Jun 26, 2019 3:33 PM
خاص

كوشنر يواصل تسويق مشروع السلام و"إغراءُ" الفلسطينيين أسـاس حملته!
الاموال لن تنفع في تغيير موقف رام الله.. ولا حلّ الا بتعديل واشنطن خطّتها

المركزية- غداة اطلاقه في البحرين امس، خطة السلام الأميركية لحل النزاع في الشرق الأوسط من بوابة "الاقتصاد"، داعيا الفلسطينيين الذين يقاطعون ورشة "السلام من اجل الازدهار" في المنامة، إلى إعادة النظر في موقفهم مما اعتبرها "فرصة القرن"، واصل مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر، عراب التسوية المنتظرة، تسويقَ مشروع الحل الاميركي للنزاع في الاراضي المحتلة، مركّزا في حملته هذه ، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مراقبة لـ"المركزية"، على "المنّ والسلوى" التي سيحملها الى الفلسطينيين، علّه ينجح في إغراءاته هذه، في انتزاع موافقتهم على الصفقة.

فهو اعلن اليوم ان "الرؤية التي قدمناها يمكن أن تجعل الاقتصاد أفضل بالضفة وغزة"، مضيفاً "سنكشف عن الجانب السياسي لخطتنا في الوقت المناسب". ولفت الى "ان الرئيس دونالد ترامب يفي بوعوده، في ما يتعلق بملفات الشرق الأوسط، منوّهاً إلى أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لم يقدما التنازلات اللازمة سابقاً. وعن الخطة الأميركية، قال كوشنر "خطتنا تظهر القدرة على ربط الضفة الغربية وغزة. وعلينا أن نركّز على تحسين الحياة بالنسبة للفلسطينيين". وتابع "نسعى إلى وضع أمني مستقر يسمح بتدفق الأموال إلى الفلسطينيين"، مؤكداً "اننا سنواجه كل المشكلات السياسية معاً لكن تركيزنا الآن على الجانب الاقتصادي". واضاف مستشار الرئيس الأميركي "نسعى للوصول إلى حكومة فلسطينية مستدامة تعتمد على نفسها"، مشدداً على "ان أطرافاً عدة ساعدت في وضع ملامح خطتنا، ورد الفعل عليها رائع". واشار كوشنر الى "اننا حصلنا على الكثير من ردود الأفعال الجيدة على الخطة"، مضيفاً "نحترم قرار من اختاروا عدم المشاركة في مؤتمر البحرين".

لكن الاموال والاستثمارات التي يمكن ان تقر في المؤتمر العتيد الذي ينتهي اليوم، لن تتمكن، وفق ما تقول المصادر، من تبديل الموقف الفلسطيني من الصفقة الاميركية، قيد أنملة، ما يعني عمليا انها آيلة الى السقوط. فبقدر حاجة الفلسطينيين الى الانتعاش اقتصاديا، بقدر ما هم يتمسّكون بـ"حقوقهم" التي باتت من الثوابت العربية والدولية وقد كرّست في المبادرة العربية للسلام عام 2000، وتقوم على انشاء دولتين فلسطينية واسرائيلية جنبا الى جنب، على ان تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين. وقد أعلنت الرئاسة الفلسطينية اليوم ان "لا يوجد أي اتصال سياسي مع الجانب الأميركي، وعليهم الاعتراف بحل الدولتين والقدس الشرقية محتلة حتى نجلس معهم".

على اي حال، تشير المصادر الى ان اي تسوية لا تلحظ هذا السيناريو، ستفاقم التوتر في الاراضي المحتلة والمنطقة بدل ان تنهيه، خاصة ان حركات المقاومة فيها عموما، وفي الاراضي المحتلة خصوصا، ليست وحدها من يعارضها، فحتى القوى "المعتدلة"، تبدي رفضا شديدا لاي تسوية منحازة لصالح تل ابيب، ولن تكون أموال "واشنطن" الموعودة، كافية بتغيير هذا الواقع. وتاليا، سيتعين على واشنطن، عاجلا ام آجلا، البحث عن وسائل أخرى لانهاء الصراع، لن ينفع منها الا إدخال تعديلات على مشروعها للسلام بحيث يعدل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، دائما وفق المصادر.

فهل تفعل؟ أم تقرر اللجوء الى "القوة" لإنجاح خطّتها، فتكون مثابة من يصبّ زيتا على نار الخلافات والحروب التي تلهب المنطقة منذ عقود؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o