Jul 11, 2019 3:35 PM
خاص

"المسلسل اميركي-ايراني طويل"
عبد القادر: ايران لا تملك الحجة القوية لمعاقبة بريطانيا

المركزية- يوما بعد يوم، يزداد عنصر المفاجأة والتشويق في المسلسل الاميركي – الايراني. آخر الاحداث لقبت ايران دور البطولة فيها، اذ اقتربت 3 قوارب إيرانية من الناقلة البريطانية "هيريتدج" وحاولت احتجازها، لكنها فشلت، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس"، والذي حظي بتأكيد الحكومة البريطانية. حدث يربطه المحللون بالتهديد الذي وجهه رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري الثلاثاء الماضي، الى بريطانيا بشأن احتجاز ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق، قائلا: إن الأمر لن يمر من دون رد. لكن لهذا التطور بعده الاقتصادي الذي أشارت اليه وزارة الدفاع الاميركية، التي تطرقت الى التهديدات التي تواجه حرية النقل الدولي، معتبرة انها تتطلب حلاً دوليًا، كون الاقتصاد العالمي يعتمد على التدفق الحر للتجارة.

وفي ظل الحوارات العقيمة بين الطرفين، التي تلقي بظلالها على المشهد الدولي، يسجّل الاصرار الفرنسي لإنقاذ الاتفاق النووي وتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن، والذي تمحورت حوله زيارة مستشار الرئيس الفرنسي لطهران. هي سياسة اللعب على الحبلين التي تعتمدها طهران مع المبادرة الفرنسية والاصوات الداعية لعدم التصعيد، اذ في حين اعلنت أن باب التفاوض والدبلوماسية مفتوح حول الاتفاق النووي، ورحبت بالجهود المبذولة، اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء أمس، أن إيران تخصب اليورانيوم بدرجة نقاء 4.5 في المئة، ما يعني مخالفة بنود الاتفاق النووي.

والرد والرد المضاد بين ايران والولايات المتحدة والى جانبها بريطانيا، استدعى اجتماعا لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 15 الجاري لمناقشة مستجدات الملف النووي الإيراني.

اذا احتمالات النهاية للمسلسل الايراني – الاميركي، تدل الى امكانية حصول ما لا تحمد عقباه في منطقة الخليج، بحسب الخبير العسكري نزار عبد القدر الذي وضع محاولة احتجاز ايران لناقلة نفط بريطانية في اطار المزيد من التصعيد.

وأشار في حديث لـ "المركزية" الى أن "ناقلة النفط الايرانية في جبل طارق احتجزت الاسبوع الماضي، لانها تخالف قرار مجلس الامن الدولي بفرض العقوبات على السوري، في حين لا تملك ايران الحجة القوية لمعاقبة بريطانيا والردّ عبر احتجاز سفنها في ممر هرمز"، موضحا أن "حرية الملاحة مضمونة عبر القوانين الدولية".

وقال: "اذا لم يتم تشكيل  تحالف دولي تسعى اميركا من خلاله لحماية الملاحة في مضيق هرمز وباب المندب او في البحر الاحمر، هناك مخاطر ان ترتكب ايران خطأ عسكريا يعد مخالفة للقانون الدولي".

واوضح ان "ما حصل هو اختبار لمصداقية الانكليز في الدفاع عن سفنهم"، مضيفا: "عندما قاموا بالمناورة اللازمة للدفاع عن الناقلة "هيريتدج"، تراجع موقف الايرانيين السياسي والاعلامي فأنكروا وقوع الحادثة، ما يدل الى اننا بعيدون عن امكانية حصول اشتباك في ممر هرمز جراء محاولات ايران عرقلة الملاحة الدولية".

ووضع عبد القادر الهجمات المتتالية على ناقلات النفط في الخليج، في سياق "الصعوبات التي تواجهها ايران لرفع الضغوط عن تصدير نفطها"، مذكرا بكلام للرئيس الايراني حسن روحاني، الذي قال اذا منع النفط الايراني من العبور الى الاسواق الدولية لن يمر اي نفط آخر، لافتا الى "أنه موقف اعلامي سياسي يصعب تطبيقه من دون ملامسة مخاطر الوقوع في حرب لن تكون لصالح ايران".

وعن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المرتقب، قال: "البحث سيتمحور حول امكانية تخفيف العقوبات الاميركية على ايران"، سائلا: "هل هناك جهوزية ايرانية للقيام بخطوة ثانية للبحث في اتفاقية جديدة او تعديل الاتفاق النووي المبرم في 2015  بما يقنع الولايات المتحدة"؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o