Jun 29, 2019 4:01 PM
تحليل سياسي

تحديا الاسبوع الطالع:احتواء آثار تقارير "التصنيف" وفرض "الترسيم" بشروط لبنانية!
"المحاربون القدامى" يلوّحون بـ"غضب كبير"..وصفير رئيسا لجمعية المصارف بالتزكية
مساعي رأب الصدع بين الاشتراكي والمستقبل تتقدم..وتواصلٌ أميركي-روسي سوريًّا

المركزية- في وقت لا يزال لبنان يحاول احتواء الآثار السلبية التي تركتها تقارير وكالات التصنيف على سمعته الاقتصادية والمالية، عبر تأكيده قدرته على سداد ديونه، من جهة، ودعوته المجتمع الدولي الى ترقّب طبيعة الموازنة التي سيقرّها قبل الحكم عليه سلبا او ايجابا، من جهة أخرى، تكثر المخاوف من ان يكون هذا "التهويل" الاقتصادي له خلفيات سياسية – استراتيجية، وهدفه الضغط على بيروت للقبول بالحلول التي تنسجها الدول الكبرى للازمات في المنطقة، وبما يمكن ان تحمله من مخططات توطين علنية ومبطّنة، وإلا فَقد الدعم الخارجي الذي وعده به مؤتمر "سيدر". ووسط موقف داخلي جامع رافض "المتاجرة" بالثوابت التي كرّسها الدستور، يبقى ان تُحسن الدولة الاداء "موازنة" و"إصلاحا"، فتكون بذلك، تحصّن موقفها امام الخارج بإنجازات "لا غبار عليها"، وتُحبط محاولات البعض لـ"ابتزازها" ماليا وسياسيا. وقد برز موقف لوزير الاقتصاد منصور بطيش اليوم، يصب في هذه الخانة، قال فيه "تحذيرات موديز جزء من عملها، وعلينا نحن ان ننجز عملنا فلا نقع في محظور ما تشير اليه. وليس من مبرر للتهويل. لبنان ملتزم بكل تعهداته ولن يخل بها".

وساطة ساترفيلد: وسط هذه الاجواء، يستعد لبنان لاستقبال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد مجددا، الثلثاء المقبل. الوسيط بين بيروت وتل ابيب لتسوية النزاع الحدودي البحري والبري بين الجانبين، سينقل الى المسؤولين اللبنانيين الموقف الاسرائيلي من ورقة المطالب اللبنانية للسير قدما في مفاوضات الترسيم. وفيما يصرّ الاميركيون على حلّ الإشكال الحدودي، كونه يساعد في ارساء الهدوء في هذه المنطقة، بالتزامن مع "صفقة القرن" التي تستعد واشنطن لطرحها، تقول مصادر سياسية لـ"المركزية" إن لبنان لن يرضى بالترسيم الا بشروطه، وتاليا مسعى ساترفيلد يُفترض ان يتركّز على اقناع حليفته تل ابيب، بالموافقة على هذه الشروط، لا سيما لناحية تزامن الترسيم البري والبحري، فتنطلق المفاوضات في تموز المقبل بين الجانبين. أما إن بقيت اسرائيل تماطل وتراوغ، فإن اي تسوية لن تكون ممكنة في المدى المنظور.

لجنة المال: على صعيد آخر، لن ترتاح لجنة المال في عطلة نهاية الاسبوع، فهي ستجتمع عصر غد الاحد، لدرس واقرار مشروع الموازنة، وسط معلومات تفيد بأنها ستنهي عملها الاسبوع الطالع، لترسل كرة المشروع إلى ملعب الهيئة العامة لمجلس النواب، ليقرّه قبل منتصف تموز المقبل.

المحاربون القدامى: وفيما سُحب فتيل اضراب اساتذة الجامعة اللبنانية، بدا ان العسكريين المتقاعدين ليسوا في وارد المهادنة مع اي مساس بحقوقهم في الموازنة، بل على العكس. وفي السياق، أعلنت الهيئة الوطنية للمحاربين القدامى استعدادها لتنفيذ خطة "اليوم الكبير" وإقفال جميع منافذ مجلس النواب تزامناً مع انعقاد الجلسة العامة للمجلس الاسبوع المقبل اذا تضمن مشروع الموازنة اي مادة تمس بحقوقنا، وفقاً لما يلي: تسكير جميع منافذ مجلس النواب ومنع انعقاد الجلسة العامة، إلى أن يصدر تصريح علني من رئاسة المجلس بإزالة هذه المواد. تدابير قوية أخرى يعلن عنها في حينه". وأضاف "نطلق نداءً من القلب إلى النواب الاحرار الكرام لالغاء كل المواد التي تمس حقوق المتقاعدين. والا فإن الغضب الاتي سيكون كبيرا. وإلى اللقاء في عملية "اليوم الكبير". في اليوم الأول من عقد الجلسة العامة لمجلس النواب".

