Jul 09, 2019 3:14 PM
خاص

بون في ايران موفدا من ماكرون للجم التوتــــر وإحياء المفاوضات
الوساطة الفرنسية تحظى برضى اميركي ونتائجها تحدد مستقبل "النووي"

المركزية- غداة اعلان طهران رفعها نسبة تخصيب اليورانيوم لديها إلى 4.5% على الأقل، أي فوق الحد المسموح بموجب الاتفاق حول برنامجها النووي المبرم عام 2015، وعلى وقع تلويحها بإعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتوقفة عن العمل وزيادة درجة نقاء تخصيب اليورانيوم إلى 20 بالمئة، تحرّكت الدبلوماسية الفرنسية سريعا، محاوِلة كبح جماح "الجمهورية الاسلامية".

فقد أعلنت الرئاسة الفرنسية، امس، أن إيمانويل بون المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور إيران الثلثاء والأربعاء للقاء مسؤولين إيرانيين سعياً "للتخفيف من حدة التوتر" حول الملف النووي. وقالت الرئاسة الفرنسية أن بون "سيزور طهران لإيجاد عناصر تساهم في التخفيف من حدة التوتر مع خطوات يجب أن تتخذ فورا قبل 15 تموز"، من دون مزيد من الإيضاحات. وقالت الرئاسة الفرنسية إن إيران والولايات المتحدة تحرصان على زيادة الضغط في هذه المرحلة، لكن الطرفين سيرغبان في بدء محادثات في نهاية الأمر. وأضافت أن "الشيء المهم في أزمة كهذه هو إيجاد نقاط وسط تأخذنا من التوتر الشديد إلى التفاوض، وهذا ما نحاول القيام به".

والحال ان المسعى الفرنسي التبريدي سبقه اتصال بين سيّدي "الاليزيه" و"البيت الابيض"، حيث بحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع نظيره الفرنسي ماكرون، البرنامج النووي الإيراني، ونشاط إيران في المنطقة على خلفية إعلان طهران زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، في بيان  إن الرئيسين "بحثا الجهود المستمرة لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي وإنهاء أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط".

هذا التواصل يوحي، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" أن ثمة مباركة اميركية لوساطة ماكرون، وبالتالي يدل الى ان هناك استعدادا لدى واشنطن للقبول بالتفاوض من جديد مع ايران، في موازاة نهج التصعيد والتشدد الذي تعتمده الادارة الاميركية لإخضاعها. وقد أكد مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون، في الساعات الماضية، أن الولايات المتحدة ستزيد من الضغط على إيران حتى تتخلى الأخيرة عن برنامجها النووي.

وسط هذه الاجواء، تقول المصادر ان الملف النووي ينتظر اليوم نتائج مباحثات بون في ايران. فإما يتوصّل الى إقناعها بوقف خروقها للاتفاق النووي فتفتح الطريق امام مفاوضات سياسية في المرحلة المقبلة، بينها وبين الاوروبيين فالاميركيين، لايجاد صيغة تخفّف عنها طوق العقوبات ونشاطاتها العسكرية في المنطقة، في آن. أو يفشل في هذه المهمّة وتبقى الاوضاع في ايران والشرق الاوسط على حالها من التوتر والغليان، وربّما انتقلت الى مواجهات أكثر حماوة.

على اي حال، سيضع بون الادارة الفرنسية في صورة مباحثاته الايرانية ونتائجها. وباريس بدورها، ستطلع واشنطن من جهة، وحلفاءها الاوروبيين من جهة ثانية على حصيلة اللقاءات، وذلك في اجتماع مرتقب لوزراء خارجية الاتحاد في 15 الجاري سيخصص لمناقشة مستجدات الملف النووي الإيراني. وفي ضوء ما سيعود به بون، سيبنى على الشيء مقتضاه، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o