Jul 16, 2019 3:23 PM
خاص

هل تتجاوب طهران مع المبــادرة الفرنسية لوقف التصعيد؟
الحلو: عرض ايراني صريح للتفاوض مع السعودية والامارات

المركزية-أصاب الرصاص السياسي المتبادل بين اميركا وايران في الفترة الاخيرة الاتفاق النووي المبرم عام 2015 في العمق، ورغم الكلام عن موت الاتفاق بعد خروج ايران عن التزاماتها ورفع معدل تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز النسبة المسموح بها، والضغوط الاميركية على اوروبا للوقوف في صفها، الا ان اجتماع  وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي عقد امس في بروكسل، تمحور حول إعادة بث الحياة في عروق الاتفاق، رغم التسليم بصعوبة الالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على ايران وتاليا التجاوب مع مطالب طهران.

ووسط الرد والرد المضاد بين اميركا وايران، يبدو أن سلة الاوروبيين نفدت من التقديمات المرضية لطهران، فاكتفوا بالاسف لقرارها رفع إنتاج اليورانيوم المخصب، معوّلين على قدرتها على اقناعها بالتراجع عن الاجراءات الاخيرة التي اتخذتها، عبر طرح استخدام "إينستكس" وهي آلية مقايضة للالتفاف على العقوبات الأميركية عبر تجنب استخدام الدولار.

توازيا، يعلّق الاوروبيون آمالا كبيرة على المبادرة الفرنسية لتفادي التصعيد في الشرق الأوسط، اذ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، أنه سيتحدث إلى الرؤساء الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب هذا الأسبوع. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ان ايران اتخذت قرارات خاطئة.

 وفي حين اعتبرت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فريديريكا موغيريني للسياسة الخارجية أن خروقات إيران الأخيرة للاتفاق ليست خطيرة حتى الآن ويمكن الرجوع عنها، اضافة الى تأكيد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت "ان الاتفاق لم يمت"، تصر ايران على موقفها، رغم أنها باتت محرومة من معظم إيراداتها، اضافة الى تراجع الصادرات النفطية من 1,5 مليون برميل يومياً إلى 700 ألف برميل يومياً.

جملة التطورات هذه تستوجب قراءة في ابعادها، اجراها الخبير العسكري خليل الحلوظ، فقال عبر "المركزية"، ان "فرنسا والمانيا من صحاب القرار الاساسيين في اوروبا،  يهمهم استمرار الاتفاق النووي لان لا بديل من ايران اذا خرجت منه وذلك ينذر بمشروع حرب".

وعن كلام وزير الخارجية البريطاني، حول امكانية امتلاك طهران قنبلة نووية قابلة للاستعمال العام المقبل، قال: "اشكّ بامكانية امتلاكها والتصريح البريطاني يأتي في اطار التصعيد، الى جانب العقوبات وتحضير الاميركيين لمواكبة حربية لناقلات النفط في الخليج، وتوقيف بريطانيا لناقلة النفط الايرانية".

وأشار الى أن "الدول الاوروبية لا تملك الرغبة بأي نزاع مسلح مع ايران، خصوصا ان المواجهة لن تكون على الاراضي الايرانية بل في كل الشرق الاوسط، ما يهدد المصالح الاوروبية في المنطقة".

وعن المبادرة الفرنسية، قال: "لن تنتج النتائج المرجوة، لان في السابق حاول الفرنسيون اقناع الايرانيين بعدم تصنيع الصواريخ ولم ينجحوا. واليوم ايران لن تتجاوب تحت اي ضغوط او تمنيات اوروبية".

وقال: "في مقابلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، عرض ايراني صريح للتفاوض مع السعودية والامارات والاميركيين من خلالهم، مضيفا: يقبل الايرانيون التفاوض معهم في حين يرفضون التفاوض مع الفرنسيين".

وقال: "وسط عدم تجاوب الاميركيين مع دعوات التهدئة الاوروبية أو مع دعوات ايران لتخفيف الضغوط، قدمت طهران عرضا جديدا بالتفاوض مع السعودية والامارات لانهما ستتأثران في حال حصول حرب في الخليج والصواريخ الايرانية يمكن ان تطالهما وتاليا من مصلحتهما عدم اندلاع الحرب".

وتابع: "الاحتمال الاول يكمن باعطاء اميركا الضوء الاخضر للدولتين للتفاوض مع ايران"، معتبرا أنه "احتمال ضئيل لكن موجود. والاحتمال الثاني، الاستمرار بالتصعيد لاشهر عدة من دون الوصول للاشتباك العسكري، مشيرا الى أن نفس الايرانيين طويل وقادرون على التحمل  لاشهر عدة".

وأكد أن الاميركيين يفضلون تمرير مرحلة الانتخابات الرئاسية، متسائلا عن امكانية صمود ايران تحت الضغوط.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o