Jun 24, 2019 6:55 PM
أخبار محلية

العبسي مترئسا قداس رسامة 4 كهنة في دير المخلص: الكاهن ليس موظفا

ترأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، القداس الإلهي الذي أقيم على مذابح "الرهبانية الباسيلية المخلصية" في دير المخلص في جون في اقليم الخروب، بدعوة من الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب، وفي مناسبة رسامة الشمامسة الإنجيليين سليمان كشاشة وسيرافيم الحداد وجورج عنتر وماركوس ديب، كهنة بوضع البطريرك العبسي يده عليهم.

حضر القداس الى البطريرك العبسي، وزير المهجرين غسان عطا الله، النائبان ميشال موسى وسليم خوري، راعي الأبرشية المطران ايلي بشارة حداد، والمطارنة: ميشال مخائيل ابرص، جوزيف جبارة ويوسف متى، اللواء الياس شامية عضو المجلس العسكري، الرائد ايلي وهبي ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، رولان اسبر ممثلا الوزير ميشال فرعون، الرئيسات العامات منى وازن وجوسلين جمعة، المدراء العامون وأعضاء المجلس الأعلى للرهبانية المخلصية، رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الجنوبي جورج مخول، رؤساء بلديات ومخاتير، فعاليات امنية وتربوية وسياسية واجتماعية، رهبان وراهبات.

وعاون العبسي الأرشمندريت ديب ورئيس الدير الأرشمندريت نبيل واكيم ولفيف من الكهنة.

ديب
بعد تلاوة الأنجيل المقدس ألقى ديب كلمة قال فيها :"اليوم تفرح الرهبانية بسيامة أربعة من أبنائها لينالوا الكهنوت المقدس من يمينكم المقدسة. كما واننا في هذه المناسبة ندشن هذه الكنيسة في الهواء الطلق، في طبيعة خلقها الله لتمجده وترفع الصلوات له".

وأكد "ان الرهبانية المخلصية التي كانت وما زالت وستبقى الخادم الأمين والشاهد لمحبة الله في العالم، على رغم كل التحديات والمصاعب، ومن ثمار هذه الشهادة محبة الله الذي يرسل إلينا تعزيته من خلال الدعوات الرهبانية والكهنوتية، فهذه علامة حسية عن رضى الله عن رهبانيتنا".

وشكر ديب لكل "من تعاقبوا على تنشئة هذه الدعوات ومواكبتها، إن في ابتداء الرهبانية او في الاكليريكية الكبرى، اما انتم أيها الشمامسة والكهنة بعد قليل فانتم عيدنا وفرحتنا، تذكروا دائما ان هويتكم كاثوليكية شرقية، روحانيتكم مخلصية، رسالتكم كونية، ثقوا بالمخلص وبرهبانيته وبنفسكم، سيروا على طريق ابائنا القديسين، حافظوا على كهنوتكم كي تحافظوا على النفوس التي ستخدمونها والتي سيجازيكم الله عليها".

العبسي
زمن ثم ألقى العبسي كلمة قال فيها: "نعلم من الإنجيل أن الرسل كانوا يسمعون الناس يتكلمون عن معلمهم، إذ كان صيته ذاعا في فلسطين وخارجها. وشخصية مثل يسوع كيف لا يسمع بها؟ وقد يكون صيته بلغ السلطات الرومانية. من يدري؟ وليس من المستبعد أن الرسل كانوا ينقلون إليه، من حين إلى آخر، ما يسمعون عنه. وكان يسوع نفسه يعلم أن الناس تتكلم عنه في ما بينهم وفي بعض الأحيان أمام الرسل. فكان السؤال طبيعيا. وكان الجواب أيضا طبيعيا: ماذا كان يسمع الرسل عن ابن البشر، عن يسوع؟ (بعضهم يقولون إنه يوحنا المعمدان، وبعضهم إنه إيليا، وبعضهم إنه إرميا أو أحد الأنبياء). يعني أن يسوع في نظر الناس ما كان أكثر من نبي".

