Jul 03, 2019 4:33 PM
تحليل سياسي

قطار معالجة حوادث قبرشمون يتنقل بين المقار وجلسة الحكومة دون موعد
ارسلان في اليرزة ووهاب في الخارجية واجتماع استثنائي لـ"المذهبي"
روحاني: مفاعل آراك سيعود الى انشطته السابقة بعد السابع من تموز

المركزية- بين المقار الرئاسية والوزارية والسياسية، تنقلت حادثة قبرشمون، في يومها الثالث، بكل تفاعلاتها وذيولها الجاري العمل على تطويقها وحصرها بالمعالجات السياسية والامنية والقضائية، بعدما شظّت مجلس الوزراء واصابت العلاقات بين اركان التسوية الرئاسية مباشرة بإطاحة الجلسة الحكومية وغير المباشر بالمواقف وردات الفعل.

الحوادث في الواجهة: وفيما تسلّمت شعبة المعلومات من الأمن العام والجيش موقوفين في حادثة قبرشمون، وأفيد أنّ المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم يستكمل اتصالاته، لتسلّم موقوفين إضافيين، وان لائحة بكامل المتورطين والمشتبه بهم بإطلاق النار في البساتين، أصبحت بعهدة الأجهزة الأمنية، لم يحدد اي موعد جديد لجلسة مجلس الوزراء في ظل عدم الاتفاق على احالة ملف التطورات الاخيرة الى المجلس العدلي.

المجلس الدرزي: وفي سياق لقاءات واتصالات التبريد، عُقد بعد الظهر اجتماع استثنائي وموسّع للمجلس المذهبي الدرزي في حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وغياب نواب ووزراء الحزب الديمقراطي.

ارسلان في اليرزة: في الموازاة، عقد وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب اجتماعا مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، ووزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب لعرض التطورات الامنية الاخيرة التي حصلت في قبرشمون، في مكتبه في وزارة الدفاع الوطني في اليرزة.  وبعد اللقاء رأى ارسلان "ان ضرْب هيبة المؤسسة العسكرية  ضرَبَ هيبة البلد". وقال "أطلعت الوزير بو صعب على كثير من التفاصيل وزودته بفيديوهات ومعلومات دقيقة عما حصل في موضوع الكمين المحكم لاغتيال وزير في الحكومة هو الوزير صالح الغريب، ومسألة الاغتيال والكمين لوزير حالي ليست خاضعة للتفاوض مع أحد وإصرارنا على المجلس العدلي ليس من خلفية نكايات، وان التعرض لأي وزير هو تعرض مباشر للسلم الأهلي والتوصيف الجرمي هو الاساس واي محاولة للعب فيه غير مقبولة".

كمين ولكن؟! من جانبه، قال بو صعب "أرسلان فسّر لي بطريقة أعمق وأوضح ما هي الهواجس لديه والمآخذ الّتي حُكي عنها. هذه المآخذ جزء منها مبني على وقائع ربّما على مستوى محلي، أو نتيجة تقرير ما"، مركّزًا على أنّ "هناك أمورًا يجب أن تُبحث لأنّ النيات مُختلفة عمّا نسمعه في الإعلام. وقد وصلنا إلى قناعة أنّ المؤسسة العسكرية والجيش اللبناني وقيادة الجيش ومدير المخابرات ليسوا موضع شك، إنّما هناك أمور يجب أن تحكى، وسنعمل كي تتوضّح". وأشار بو صعب الى أنّه "ليس لدى أرسلان أي مأخذ أو حكم نهائي على قائد الجيش ومدير المخابرات، وإنّما سرد وقائع وسنناقشها مع القيادة العسكرية لتوضيح الأمور"، مشدّدًا على "أنّنا كنّا على مسافة 5 دقائق عن مكان إطلاق النار في عاليه، والوقائع تُظهر أنّ ما حصل في المنطقة هو مكمن وعرقلة، فعندما تقطع الطريق بسيارة واضحة وتُحرق الدواليب، فمعناه أنّ هناك مكمنًا؛ ولكن لا أُريد استباق التحقيق أو توجيهه في اتّجاه معيّن، ولن أقول شيئًا لم يقله التحقيق بعد وسننتظر النتيجة من قبل الأجهزة الأمنية". وأكد "أنّني لمست إيجابيّة وحرص أرسلان على السلم الأهلي، والحفاظ على السلم في الجبل رغم صعوبة الأزمة، وما يطالب به بسيط وهو الحق والحقيقة، وليس لديه نيّة إنتقاميّة".

وهاب عند باسيل: وكانت تداعيات حادثة قبرشمون محور اللقاء في قصر بسترس بين وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ورئيس حزب التوحيد وئام وهاب الذي قال بعد اللقاء: لا احد يريد نبش احقاد الحرب لا نحن  ولا الوزير باسيل في هذا الجبل، الحرب انتهت والناس تصالحوا. وفي كل الحالات، لا نحن ولا الوزير باسيل كنا طرفا فيها لذلك هذا الموضوع منتهٍ والجبل اليوم بحاجة للانماء وليس الحروب، وستكون هذه خطة كل فريق بما في ذلك التيار "الوطني الحر" الذي سيذهب الى الجبل للحفاظ على العيش المشترك والعيش الدرزي- المسيحي لأن الجبل لا يستطيع ان يقوم بفريق واحد".

