Jun 26, 2019 4:49 PM
تحليل سياسي

البـرلمان ينتخب حصته من اعضاء "الدستوري" بآليـة الحد الادنــى
فيتـش: مركز لبنان المالي يتعرض لضغوط وسلامة: النقــد مسـتقر
كوشنرعن "صفقة القرن": ربط الضفة وغزة وتحسين حياة الفلسطينيين

المركزية- نجح المجلس النيابي في اخراج جَمَل تعيينات المجلس الدستوري الخماسية من حصته بتعقيداتها، من خرم التوافق الصعب الذي سيخضع لجولة ميدانية جديدة على الحلبة الحكومية لانتخاب الاعضاء الخمسة الباقين، في ضوء تحفظات بعض القوى السياسية المشاركة في الحكومة جراء تمسكها بآلية التعيينات وابعاد "الدستوري" عن شبح المحاصصة الذي يتهدد حصانة المؤسسة الدستورية الام.

انطلاق التعيينات: قطار التعيينات الغائبة عن الجلسة الحكومية غدا لعدم نضوج ظروف التوافق حولها حتى الساعة، انطلق من محطة ساحة النجمة تحديدا. فعقب جلسة تشريعية عقدها، انتخب مجلس النواب الأعضاء الخمسة في المجلس الدستوري وهم: طنوس مشلب(٧٢ صوتاً)، عوني رمضان (٧٣ صوتاً) اكرم بعاصيري (٧١ صوتاً)، أنطوان بريدي ( ٧٢ صوتاً) رياض ابو غيدا ( ٧٩ صوتاً). والاعضاء الخمسة المنتخبون هم الذين أوصت هيئة مكتب المجلس، التي اجتمعت قبل الجلسة، بانتخابهم.

انسحاب نواب: وفور اعلان انطلاق جلسة الانتخاب، انسحب النواب بولا يعقوبيان وسامي ونديم الجميل اعتراضا على "ضرب آخر حصن من حصون القضاء والعدل". فقد غرّد رئيس الكتائب قائلا "بمحاصصة أعضاء المجلس الدستوري يحاولون القضاء على آخر مرجع مؤسساتي للشعب اللبناني ونوابه المعارضين". اما يعقوبيان فاعتبرت ان الجلسة غير دستورية باعتبار انه لا يحق لمجلس النواب أن يتحول الى هيئة ناخبة وهو في دورة استثنائية بحسب المادة ٣٣ من الدستور. وأشارت الى انه لا يجوز تغيير المجلس الدستوري الحالي وهو ينظر بطعون نيابية كما لا يحق لنائب مطعون بنيابته ان يشارك بتغيير أعضاء هذا المجلس. وأضافت"ما حصل في مجلس النواب عملية تعيين وليس انتخاب باعتبار ان القوى السياسة متفقة مسبقا على اسماء الاعضاء الجدد كما انه لم يتم توزيع السير الذاتية للمرشحين الا قبل اقل من ساعة من جلسة التصويت وهو وقت غير كاف للنواب كي يطلعوا على خبرات هؤلاء المرشحين وكفاءاتهم". وختمت يعقوبيان معتبرة ان الدولة تدار مرة جديدة للاسف بعقلية التحاصص.

القوات راضية: وفيما بدا امس ان ثمة اعتراضا قواتيا على طريقة ادارة ملف التعيينات في المجلس الدستوري، افادت مصادر مطّلعة "المركزية" ان نتيجة حركة اتصالات جرت خلال الساعات الاخيرة، تم الاخذ ببعض ملاحظات معراب المتصلة بوجوب اعتماد معيار الكفاءة والتجانس بين اعضاء الدستوري، على ان تستكمل العملية وفق تطلعاتها حكوميا.

