Jun 24, 2019 3:24 PM
خاص

وساطات التهدئة اقليميا مستمرة: لودريان الى إيران..والخلاصة "لا حرب لا تفاوض"؟
ايران تكابر مستفيدة من حسابات ترامب الرئاسية وتسعى لتنازلات اميركية واوروبية

المركزية- في خضم التوتر بين واشنطن وطهران، وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو صباحاً الى السعودية في زيارة شرق أوسطية ستشمل أيضا الإمارات لبحث "كيفية تشكيل تحالف عالمي" ضد إيران. وقبيل مغادرته واشنطن قال بومبيو الأحد للصحافيين "سنبحث معهم كيفية التثبت من أننا جميعا على خط واحد استراتيجيا وكيفية بناء تحالف دولي" واصفا الدولتين الخليجيتين بأنهما "حليفان كبيران في التحدي الذي تطرحه إيران". وأكد أن بلاده تسعى إلى تشكيل تحالف "ليس فقط في أنحاء دول الخليج بل في آسيا وأوروبا، يتفهم هذا التحدي ويكون مستعدا للتصدي لأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم".

في الموازاة، قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران برايان هوك، إن العقوبات الأميركية على إيران أجبرتها على خفض إنفاقها العسكري، لافتا إلى أن العقوبات وسوء إدارة إيران للاقتصاد يضعفان وكلاءها في المنطقة. وأشار مجددا إلى أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب مستعد للجلوس مع إيران للحوار والتفاوض. وأضاف هوك أنه أطلع الدول الخليجية على تقييم واشنطن للتهديدات الإيرانية، مؤكدا أنه رغم ضعف إيران بسبب العقوبات ما زالت قادرة على شن هجمات، مضيفا "على إيران أن تقابل الدبلوماسية بالدبلوماسية وليس بالإرهاب". وأكد المبعوث الأميركي الخاص بإيران أن طهران أكثر عزلة دبلوماسيا من الفترة التي سبقت انسحاب واشنطن من اتفاق فيينا.

ومع ان هوك نفى وجود قناة خلفية دبلوماسية للتفاوض مع إيران، وفي وقت من المقرر أن يسافر إلى باريس لإجراء محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا بشأن الاتفاق النووي، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" إن الدول الثلاث وفرنسا في شكل خاص، تواصل، في العلن وخلف الكواليس، مساعيها لاحتواء التوتر واستئناف المفاوضات بين طهران وواشنطن، حيث يستعد وزير خارجية فرنسا جان ايف لو دريان للتوجه الى ايران.

حتى الساعة، هذه الاتصالات، التي يضطلع اليابانيون وسويسرا ايضا بجانب منها، تقود الى خلاصة أوّلية، مفادها ان ايا من الجانبين لا يريد حربا اليوم. غير انها تدل في المقابل الى ان طهران ستواصل المكابرة ورفع السقف في وجه واشنطن، عبر مناوشات "في الميدان" ورفضٍ لأي تفاوض "في السياسة" - مستفيدة من حسابات الرئيس الاميركي الرئاسية وعدم رغبته في الدخول في مواجهة جديدة في الشرق الاوسط في هذا التوقيت بالذات، عشية الانتخابات – الاستحقاق المرتقب عام 2020 والذي ينوي خوضه - ستواصل المماطلة والتسويف والتصعيد، علّها تتمكن بأدائها هذا، من جرّ ترامب الى تقديم تنازلات اضافية، لا سيما على صعيد فكّ طوق العقوبات الاقتصادية الاميركية الذي يخنقها، عن عنقها، علماً ان ترامب اعلن في الساعات الماضية فرض عقوبات جديدة على ايران!

واذ تشير الى ان الايرانيين يضغطون حتى على الاوروبيين ليخرقوا الحصار الاميركي ويمدّوها بأوكسيجين مالي ونفطي واقتصادي، وهو ما لا قدرة لهم عليه، تقول المصادر ان ترامب ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون قد يجتمعان على هامش اجتماع مجموعة "العشرين" في اليابان، في 28 و29 حزيران الجاري، لمناقشة الملف الايراني ومستجدّاته.

وفي انتظار ما يمكن ان تحمله الحركة الدبلوماسية هذه، الثابت حتى الساعة، تضيف المصادر، هو ان المشهد الاقليمي باق على حاله من المراوحة وفق معادلة "لا حرب ولا مفاوضات".. الا اذا !

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o