Jul 08, 2019 3:17 PM
خاص

ايران تطبّق الأسلوب الاميركي المعتمد معها.. على شركائها فــي "النووي"!
الأوروبيون امام خيارَي الحزم مع طهران أو التفاوض معها..والثاني مرجّح؟

المركزية- لا تبدو ايران مهتمّة بالإنصات الى النصائح التي تردها من قِبل القوى الدولية الكبرى، وعلى رأسها الأوروبية والروسية، بوجوب عدم خرق الاتفاق النووي، بل على العكس، فهي، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مراقبة لـ"المركزية"، حسمت خيارها باعتماد الاسلوب الذي تعتمده معها واشنطن، مع شركائها في الاتفاق النووي، علّها بالضغط عليهم، تنجح في "إخضاعهم" وجرّهم الى مساعدتها في الالتفاف على العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة.

في السياق، قال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، اليوم إن بلاده تناقش تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، كأحد الخيارات لاتخاذ خطوة ثالثة في تقليص التزاماتها، مضيفاً أن «زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي أحد الخيارات المطروحة لتقليص التزاماتنا". فيما صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، اليوم، بأن المرحلة الثالثة من تقليص الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي ستكون "أكبر وأكثر حزماً". ولفت الى ان "يجب على الدول، التي وقعت الاتفاق النووي الالتزام بالوعود التي قطعتها في إطار الاتفاق. وأوضح في مؤتمر صحافي، ان "الخطوة الإيرانية في الانسحاب من بعض أجزاء الاتفاق النووي قانونية، وأخلاقية، ومنطقية، بعد عدم التزام الأوروبيين بتعهداتهم". وأضاف "نؤكد أن الأبواب ما زالت مفتوحة في الجمهورية الإسلامية للدفاع عن حقوق شعبها، وما زالت أبواب المحادثات مع إيران مفتوحة أيضا، ولا بد من دراسة أسباب التوتر في المنطقة".

ايران اذا، تلوّح بمزيد من الاخلال بتعهّداتها النووية اذا لم تقم دول الاتفاق، باتخاذ تدابير عملية تساهم في فكّ عزلة طهران، خلال 60 يوما. فكيف سيردّ الفريق الآخر؟

لا جواب واضحا بعد، تقول المصادر، لكن الاتحاد الأوروبي، الذي اعرب عن قلقه الشديد ازاء قرار ايران، أعلن اليوم ان وزراء خارجية دوله سيبحثون أزمة الملف النووي الإثنين المقبل، حيث سيكون تشاور حول الخطوات المقبلة بموجب الاتفاق.

الخيارات امام هؤلاء ليست كثيرة. من الممكن ان ينسحبوا من الاتفاق ويعلنوا فرضهم عقوبات على الجمهورية الاسلامية، وهذا ما يطالبهم به رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والاميركيون بطبيعة الحال. لكن هذا التدبير التصعيدي، مستبعد بحسب المصادر، كونه سيفتح الباب واسعا من جديد امام تطوير ايران قنبلة ذرية.

وعليه، فإن من المرجّح ان يلجأوا الى جولة مفاوضات جديدة مع الجمهورية الاسلامية لثنيها عن خرق بنود الاتفاق المبرم عام 2015، والبحث في الطرق التي يمكن سلوكها لمساعدة ايران اقتصاديا.

هنا ايضا، يبدو "الاتحاد" في وضع لا يحسد عليه، تضيف المصادر. فهو عالق بين شاقوفي "منع الاتفاق النووي من الانهيار"، وسيف العقوبات الاميركية الذي سيصيبها حتما إن هي ساهمت في كسر الحصار الذي تفرضه واشنطن على ايران.

وسط هذه الاجواء، تشير المصادر الى ان المرحلة المقبلة لن تشهد سقوط التفاهم النووي، لكن ستتخللها خطوات تصعيدية ايرانية في خرق الاتفاق من جهة، وفي المجال العسكري ايضا (عبر الحوثيين ولعب ورقة المياه الاقليمية وسواها) لدفع الاوروبيين والاميركيين، القلقين من استعادتها قدراتها النووية وتفوّفها العسكري في الاقليم، الى تنازلات تنعش اقتصادها من جديد..وقد لفت موسوي اليوم إلى أن مستشاراً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد يقوم بزيارة إلى إيران خلال الأيام المقبلة..

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o