تمديد القاعدة: وكان البرلمان اقر في الجلسة التشريعية، تسوية مخالفات البناء من ١٣ أيلول ١٩٧١ لغاية ٢٠١٨ بعد التصويت عليه بالرغم من اعتراض عدد من النواب. كما مدد اعتماد القاعدة الاثني عشرية حتى ٣١ تموز بناء على اقتراح الرئيس نبيه بري رغم اعترافه بأن اعتماد هذه القاعدة مخالفة دستورية محملاً الحكومة المسؤولية عنها لتأخرها بإحالة الموازنة. وقد قال وزير المال علي حسن خليل "لم أوقع قرشاً خارج مهلة الصرف على القاعدة الاثني عشرية التي كانت محددة حتى نهاية أيار ٢٠١٩ ". كما أقر قانون مكافحة الفساد في القطاع العام الذي ينص على انشاء هيئة وطنية. وتمت المصادقة على القانون الرامي إلى إعفاء أولاد المرأة اللبنانية المتزوّجة من غير اللبناني والحائزين على إقامات مجاملة من الإستحصال على إجازة عمل مع مُعارضة "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية". وصادق المجلس ايضا على بند استبدال السجن بعقوبة العمل الاجتماعي للذي لديه جنحة غير شائنة عقوبتها سنة وما دون واستبدالها بـ8 ساعات من العمل الاجتماعي عن كل يوم سجن.

الحريري: من جهته، أكّد رئيس الحكومة سعد الحريري خلال الجلسة أنّ الحكومة ومجلس النواب وكل لبنان ضد صفقة القرن. وعن انتخاب أعضاء المجلس الدستوري، أكّد الحريري أنّ ليست هناك صفقات والأسماء المرشحة معروفة، معتبرًا أنّ هذه هي الديمقراطية. وقال إنّ "دستورنا يمنع التوطين ولا يزايدن أحد علينا في ذلك". ودعا لعدم ربط دين الـ٩٠ مليار دولار بموضوع التوطين لأنّ الجميع مسؤول عنه، مؤكّدًا العمل على ايجاد حلول له وللأزمة الاقتصادية.

الحريري- بري: وقبل الجلسة عقد اجتماع بين الرئيسين بري والحريري تم خلاله عرض المستجدات ومسار الجلسة.

الصندوق في بعبدا: وليس بعيدا من الشأن المالي، زار قصر بعبدا رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى لبنان كريس جارفيس على رأس وفد من الصندوق، وعرضوا مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الأوضاع الاقتصادية ومرحلة ما بعد إقرار موازنة 2019 والإصلاحات المحفّزة للنمو، إضافة إلى خطة النهوض الاقتصادي ومكافحة الفساد.

..والحاكم ايضا: على الخط عينه، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن "الأسواق الثانوية التي تعنى بأسعار الـ"يورو بوندز" المصدَّرة من الدولة اللبنانية، مستقرة، فيما تعيش أسواق القطع حالة توازن". وإثر لقائه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، حيث جرى عرض الشأنين المالي والنقدي في البلاد، أوضح سلامة أن "الأوضاع النقدية والمالية مستقرة في البلاد"، لافتاً إلى أنه أطلع رئيس الجمهورية على إطلاق مصرف لبنان المنصّة الإلكترونية للتداول بالأوراق المالية على أنواعها (أسهم، سندات، سندات تجارية... إلخ) "التي يفترض أن تبدأ عملها في أوائل السنة المقبلة، سنة إعلان مئوية دولة لبنان الكبير. ومن شأن هذه المنصة أن تؤّمن سيولة للأسواق المحلية بهدف المساعدة في النمو الاقتصادي لأنها ستستقطب أموالاً من كل أنحاء العالم لتستثمر في لبنان، ما من شأنه تحقيق تواصل أكبر بين اللبنانيين غير المقيمين والمقيمين بأساليب حديثة، علماً أن هيئة الأسواق المالية ستتولى الإشراف على هذه المنصّة الإلكترونية".

