Jun 25, 2019 2:29 PM
خاص

الأحزاب المسيحية الخارجة عن "طاعة التسوية":
القدرة على التأثير السياسي بعيدا من منطق "القوة"

المركزية-  حقق تفاهم معراب مبتغاه الرئاسي، فقاد العماد ميشال عون، بوصفه الأقوى تمثيلا في مكونه، إلى قصر بعبدا وطوى صفحة الخصومة الدموية بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وكان ذلك أول غيث التسوية الرئاسية التي أكملها الرئيس سعد الحريري باتفاق أبرمه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، دافعا بذلك الغالبية الساحقة من الأحزاب السياسية إلى المشاركة في هذه التسوية والانخراط في معركة تكريس المكاسب الانتخابية والسياسية والشعبية لهذا الاتفاق.

وفي قراءة لهذه الصورة، تلفت مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" إلى أن هذا التفاهم، معطوفا على التسوية الرئاسية فرزا مشهدا جديدا على الساحة المسيحية، جعل البعض يعتقد أن التيار الوطني الحر والقوات باتا يختصران التمثيل المسيحي. إلا أنها تذكّر أن من الظلم بمكان القفز فوق قوى مسيحية أخرى ذات الحضور التاريخي في الساحة السياسية لمجرد أنها  عارضت الاتفاق الذي قاد الرئيس عون إلى بعبدا.

وتشير المصادر في السياق، إلى أن هذه حال حزبي الكتائب والوطنيين الأحرار، والكتلة الوطنية، إضافة إلى بعض الشخصيات المسيحية المناوئة لحزب الله وحلفائه في لبنان كالنائب السابق فارس سعيد، والدكتور توفيق الهندي على سبيل المثال، لا الحصر.

وتذكّر المصادر بأن حزب الكتائب اختار باكرا موقعه في اللوحة الرئاسية الجديدة، فكان رأس حربة المعارضة من دون أن يعني ذلك بقاءه خارج الصورة السياسية العامة، وإن كان توزيع الحصص الحكومية أبقاه خارج الحكومتين اللتين ألفهما الرئيس الحريري منذ انطلاق العهد العوني، لافتة إلى أن رئيس الحزب النائب سامي الجميل فضل التركيز على المعارك ذات الطابع الاجتماعي، فكسب معركتي الضرائب وموازنة 2017، عبر القنوات الدستورية، في معارك شارك فيها حزب الوطنيين الأحرار والنواب المسيحيون المستقلون، مثل بطرس حرب (علما أنه عاد وخسر الانتخابات النيابية الأخيرة) وبولا يعقوبيان، التي التقت مع سائر معارضي التسوية على ضرورة خوض معركة النفايات، على سبيل المثال.

وتشدد المصادر على أن في مقابل هذه النجاحات التي حققتها الأحزاب التي يمكن اعتبارها أقل قوة وحجما من طرفي تفاهم معراب، الشريكين في "حكم الأقوياء" على ما سماه أمس وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي من على منبر عين التينة، فشل الحزبان في ترجمة هذا التفاهم تحالفات انتخابية تتيح لهما تجسيد  قوتهما الشعبية في صناديق الاقتراع. وليس أبلغ دليلا إلى ذلك سوى مد اليد القواتية إلى الكتائب والأحرار في دائرتي بعبدا والشوف-عاليه لمواجهة التيار وحلفائه.

إنطلاقا من ذلك، تعتبر المصادر المراقبة أن المشاركين في التسوية السياسية سيستمرون في الغرق حتى العظم في معارك التعيينات والتحاصص السياسية، مستفيدين من إبعاد خصومهم غير الدائرين في فلك السلطة و"أخواتها"، ما يعني أن العين المسيحية ستبقى على الكتلة الوطنية (العائدة حديثا إلى الساحة المسيحية بهيكلية جديدة ومبادئ واضحة) وحزبي الكتائب والأحرار، وسائر القوى من خارج تصنيفات القوة لخوض معارك الناس وسماع أنينهم، خصوصا أن المسيحيين يواجهون مشكلات لا يستهان بها، كالهجرة والبطالة اللتين تسجلان معدلات مرعبة، لا تبدو اليوم، برأي المصادر، في قائمة أولويات المسيحيين المشاركين في الحكم.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o