مجلس الوزراء: في غضون ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر الثلثاء المقبل في السراي، لمناقشة ما تبقى من بنود جدول أعمال الجلسة السابقة، إضافة إلى مواضيع جديدة. وفيما بدا لافتا للانتباه إصرارُ اوساط رئاسة الجمهورية على التأكيد انها تحترم صلاحيات رئاسة الحكومة وان لا مانع لديها من صدور تعيينات ولو لم تكن الجلسة منعقدة في قصر بعبدا"، تشير المصادر الى ان استكمال الحكومة التعيينات في المجلس الدستوري، والتي بدأها مجلس النواب منذ يومين، أمر ممكن، لكنه رهن بنضوج التوافق "السياسي" في شأنها.

أبوفاعور: من جهة ثانية، بدا ان مساعي رأب الصدع بين الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل، أحرزت تقدما. اذ أكد وزير الصناعة وائل ابو فاعور "عمق العلاقة  بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وبين وليد جنبلاط وسعد الحريري"، مشددا على "ان هذه العلاقة راسخة ثابتة ومبنية على اساس متين وصلب اساسه الشهادة وحرية لبنان واستقلاله وسيادته"  .وقال ابو فاعور، خلال احتفال تربوي في راشيا :"اذا كانت هذه العلاقة قد مرت في ما اسمه سحابة صيف في الايام الماضية، فان الايام القليلة المقبلة ستشهد عودة هذه العلاقة الى رسوخها والى ثباتها بين وليد جنبلاط وبين سعد الحريري". واشار الى أن الرئيس نبيه بري ستكون له اللمسة السحرية في رأب الصدع بين الحليفين وبين الصديقين".

صفير رئيسا: على صعيد آخر، واثر جمعية عمومية عقدتها جمعية المصارف اليوم، تمّ انتخاب سليم صفير رئيساً لجمعية المصارف بالتزكية ونديم القصار نائبا للرئيس. وقال صفير بعد انتخابه ان "اقتصادنا يواجه تحديات وسنقوم بكل جهدنا لمواجهتها ولتعزيز القطاع المصرفي والأمر يتطلب منا العمل الجدي على المستويين الداخلي والخارجي لمتابعة النجاحات التي استطاعت الجمعية تحقيقها في مسيرتها لأكثر من 60 عاماً"، مؤكدا الالتزام المطلق بالمعايير الدولية. واذ شكر وسائل الإعلام لمتابعتها الشؤون المصرفية وشكر كل من سبقوه بهذه المسؤولية، أشار الى أن المرحلة القادمة ستتطلب التعاون بين الجميع. وعدد صفير النقاط التي سيعمل عليها ومنها: تطوير حضور الجمعية كعامل مؤسس والعمل مع المسؤولين لأخذ القرار، إستكمال هيكلية الأنظمة المعمول بها، تطوير إستراتيجية الإعلام ووسائل التواصل لإيصال الصورة الحقيقية للقطاع للتصدي للحملات التي تستهدفه، تأكيد الإلتزام المطلق بالمعايير الدولية، وتعزيز إمكانيات الجمعية".

ترامب وايران: دوليا، تسلّمت السعودية اليوم رئاسة مجموعة الـ20 من اليابان، في ختام قمة المجموعة هناك التي استمرت ليومين. ومن اوساكا، قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي انتقل الى كوريا الجنوبية "ان إيران تسعى حالياً لإبرام اتفاق جديد مع الولايات المتحدة، مشيرا الى انه يعتزم زيارة موسكو الربيع المقبل تلبية لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". ولفت الى "ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان كان يرغب في محو الأكراد على الحدود مع سوريا وطلبت منه عدم فعل ذلك". الى ذلك، وصف ترامب أداء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه "مذهل"، واعتبره صديقا له. وفي بداية اجتماع ضمهما صباح اليوم في اليابان، قال ترامب للصحفيين "شرف لي أن أكون مع ولي عهد السعودية، وهو صديق لي، ورجل فعل بشكل حقيقي أشياء خلال السنوات الخمس الماضية في ما يتعلق بانفتاح السعودية"، مشيدا بجهود بن سلمان في مجال قضايا المرأة، معتبرا أنها "ثورة إيجابية". وقال الرئيس الأميركي إنه يقدر مشتريات السعودية من المعدات العسكرية الأميركية، واستطرد قائلا "لدينا علاقة رائعة، وهذا مهم للغاية".

واشنطن وموسكو: من جانبه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا سيباشران محادثات بشأن معاهدة الحدّ من الأسلحة النووية لكنها قد لا تؤدي إلى تمديد اتفاقية "ستارت 3". وقال بوتين لصحافيين بعد قمة "العشرين" "كلّفنا وزيرينا للشؤون الخارجية ببدء مشاورات في هذا الشأن لكن لا يمكننا القول بعد إن ذلك سيؤدي إلى تمديد اتفاقية ستارت 3". وأكد أن بلاده ستفعل كل ما في وسعها لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة. وعندما سُئل بشأن احتمال تعرض روسيا لمزيد من العقوبات الأميركية اعتبر أن الأمر يعود إلى واشنطن لتحديد أفضل السبل لبناء العلاقات مع موسكو. واشار الى ان روسيا على اتصال جيد مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بسوريا.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o