Jul 18, 2019 2:35 PM
خاص

ايران تدعو لبنان الى الابتعاد عن ازمات المنطقة..ماذا عن تورط حزب الله؟
ازدواجية الدولة والمقاومة معادلة مبهمة عربياً: إما الدولة او المرشد الاعلى

المركزية - من عجائب الزمن السياسي وغرائبه، ان يطل مسؤول ايراني من مجلس النواب اللبناني ليؤكد وجوب ان يبقى لبنان بعيدا من كل ازمات المنطقة. من تسنى له الاستماع الى تصريح مساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني حسين امير عبد اللهيان من ساحة النجمة، التي حطّ فيها فجأة بعد ظهر امس والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظنّ لوهلة ان المتحدث اوروبي او من سياسيي الدول الحريصة على لبنان الدولة، التي لا تنفك توجه نصائحها بضرورة ابعاد لبنان عن اللهيب الاقليمي وتطبيق سياسة النأي بالنفس التي يلتزمها جميع من في لبنان من مكونات سياسية وحزبية باستثناء حزب الله، ذراع ايران العسكرية ليس في داخله فحسب، بل في دول الجوار وابعد من الجوار ايضاً.

فالجمهورية الاسلامية التي توظّف اذرعها العسكرية في الدول العربية لتعميم نفوذها فيها، كما تقول اوساط سياسية سيادية لـ"المركزية" ترسل الى بيروت موفدها ليحاضر بـ"عفة" وجوب ابقاء لبنان بعيدا من ازمات المنطقة فيما هي التي تضعه في عمق اتون البركان الاقليمي المشتعل من خلال حزب الله الذي يوجه للدولة وهيبتها وشرعيتها الصفعة تلو الاخرى حتى باتت في حال من الاستسلام عاجزة عن مواجهته او حتى عن مساءلته عما يفعل في سوريا واليمن وعن خلاياه التي عكّرت صفو العلاقات مع اكثر من دولة عربية والكويت اكبر شاهد، او عن حمل امينه العام السيد حسن نصرالله على عدم التعرض لدول الخليج وتوجيه الاساءات اليها في كل اطلالة، لا سيما المملكة العربية السعودية، التي لطالما شكلت الداعم العربي الاساسي للبنان ان من خلال مساعداتها وهباتها او عبر سياحها الذين كانوا حتى الامس القريب ركيزة ودعامة اساسية لموسم السياحة والاصطياف الذي تنسفه ممارسات حزب الله او حلفائه لا فرق، وآخر الشواهد حادثة البساتين في الجبل التي تعلّق جلسات مجلس الوزراء على حبال شرط احالة القضية الى المجلس العدلي في خطوة تشكل قفزا فوق القضاء وقراراته واستباقا لتحقيقاته التي يرفض حليف الحزب تسليم المطلوبين اليه لاستكمالها ويضع عليه شروطا بوجوب توصيفهم بالشهود لا بالمتهمين، وغيرها الكثير من الحوادث التي يضرب فيها الحزب ومن يقف في صفوف محور الممانعة الى جانبه بعرض الحائط الدولة وقوانينها ويهشّم في مواقفه رموزها الامنية والقضائية، على غرار بعض الكلام الذي صدر ابان اشكال الجاهلية، من دون ان يتجرأ "اهل الدولة" على تطبيق القانون في حقه.

وتسأل الاوساط السيادية عما اذا كانت زيارة رؤساء الحكومات الثلاثة السابقين فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي وتمام سلام الى السعودية بما تضمنت من مواقف وما ستفضي اليه من نتائج، حدت بالجمهورية الايرانية الى ارسال عبد اللهيان الى بيروت على وجه السرعة لاستطلاع حقيقة ما جرى في المملكة ومدى تأثيره على الساحة اللبنانية الواقعة تحت "النفوذ الايراني من ضمن اربع عواصم عربية"، بإقرار مستشار الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي، علي أكبر ولايتي. وقد يكون خلف القلق الايراني ايضا، ان الزيارة للمملكة حيث سمع الرؤساء الثلاثة دعوات لابعاد لبنان عن كل المحاور بما فيها السعودي، لن تبقى يتيمة بل ستستكمل ضمن جولة عربية تشمل اكثر من دولة وقد تؤدي الى اعادة التوازن السياسي المفقود على الساحة اللبنانية، بعدما بات خرق النأي بالنفس مستسهلاً والدولة الغارقة في "صغائر" الموازنة ومتفرقاتها غائبة عن السمع، خصوصا ما يقوله السيد نصرالله الذي يعتبر حزبه غير معني بالنأي، كونه مقاومة ولا يمكن في ضوء صبغته هذه، تقييد حريته وحركته او منعه من تحديد خياراته لان سياسة النأي تعني الحكومة لا القوى السياسية.

وتسأل الاوساط ، والحال هذه، اليس "السيد" مشاركا بحزبه في الحكومة عبر عدد من الوزراء؟ وهل هؤلاء غير ملزمين بسياسة الحكومة القائمة على النأي كما سائر زملائهم؟ ولماذا يريد توريط لبنان في الصراعات الاقليمية التي يدعو داعمه عبد اللهيان في موقفه "المضحك المبكي" الى الابتعاد عنها، وهو الذي سبق ودعا خصومه السياسيين عندما انخرط مقاتلوه في الحرب السورية الى "التقاتل" في سوريا وليس في لبنان لانه حريص على خصوصية لبنان واستقراره.

وتوضح الاوساط ان المسؤولين في الدول العربية يعجزون عن فهم الازدواجية في المواقف، فاما ان يكون السيد نصرالله ملتزما بسياسة الدولة وتحت مظلة الطائف والقانون والدستور واما خارجها، فيتصرف انذاك، على انه مرشد الجمهورية على غرار الحال في ايران. هذا الموقف سمعه الرؤساء في السعودية فهل يبلغ اذان المسؤولين في لبنان؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o