Jun 26, 2019 4:25 PM
أخبار محلية

الحكمة برازيليا تحتفل بعيد مار يوحنّا
مطر: إقبلوا الله في قلوبكم وحياتكم

المركزية - إحتفلت مدرسة الحكمة مار يوحنّا في برازيليا في بعبدا بعيد شفيعها مار يوحنّا المعمدان، برعايّة رئيس أساقفة بيروت وليّ الحكمة المطران بولس مطر وبدعوة من رئيس المدرسة الخوري بيار أبي صالح، بمشاركة قداماها وهيئاتها الروحيّة والتربويّة والإداريّة والأهليّة والكشفيّة والرياضيّة والإجتماعيّة. وفي المناسبة ترأس المطران مطر القدّاس الإلهي يحيط به، إلى الخوري بيار أبي صالح، الآباء دانيال الخوري وطوني كرم وتوفيق أبي خليل وجورج عازار وشارك فيه الآباء رؤساء مدارس الحكمة ورؤساء المدارس المجاورة ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات والنائب حكمت ديب ورئيس بلديّة الحدت جورج عون وأُسرة المدرسة.

وقبيل بدء القدّاس ألقى الخوري أبي صالح كلمة أشاد فيها بعائلة المدرسة وعلاقتها بالمطران مطر الداعم لها، وقال: "لا يسعُني في هذه المناسبةِ السعيدة، وفي حضورِكم الكريم، يا صاحبَ السيادة، إلاّ أن أتوجّهَ إليكم بالشكرِ الجزيل، فقد كنتم، قُرابةَ رُبعِ قرنٍ، وستبقَوْنَ دائمًا، الصّوتَ الصّارخَ بالحقّ، يُرشدُنا على مِثالِ يوحنّا إلى مَن هو نبع حياتنا وعلّة وجودنا، فأنتم على الموعدِ دائمًا بالخدمةِ والرِّعاية، والمرافقةِ بالإرشادِ وبالصلاة، أشكرُ الربَّ على خدمتِكم الأسقفيّةِ التي عاينتُها شخصيًّا، وعاينَها كلُّ أبناءِ الأبرشيّة.

وأضاف: "معكم يا صاحبَ السيادة، نرفعُ شكرَنا للربّ، على سيادةِ المطران بولس عبد الساتر السامي احترامُه، الذي سيستلمُ الأمانةَ من يدَيكم، في خدمةِ التعليمِ والتقديسِ والتدبير، وهو ابنُ الأبرشيّةِ عرفَها وعرفَته، وقد خدمَ الحكمةَ برئاستِه لسنواتٍ عديدة، ونصلّي طالبينَ من اللهِ أن يعضُدَه بكلِّ روحٍ نشيط، وبكلِّ بَرَكةٍ سماويّة..."

مطر: بعد الإنجيل المقدس، القى المطران مطر عظة تحدّث  فيها عن يوحنّا المعمدان وعن علاقة الكنيسة والحكمة والمؤمنين به، وقال: "ان كانت هذه المدرسة تكرّم هذا  النبي، فلإنها تأخذ عنه رسالة الى المعلمات والمعلمين، في آن معًا. هؤلاء النفوس التقيّة والعالمة والمُحبّة، هي التي توصل  الأبناء والتلاميذ الى المسيح، عبر العلم والمثل الصالح،  والكلام الذي يدّل عليه حتى يصل كلّ إنسان من هؤلاء الإطفال الى معرفة المسيح معرفة كاملة. نحن نؤمن أن كلّ معارف الأرض، كلّ المعلومات التي نختزنها في قلوبنا، هي وسيلة من الوسائل التي توصلنا الى الحقيقة الكبرى السامية، التي تستمد منها كلّ الحقائق وحقيقة هي الله ومحبته لنا. لذلك أخذت الحكمة شعارًا لها منذ حوالي المئة وخمسين سنة من الكتاب المقدس وهي: "رأس الحكمة مخافة الله"، أن تعرف كلّ شيء، وإن لم نعرف الله لن نعرف شيئًا. أما إذا عرفنا الله وقبلناه في قلوبنا واستقبلنا محبّته فينا، عندئذ نُصبح بشرًا يحبّون بعضهم بعضًا ويجتمعون للخير كإخوة لأب واحد وهو الذي في السماء. لن يكون لهذا العالم التلاقي بين الشعوب والناس إلا اذا قبلوا أنهم ابناء إله واحد وهو الذي في السماء".

وأضاف: "كم ردّدت وأردد أمامكم، أيها الإخوة، لا يوجد أخوّة من دون أُبوة. يمكننا أن نكسب  أصدقاء والأكيد أن ربّنا يساعدنا، ولكن هل نستطيع ان نخلق لنا. أبدًا. الأخ يُعطى من الأب، إن أقررنا أن هناك أبًا واحدًا في السماء نستطيع أن نكون كلّنا إخوة. وألا لا مجال للأخوّة في العالم. والحروب والنزاعات تبقى والكبير يأكل الصغير، لأن لا أخوّة من دون أبوة. إقبلوا الله في قلوبكم وحياتكم وعندئذٍ تقبلون بعضكم بعضًا ويأتي سلام الله الى العالم بأسره".

وتابع: "يوحّنا المعمدان يجمعنا في هذا اللقاء بشهادته للرب، بقداسته، لنتقدّس جميعنا ونكون أهل الحقيقة وأهل المحبّة في آن معا. الفقراء يُبَشّرون نهتم بهم، الدولة تهتم بهم، العالم يهتم بهم، ليصبح العالم أكثر إنسانيّة وأكثر أُخوّة وصوت يوحنّا يدّوي في الفلوات. إذهبوا الى الربّ تحدوا عنده كلّ فرح وكلّ سلام. لذلك نعيّد اليوم لنبّي عظيم قدّم دمه للمسيح شهادة وكان زرعًا مباركًا لكي تكبر الحقيقة ونكبر بها ونكبر بالمحبة حتى نبني ملكوت الله وعمه لنا في كل عمل من أعمال حياتنا.

وختم: "رسالة عظيمة تقوم بها الحكمات، آمل ان تُكّمل وأن تُرعى ومن دون شك. سوف نكون كلّنا أساقفة بيروت واحدًا بعد واحد، مسؤولين عن نشر الخير والمحبّة والمعرفة بالعلم والتدبير والتقديس. بهذه الروح أحيي المطران الجديد للأبرشيّة، سيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر الذي كان رئيسًا للحكمة - بيروت تسع سنوات ورئيسًا للحكمة في عين الرمانة، والأن أصبح وليًّا للحكمات كلها. نحن كنيسة واحد فيها اسمه ابولس الذي يزرع كما قال الرسول وواحد يسقي اسمه أبوللو والربّ يحيي. كلّنا خدمة باطلون، فعلنا ونفعل ما يجب علينا، وياتي من بعدنا ليكمّل التراث والمسيرة الى آخر  الدهر. صلّوا على نيتنا جميعًا، أيها الأحبّة، لنكون وأياكم شهودًا لرّبنا يسوع المسيح فننال رضاه ونكسب محبّته ونسهم في ملكوته، له المجد والشكر من الآن وإلى الأبد".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o