فيتش: في الاثناء، قالت وكالة "فيتش" ان "لبنان يستهدف خفض العجز والضغوط المالية مستمرة والمركز المالي الخارجي للبنان لا يزال يتعرض لضغوط وهو ما يتضح في انخفاض الاحتياطيات الأجنبية والودائع المصرفية في 4 أشهر حتى نيسان". وتابعت "تشكيل الحكومة اللبنانية في كانون الثاني لم يدعم المؤشرات الرئيسة مثل نمو ودائع البنوك والاحتياطات الأجنبية والودائع المصرفية في 4 أشهر حتى نيسان".

حلحلة في الجامعة: اما على خط الموازنة ومتفرعاتها، يبدو ان أزمة الجامعة اللبنانية الى انفراج. فالاجتماع بين وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب ورئيس الجامعة فؤاد أيوب والهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين منذ ايام وضع اسس الحل الذي سيعلن على الارجح في مؤتمر صحافي مشترك الجمعة المقبل لكل من وزيري المال والتربية ورئيسي الجامعة والرابطة. إلى ذلك، صدرت اليوم توصية من الفروع الاولى والثانية في الجامعة اللبنانية بتعليق الاضراب المفتوح بعد موافقة شهيّب في مؤتمره الصحافي نهار الجمعة على النقاط السبع.

العسكريون الى الشارع: في المقابل، يستعد العسكريون المتقاعدون للتصعيد غدا عبر تقطيع اوصال العاصمة صباحا. وفي السياق، أكد وزير الدفاع الياس بوصعب أنه ضد قطع الطرقات وإغلاق المباني العامة من قبل العسكريين المتقاعدين "لان هذا الأمر سينعكس سلبا عليهم وعلى مطالبهم".

ايران تصعد: اقليميا، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستحاول إقناع الولايات المتحدة وإيران لبدء حوار "متحضر". وقال لافروف خلال إفادة صحفية مقتضبة: "هذا بافتراض إنهاء سياسة التحذيرات والعقوبات والابتزاز بالطبع. في الاثناء، أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي أن بلاده لن تتراجع أمام العقوبات الأميركية و"الإهانات". وقال خامنئي في خطاب نشر مكتبه مقتطفات منه إن "الشعب الايراني أظهر اقتداره ومجده وعزته ليس في الفترة الاخيرة فقط انما خلال الأربعين سنة الماضية"، مؤكدا أن "إيران لن تتراجع أمام الحظر الأميركي القاسي والإهانات"، بحسب ما أوردت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. من جانبه، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على طهران في الآونة الأخيرة إجراء يائس بعد أن أسقطت إيران طائرة أميركية مسيرة في خليج عمان. ونسبت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء إلى سلامي قوله: "تظهر العقوبات الأميركية الأخيرة على قادة الحرس يأسهم وغضبهم أمام البراعة الإيرانية". وقال سلامي إن "الولايات المتحدة لجأت إلى ردود فعل غير منطقية ولا معنى لها لحفظ ماء وجهها بعد أن أسقط الحرس الطائرة الأميركية المسيرة".

كوشنر: من جهة ثانية، تواصلت في البحرين لليوم الثاني على التوالي ورشة المنامة التي تناقش تشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي السياق،  قال مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر، ان "الرؤية التي قدمناها يمكن أن تجعل الاقتصاد أفضل بالضفة وغزة"، مضيفاً "سنكشف عن الجانب السياسي لخطتنا في الوقت المناسب". وعن الخطة الأميركية، قال كوشنر "خطتنا تظهر القدرة على ربط الضفة الغربية وغزة. وعلينا أن نركّز على تحسين الحياة بالنسبة للفلسطينيين". وتابع "نسعى إلى وضع أمني مستقر يسمح بتدفق الأموال إلى الفلسطينيين"، مؤكداً "اننا سنواجه كل المشكلات السياسية معاً لكن تركيزنا الآن على الجانب الاقتصادي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o