هيبة الدولة: في الاثناء، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان في لبنان دولة "يجب ان تحافظ على هيبتها، وفيه قضاء يتولى حماية المواطنين وتطبيق القانون على المخالفين والمجرمين"، معتبراً انه ازاء ما حصل في منطقة الجبل يوم الاحد الماضي، على الجميع ان يتحمل مسؤوليته. واشار الى ان الحرب على الفساد "عملية مستمرة"، داعياً جميع اللبنانيين الى معاونة الدولة ومؤسساتها القضائية والرقابية في ما تقوم به لمكافحة الفساد والفاسدين، لافتاً الى ان كل الملفات يجب ان تفتح لتحقيق الاصلاح المنشود والتجاوب مع رغبات الناس وآمالهم في دولة تحفظ لهم حقوقهم وتدافع عن مصالحهم. واكد انه بعد اقرار مشروع قانون الموازنة "يصبح لبنان على السكة الصحيحة"، محذراً من مطلقي الشائعات الذين يعمدون الى تخريب لبنان "بدلا من التشجيع على الصمود في ظل الازمات الكبيرة التي توالت علينا". واعرب عن تفاؤله بالقدرة على ايجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تعترض مسيرة الدولة. وقال اذا لم نحترم حرية الاخر والاختلاف في الرأي وحرية المعتقد، تسقط جمهوريتنا التي تقوم على هذه الركائز الثلاث، وهي ايضا العوامل التي تؤدي الى رقي الشعوب وتقديم الانماء والبناء لها".

دور بري: وساعات قبيل استضافة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورعايته عشاء المصالحة بين رئيس الحكومة سعد الحريري وجنبلاط مساء في عين التينة، اكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي ان "الكل يعلم دور الرئيس نبيه بري في ترسيخ الاستقرار والمحافظة على صناعة السلم الاهلي وجمع الفرقاء لاكمال مسيرة النهوض الاقتصادي والاجتماعي". وتابع بزّي بعد لقاء الاربعاء نقلا عن بري "الجبل له خصوصيته وما حدث لا يعالج بالأمن وحده ولا بالسياسية والقضاء بل بترابط الامور الثلاثة". وأضاف: "الرئيس بري يعتبر أن الموازنة التي أحيلت كأرقام وبنود لا يعني أن على مجلس النواب أن يصدق عليها من دون نقاش".

المطارنة الموارنة: بدورهم، أكد المطارنة الموارنة "على وجوب التزام الأطراف السياسيين خطاباً بعيداً من التحديات في علاقاتهم ببعضهم البعض، فالعنف لا يولّد إلا العنف والخراب للبنان الذي يئن تحت وطأة الأزمات المالية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية". وفيما تستكمل لجنة المال عصرا اجتماعاتها لدرس مشروع موازنة 2019 في اجتماع يفترض ان يكون الاخير، قال المطارنة في بيان عقب اجتماعهم الشهري في بكركي "مضى نصف العام 2019، ولا يزال اللبنانيون يترقبون بت مشروع الموازنة العامة، بكثير من القلق والإرتياب"، محذرين "من التمادي في التعتيم على محميات الهدر، التي يكفي إلغاؤها لوضع البلاد على سكة التعافي. فاللبنانيون ينتظرون حماية المال العام، وتحقيق العدالة الضرائبية، مقدمة للسير في الإصلاح المالي والاقتصادي، الذي يتخطى شروط "سيدر" وتوقعاته، إلى قراءة مصير البلاد من خلال المعالجات المطلوبة، لا الإكتفاء بسياسة المماطلة والمسكنات، وسط خطر الإنهيار، وافتقار المواطنين تدريجيا".

روحاني: دوليا، نقلت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله إن بلاده ستزيد بعد السابع من تموز معدل تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من 3.67% وهو الحد الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق النووي المبرم عام 2015. واشار الى أنه إذا لم تفِ الدول التي لا تزال ضمن الاتفاق النووي بوعودها فسيعود مفاعل آراك لأنشطته السابقة بعد السابع من تموز. في الموازاة، نقلت وكالة أنباء فارس عن قائد الحرس الثوري الإيراني الميجر جنرال حسين سلامي قوله إن العدو يشعر بالقلق من احتمال نشوب حرب عسكرية ويركز بدلا من ذلك على الحرب الاقتصادية. ونسبت الوكالة إلى سلامي قوله "في المجال العسكري، قطعنا الطريق تماما على العدو". وأضاف "في الوضع الراهن الأعداء هم الذين يشعرون بالقلق من اندلاع حرب وهذا القلق واضح في سلوكهم العملي والتكتيكي... وفي المنعطف الحالي، الحرب الاقتصادية هي الميدان الرئيسي أمام العدو لمواجهتنا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o