Jul 10, 2019 3:09 PM
خاص

الاجتماع الامني الثلاثي وضع الخريطة التنفيذية للقرار السياسي في سوريا
التغييرات الامنية السورية والاستهداف الاسرائيلي الاعنف ابرز مؤشراتها

المركزية- على رغم ان الاجواء والمعلومات التي تسربت من الاجتماعات الامنية الثلاثية التي عقدت في 24 و25 حزيران الفائت في القدس وضمت مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، وأمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، لم تكن ايجابية لجهة الاختلاف في وجهات النظر ازاء الدور الايراني في المنطقة عموما وسوريا خصوصا، ليس فقط نتيجة للموقف الروسي المخالف بل حتى بسبب تصريحات المندوب الأميركي الذي دعا طهران إلى الحوار، لكنها تلاقت على ضرورة الاستقرار السياسي في سوريا ما بعد الحرب من ضمن البحث العام في القضايا الاستراتيجية التي تمس المنطقة. والاهم كما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية" ان مجرد عقد اللقاء في تل ابيب يؤكد عمق العلاقة التي نسجها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المرحلة الاخيرة مع الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين وباتت تضع امن تل ابيب وضمان مصالحها في قائمة اولويات اي تسوية سياسية لسوريا، حتى ان تفاصيل هذه التسوية باتت تُبحث على ارضها، بما يكرسها لاعباً اقليميا اساسيا في اي قرار استراتيجي.

لكن، ابعد من ذلك كله، تضيف المصادر ان جزءا كبيرا من مباحثات الاجتماعات بقي طي الكتمان نظرا لطبيعته السرية، كاشفة عن ان المسؤولين الامنيين الثلاثة توصلوا في ختامها الى وضع الخريطة التنفيذية للقرار السياسي في المنطقة، بعدما تم رسم الخريطة التأسيسية تحت عنوان انهاء الازمة بتسوية سياسية لا بالحسم العسكري. وفي اطار تدعيم وجهة نظرها هذه، تشير الى التغييرات الشاملة التي اجراها النظام السوري اخيرا على المستوى الأمني، حيث تم تعيين اللواء غسان إسماعيل خلفا للواء جميل الحسن على رأس المخابرات الجوية، فيما حلّ رئيس شعبة الاستخبارات العامة في أمن الدولة اللواء ديب زيتون محل اللواء علي مملوك في إدارة الأمن الوطني، بعدما عُيِن مملوك نائباً لرئيس الجمهورية، وعُين اللواء حسام لوقا خلفا للواء زيتون على رأس إدارة المخابرات العامة، وفي  شعبة الأمن السياسي، تم تعيين اللواء ناصر العلي رئيسا، بعدما اقال الرئيس بشار الأسد قبل فترة رئيس شعبة الأمن العسكري اللواء محمد محلا، وعين كفاح الملحم خلفا له.

هذه التعديلات الامنية الشاملة، تقول المصادر، انها احدى افرازات الاجتماع الامني الثلاثي، اذ جاءت "روسية الهوى"، ولم تخرج الى العلن الا نقلا عن مصادر روسية، بما يعني هذا الاعلان.

ومن النتائج العملية ايضا، المواقف الايرانية المخالفة للغة التصعيد الميداني، وهي من ضمن عدة عمل رفع السقف قبل المفاوضات، وفق المصادر، اذ ان ايران وعلى لسان اكثر من مسؤول فيها اعلنت تكرارا استعدادها للمفاوضات ولاقت في هذا الاطار الكلام الاميركي، كما انها فتحت قنوات المفاوضات باستقبالها الموفد الرئاسي الفرنسي ايمانويل بون مع مسؤول آخر رفيع المستوى، ضمن مساعي التهدئة الهادفة الى اعادة الامور الى نصابها.

هذا في الشق التنفيذي الروسي، اما في الالية الاسرائيلية، فتشير المصادر الى الاستهداف الاسرائيلي الاخير لسوريا وهو الاعنف منذ بدء الغارات والقصف الاسرائيلي على سوريا نسبة لحساسية المواقع التي طالها من دون اي رد فعل روسي، كما العادة، باستثناء مواقف الشجب.

وليس بعيدا، تؤكد المصادر ان دعوة روسيا لبنان للمشاركة في جولة "استانا" المقبلة نهاية الجاري، ما هي الا من ضمن الخريطة التنفيذية للحل السوري، كونه معنيا بهذا الملف من زاوية الحدود المشتركة والنزوح السوري الى اراضيه بما يوجب تعاونه الكامل في مرحلة بدء التنفيذ، خصوصا اذا ما سلكت صفقة القرن "معدلة" طريقها نحو ابصار النور، في ضوء الحديث عن تعديلات اساسية ستدخل الى متنها قد تفضي اخيرا الى الحل وولادة ما يعرف بـ"جامعة الدول العربية والجوار"، بانضمام ايران وتركيا اليها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o