مؤتمر مسيحي عربي "لعروبة معاصرة ومنطقة اكثر انسانية"
سعيد: لا لإقفال باب الحوار بل حجز مقعد في مستقبل المنطقة
المركزية - التحضيرات على قدم وساق لوضع اللمسات الاخيرة لأسماء الشخصيات اللبنانية التي ستشكل نواة الهيئة التحضيرية للمؤتمر المسيحي العربي. ومن المقرر أن تلتقي هذه الهيئة مع اعضاء في الهيئة التحضيرية من العراق وسوريا وفلسطين والاردن ومصر في منتصف شهر تموز في باريس لإعلان الهيئة التحضيرية المكتملة، التي تضم شخصيات ورجال فكر مسيحيين من هذه البلدان الخمسة، الى جانب مشاركة مفكرين وقادة رأي مسلمين في ورش عمل المؤتمر. ومن هناك سيعلن عن زمان ومكان المؤتمر العام الذي سيعقد في اواخر الصيف الحالي.
النائب السابق فارس سعيد أكد لـ"المركزية" "ان الهيئة التحضيرية تضم أعضاء من "لقاء سيدة الجبل" ومن خارجه، تؤمن أن تحالف الأقليات في المنطقة لن يؤدي الى خلاص المسيحيين بل تعرّضهم الى مواجهة حتمية مع الخارج، وتؤمن ان المسيحيين كانوا وسيظلون، مع من يشبههم في العالم الاسلامي، القيادة الحقيقية لعروبة معاصرة، في هذه اللحظة التي يعاد فيها تشكيل المنطقة، حيث يؤكد الجميع على ثوابته"، لافتاً إلى "أن عقلاء السنّة يعملون كل شيء لفصل الدين عن الارهاب والقول بأن الاسلام هو دين التسامح والحوار. وعقلاء الشيعة يقولون ايضا انهم ليسوا جالية ايرانية موجودة في الصدفة في العالم العربي، لذلك على المسيحيين ان يحددوا خيارهم".
وعن صفقة القرن قال: "لست مع صفقة القرن الا اذا وافق الفلسطينيون عليها. انما استرجاع فلسطين لا يكون بعدم المشاركة في المؤتمرات أكانت من طبيعة اقتصادية او سياسية خاصة تلك المعنية بإعادة ترسيم معالم المنطقة. وكنت أفضّل لو شارك اللبنانيون والفلسطينيون في مؤتمر البحرين، حتى لو كنا اصحاب وجهة نظر مختلفة، من أجل طرح ما يؤمنون به". وتابع: "يؤكد اللبنانيون والفلسطينيون ان مبادرة السلام المنبثقة من مؤتمر بيروت صالحة للتفاوض مع اسرائيل اي الارض مقابل السلام، بينما الاميركيون يقولون ان المصلحة الاقتصادية مقابل السلام، لماذا لم يبادروا الى طرحها في المؤتمر؟"
وأضاف: "لا ندير ظهرنا للحوار الا اذا كنا نريد ان نرضي حزب الله في لبنان. واعتقد ان الموقف الذي سجله رئيس الحكومة سعد الحريري برفضه صفقة القرن، سجله تحت هذا الضغط الهائل الذي يمارسه حزب الله على القوى السياسية اللبنانية وعلى الحكومة، حتى يكون كل لبنان في صف واحد، هو صف ما يسمى بالممانعة. انا اقدّر تماماً موقف الرئيس الحريري وربما هو على حق ان يكون ضد صفقة القرن، لكن بدا وكأن هذا الموقف أتى نتيجة ضغوط سياسية واعلامية فرضت نفسها على كل القوى السياسية وحتى على الحكومة"، مشددا على "ان هذا ما نرفضه. حتى لو كنا ضد صفقة القرن، فهذا لا يعني إقفال باب الحوار خاصة مع الولايات المتحدة، التي هي قوة اساسية في العالم".
ومحلياً رأى سعيد "أن رفض صفقة القرن اصبح موضة سياسية، دون معرفة تفاصيلها حتى. كما ان هناك هواجس طائفية واضحة، واحتقاناً سنياً كبيراً وتخوفاً شيعياً من انفجار في المنطقة وان يلتحق لبنان بدوامة العنف وهذه المرة سيدفع الجميع الثمن، انما ايضا ستدفع الطائفة الشيعية في الجنوب الثمن الاغلى، وهناك ايضا استقالة مسيحية من الحياة الوطنية وانزلاق اكثر نحو الريفية السياسية، كالتعيينات والمحاصصة وجولات الزعماء الى المناطق بينما المطلوب استعادة السردية السياسية الوطنية المسيحية التي تؤهلنا للجلوس إلى طاولة الكبار في هذه المنطقة من اجل حجز مقعد لنا في مستقبل المنطقة. في حين ان الانسحاب من الحياة الوطنية بحجة ان الاحداث القائمة اكبر منا والاكتفاء فقط بالمهرجانات السياحية في الصيف او النشاطات السياسية المحلية تخرجنا من دائرة القرار، لذلك أعود الى ضرورة إطلاق هذا المؤتمر المسيحي العربي الذي ليس له اهداف سياسية بمعنى تكوين تيار سياسي، انما تسجيل موقف له علاقة بالخيار المسيحي العربي الذي هو خيار العروبة المعاصرة ومنطقة اكثر انسانية.