وتابع: "نستنتج من جواب الرسل أن ثمة معرفة نعرف بها السيد المسيح، نستطيع أن نسميها معرفة عن طريق الغير: خبراته، أحاديثه، سلوكياته. وقد تكون هذه المعرفة صحيحة أو تنطوي على قدر من الصحة، كقول الناس إن يسوع هو نبي. وقد تكون هذه المعرفة خاطئة، كقول الناس إن يسوع هو بعل زبول ورئيس الشياطين وسكير وأكول. هذه المعرفة كانت وما زالت شائعة بين الناس وحتى بيننا نحن الإكليريكيين. نعرف يسوع عن طريق دراسة اللاهوت والكتاب المقدس والتاريخ والآثار والليترجيا وما شابه. لا شك أن هذه المعرفة ضرورية للكاهن، لكن، مهما يكن من أمر هذه المعرفة التي عن طريق الغير، فإنها تظل خارجية، عن بعد، بالوساطة، تلجأ إلى وسيلة، وتترك دوما بين السيد المسيح وبيني مسافة ومساحة. وقد يكتفي الكثيرون بهذا النوع من المعرفة ويبنون عليها إيمانهم وسيرتهم من دون ضير. وقد يكتفي بها كهنة أيضا".

وقال: "أجل، أيها الأبناء الأحباء سليمان وسيرافيم وجورج وماركوس، يسوع يدعوكم ابتداء من اليوم إلى أن تعرفوه معرفة شخصية، أن تختاروه شخصيا، اختيارا علنا ونهائيا كما اختاركم هو اليوم أمام جميع الحاضرين: (هذا هو العبد المختار من الله). والشهادة التي يطلبها منا ككهنة ورهبان مكرسين هي أن تكون شهادة لشخص اخترناه واقتنعنا به، وإلا تكون شهادتنا دعاية ليس إلا، ترويجا لمعلومات وتعاليم تلقناها، مهما كانت هذه المعلومات والتعاليم سامية. فالكاهن ليس موظفا في شركة يصنع دعاية لسلعها أو يروج لمالكها ولو كان هذا المالك يسوع المسيح نفسه. ليس المطلوب أن نكون مرددين بل شاهدين أي قادرين على إقناع الغير وبخاصة بمثلنا. فمن يا ترى المسيح في نظرنا؟".

وتابع: "سؤال يطرح أمام كل عمل نعمله، أو كل سلوك نسلكه، أو كل حدث يعرض لنا، أو كل تجربة تنتابنا. سؤال قد نكون أولا نكون طرحناه على أنفسنا. لكنه سؤال لا بد من أن نطرحه اليوم في هذه الرسامة. من هو المسيح في نظرنا؟".

وقال: "لاشك أن صورا متنوعة عن المسيح ارتسمت أمام أعيننا خلال حياتنا، صورا من صنعنا أو من صنع غيرنا: رب عمل، نبي، مصلح، فيلسوف، قائد، متصوف، سياسي، مشعوذ… وقد نكون بنينا حياتنا أو قسما منها على صورة أو أكثر من هذه الصور. لكن للمسيح صورة واحدة حقيقية لم يتمكن الرسل من رؤيتها على رغم من مصاحبتهم الطويلة له. القديس بطرس وحده استطاع أن يراها، وكانت رؤيته صحيحة صائبة: "أنت المسيح ابن الله الحي)".

وختم: "على رجاء أن تكونوا، يا سليمان وسيرافيم وجورج وماركوس، من تلك الكواكب الساطعة في سماء الكنيسة، أصلي من أجلكم. وأهنئكم وأهنئ ذويكم الذين قدموكم إلى الرب وكلَّ من ساعدكم للوصول إلى هذه الساعة المقدسة. أهنئ الرهبانية الباسيلية المخلصية الكريمة التي احتضنتكم وربتكم وعلمتكم وشقت لكم الطريق إلى القداسة. أهنئ رئيسها العام ومعاونيه وكل راهب فيها، شاكرا لهم أنهم أتاحوا أن أضع يدي الحقير على أبنائهم المرتسمين، وطالبا إلى الله أن يبقى هذا الدير عامرا برهبانه ومعطرة بالقداسة، وأن ينمي هذه الرهبانيّة التي خدمت وتخدم كنيستنا بتضحية وسخاء وأعطت لها وتعطي الكثير حتى الدم (كم من راهب استشهد!)، وأن يباركها ويقدسها وأن يديمها صخرة ومنارة ومعينا لكنيستنا الملكية وللكنيسة الجامعة. ونطلب في هذه الأيام بنوع خاص من أجل المجمع المزمع أن يعقد ليكون مباركا ومثمرا".

بعدها تمت رسامة الشمامسة كهنة. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o