يتم احتجازها"، دون ان تقدم مزيداً من التفاصيل، موضحةً "ان افراد طاقم الناقلة المحتجزة الآن في ميناء بندر عباس وسيبقون على متن الناقلة لحين انتهاء التحقيق".

طريق خطر: وكشف وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، أنه يخشى ان تكون إيران سلكت "طريقا خطيراً" بعد احتجازها ناقلة ترفع علم بريطانيا أمس في وقت طالبت الحكومة البريطانية سفنها بالابتعاد عن مضيق هرمز. وقال ناطق باسم الحكومة البريطانية في بيان "ما زلنا نشعر بقلق عميق من تحركات إيران غير المقبولة، التي تشكّل تحدياً واضحاً للملاحة الدولية. نصحنا السفن البريطانية بالبقاء خارج المنطقة لفترة مؤقتة". وكتب هانت على تويتر "تحرك الأمس في الخليج يبعث بإشارات مقلقة بأن إيران ربما تختار طريقا خطيراً من سلوك غير قانوني ومُزعزع للاستقرار بعد الاحتجاز المشروع لنفط متّجه إلى سوريا في جبل طارق". اضاف "كما قلت أمس سيكون ردّنا مدروسا لكن قويا. نحاول التوصل إلى طريقة لحل مسألة الناقلة "جريس 1" لكننا سنضمن سلامة شحننا"، وحذّر "إيران من العواقب الوخيمة، إذا لم تفرج عن الناقلة، واعتبر ان الأمر غير مقبول، داعيا إلى حرية الملاحة في الخليج.

فرنسا قلقة: كذلك، اعلنت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية "ان فرنسا قلقة بشدة لاحتجاز ناقلة بريطانية في إيران"، معتبرةً "ان هذه الخطوة تضر بجهود وقف التصعيد في المنطقة". كما عبّرت فرنسا "عن تضامنها الكامل مع بريطانيا"، ودعت إيران إلى "الإفراج عن الناقلة".

بدورها، حضّت ألمانيا إيران على إطلاق سراح ناقلة النفط البريطانية من دون تأخير.

قوات اميركية الى السعودية: وعلى الخط، صرّح مصدر مسؤول في وزارة الدفاع السعودية بأن "انطلاقاً من التعاون المشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، ورغبتهما في تعزيز كل ما من شأنه المحافظة على أمن المنطقة واستقرارها، فقد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات على استقبال المملكة لقوات أميركية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس". من جهتها، اعلنت وزارة الدفاع الأميركية، ان "استقبال قواتنا في السعودية يوفّر ردعاً إضافياً ويعزز قدرتنا على حماية مصالحنا".

 

 

 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o