Jul 20, 2019 10:47 AM
خاص

رغم الاشتباك.. واشنطن تمد اليد لايران والاخيرة لا تقفل الباب
ترامب يدرس خيارات لاحياء الحوار: تخفيف العقوبات على طهران وتشديدها على أذرعها؟!

المركزية- صحيح أن السيناتور راند بول، العضو في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية كنتاكي، هو من طلب من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، القيام بمهمة دبلوماسية "دقيقة" تتمثل في الجلوس مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في محاولة لإقناع الجانب الإيراني بالمفاوضات، بحسب ما ذكرته صحيفة "بوليتيكو"، الاربعاء، الا ان موافقة "سيّد البيت الأبيض"، على الطلب هذا، بدت لافتة للانتباه، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". فهي تشكّل، خاصة اذا ما أضيفت الى عامل "منح الولايات المتحدة ظريف، تأشيرة دخول الى البلاد للمشاركة في اجتماعات للامم المتحدة في نيويورك (رغم تكبيلها تحرّكاته فيها)، دليلا الى رغبة موجودة لدى ترامب، بالتفاوض مع الايرانيين لايجاد تفاهم جديد بينهما، رغم الكباش القوي الدائر بينهما في الأشهر الماضية، دبلوماسيا وعسكريا وسياسيا.

في المقابل، ومع ان الايرانيين يرفعون سقفهم، ويبدون اصرارا قويا على رفض اي مفاوضات مع الاميركيين قبل ان ترفع واشنطن العقوبات، فإن الجمهورية الاسلامية بدورها، تترك بابا "خلفيا" للنفاذ منه الى حوار مع الادارة الاميركية.

وفي السياق، نوّه ظريف، في مناقشة واسعة النطاق مع وسائل الإعلام في نيويورك، إلى أنه ما زال يأمل في حل التوترات المتصاعدة بطريقة أو بأخرى، مضيفا أن "إيران قد تعدل عن التحركات الأخيرة لتجاوز حدود تخصيب اليورانيوم المنصوص عليها في اتفاقها النووي مع القوى العالمية". وتابع "نمضي قدما، ولكن يمكن العدول عن ذلك بمجرد أن يكون الجانب الآخر مستعدا لتنفيذ التزاماته". في حين كان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة إذا رفعت واشنطن العقوبات وعادت إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بعد انسحابها منه العام الماضي.

وبحسب المصادر، فإن الرئيس الاميركي ينكبّ حاليا على درس الخيارات الواردة لديه في هذا الشأن. فعشية الانتخابات الاميركية الرئاسية التي ينوي خوضها، يناسبه الجلوس مجددا مع الايرانيين الى الطاولة والتوصل الى اتفاق جديد معهم، يضمن في شكل اكبر، مصلحة اميركا وحلفائها، في المنطقة، من ذاك الذي أبرم إبان عهد سلفه باراك اوباما.

هذا الواقع، قد يتطلب منه تخفيف وطأة العقوبات على ايران. وعليه، فإنه يناقش اليوم خطوات يمكن ان تفي بالغرض، فترضي طهران ولا "تكسر" واشنطن، ومنها مثلا السماح لعدد من الدول باستيراد النفط الايراني، بعد ان ألغت الاستثناءات في هذا الشأن، في ايار الماضي، أو غضّ الطرف عن لجوء جهات دولية ومنها الاتحاد الاوروبي الى آلية "انستكس" للتبادل التجاري مع ايران. وفي مقابل هذه "الليونة" مع ايران، قد تلجأ واشنطن الى تشديد الطوق أكثر على أذرعها العسكرية، وأبرزها "حزب الله"، كبدل عن ضائع.

فهل تكون هذه المعادلة، "التركيبة السحرية"، التي ستوقف الاشتباك بين الدولتين، وتضع حدا للخلاف الاميركي – الايراني، وتجلسهما مجددا الى الطاولة؟ أم انها لن ترضي الجانب الايراني الذي سيواصل التصعيد مطالبا واشنطن بتنازلات اكبر، مستفيدا من حاجة ترامب الى الحوار؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o