Mar 03, 2018 4:31 PM
تحليل سياسي

قضية عيتاني: التباسات و"فبركات" واتهامات وانتخابات والكلمة للقضاء التحقيقات مع الحاج تتواصل وعون والحريري لوقف الاستغلال والتزام السرية الوفد السعودي يعود الى بيروت والجبير قد يزورها وباسيل  بين زغرتا وجبيل

المركزية- حينما تتصارع اجهزة الدولة في ما بينها، ويختلف الوزراء على خلفيات سياسية وانتخابية وطائفية، وحينما تتهم رئيسة مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية سابقا بفبركة ملف قضائي فيطلّ وزير الداخلية لاتهامها بالطائفية والغباء والحقد، وحينما يخرج وزير العدل لانتقاد زميله بفعل تدخله في عمل القضاء وطلبه من اللبنانيين الاعتذار واتهامه ب"تقديم اوراق اعتماده الانتخابية من طريق طلب مثل هذا الاعتذار، كيف يمكن للبناني ان يثق بدولته وحكومته واجهزتها؟ وكيف يمكن وصف احوال الدولة ووزرائها المرشحين على ابواب الانتخابات النيابية؟

الحقيقة في مثل هذه الحالات حقيقتان واكثر، والحق ينقسم مناصروه وفق الاصطفافات المعروفة. لكن اكثر من سؤال يفرض نفسه والحال هذه، في انتظار كلمة حق وحيدة يفترض ان يقولها القضاء ولا احد غيره:
لماذا اختيار هذا التوقيت بالذات للكشف عن "فبركة" المقدم سوزان الحاج (زوجة شقيق النائب هادي حبيش) ملف الفنان زياد عيتاني الذي اوقف في تشرين الثاني الماضي على خلفية تعامله مع اسرائيل؟ وما حقيقة الكلام عن مصالح انتخابية بيروتية متداخلة في القضية، علما ان الحاج لم تقر بأي من الاتهامات الموجهة اليها لجهة استخدام "هاكر" فتح حسابات وهمية في الملف، وهي ما تزال رهن التحقيق وغير مدعى عليها؟ ولماذا مسارعة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي علمت "المركزية" انه اجرى اتصالا برئيس الحكومة سعد الحريري لاصدار بيانات يدعوان فيها الى التزام سرية التحقيق، فيما انبرت وسائل اعلامية قريبة من الرئاسة الى الاعلان عن ان اعترافات العيتاني موثّقة بالصوت والصورة؟ ومن الذي سيدفع الثمن في النهاية؟ وماذا حملت زيارة مدير عام امن الدولة اللواء طوني صليبا الى بعبدا؟

غداة التطورات المتسارعة التي سُجّلت في ملف عيتاني، بعدما نقل التحقيق فيه قبل نحو 48 ساعة الى شعبة المعلومات التي تولت ليل امس التحقيق مع المقدم سوزان الحاج على خلفية ما وصف بأنه "فبركة" ملف عيتاني، والاعلان ان هذا التحقيق سيطال اشخاصاً آخرين غير المقدّم الحاج، تواصلت اليوم التحقيقات في القضية.

الحاج والاعترافات: وفيما اشارت معلومات صحافية الى "ان المقدم الحاج استخدمت "هاكر" او مقرصنا يدعى ايلي غ. يعمل مخبرا لدى امن الدولة عَمِلَ على فتح حسابات وهمية في إحدى الدول الأوروبية لفبركة ملف عيتاني"، افادت ان الحاج لم تقر بأي من الاتهامات الموجهة إليها وهي رهن التحقيق وغير مدّعى عليها حتى الساعة ومن المتوقع ان تبقى كذلك حتى الإثنين المقبل، قبل ان يحال الملف الى المحكمة العسكرية"، ورجّحت "ان يُصدر قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا حكماً في القضية الاثنين المقبل"، موضحةً في الوقت نفسه "ان ابو غيدا لم يتسلم بعد محاضر التحقيق مع عيتاني من فرع المعلومات وانه سيستمع لافادة المقدم الحاج الاثنين المقبل".

عون والحريري على الخط: وبعد السجال السياسي-القضائي حول القضية، دخل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الخط بدعوته الجميع الى "التزام سرية التحقيق وعدم توزيع معلومات قبل اكتمال الإجراءات القانونية". واعتبر وفق بيان وزعه مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية "ان ما تناقلته وسائل الاعلام وما صدر من مواقف حول عمل الاجهزة الامنية والتحقيقات التي تجريها في مواضيع تتعلق بأمن البلاد وسلامتها، هو خارج عن اطار الاصول والقواعد القانونية التي تحفظ سرية التحقيق، كما انه يستبق الاحكام التي يمكن ان يصدرها القضاء، فضلا عن كونه مليئا بالمغالطات. ودعا عون الى ضرورة التزام الجميع سرية التحقيق وعدم توزيع اي معلومات قبل اكتمال الاجراءات القانونية والقضائية المرعية الاجراء. كما شدد على ضرورة ابقاء الملفات التي وضع القضاء يده عليها، بعيدة من اي استغلال لأي هدف كان. كذلك دعا الرئيس سعد الحريري الى "سحب القضية من التجاذب السياسي والإعلامي، والتوقف عن استغلالها لأغراض تسيء إلى دور القضاء والأجهزة الأمنية المختصة"، وذلك على خلفية السجال "التويتري" بين وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل سليم جريصاتي قبل ان ينضم اليه النائب وليد جنبلاط. من جهتها، طالبت جمعية آل عيتاني "بابعاد الانتخابات عن موضوع ابنها"، جازمةً بأن "لا شعبية تكتسب من تهم حيكت ضد فنان".

باسيل.. بين زغرتا وجبيل: على خط آخر،وفي إطار الاستعدادات للانتخابات النيابية، جال رئيس التيار الوطني الحر حبران باسيل في قرى قضاء زغرتا اليوم، على أن يحط رحاله غدا في عدد من قرى قضاء جبيل، الذي يعتبره كثيرون، إلى جانب كسروان (وهما يؤلفان دائرة انتخابية واحدة بحسب القانون الجديد)، عرينا برتقاليا كسب فيه العماد ميشال عون أحد أهم معاركه النيابية والسياسية في استحقاقي 2005 و2009.  وفي السياق، علمت "المركزية" أن جولة باسيل ستشمل عددا من قرى قضاء جبيل ساحلا وجردا ووسطا بينها لاسا، قرطبا، العاقورة، اللقلوق جاج، لحفد، والمنصف، على أن يشارك في حفل عشاء تنظمه هيئة التيار الوطني الحر في جبيل، في أحد مطاعم المدينة، ويتحدث فيه، إلى باسيل، النائبان سيمون أبي رميا ووليد خوري، وهما المرشحان "البرتقاليان" عن المقعدين المارونيين في جبيل.  وفي وقت أثار ترشيح حزب الله، للمرة الأولى منذ إبرام ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر دون مشاورته، الشيخ حسين زعيتر (من بعلبك) عن المقعد الشيعي في جبيل، حفيظة عدد من أهالي القضاء، لا سيما في ما يخص وقوع الخيار على شخص من خارج ما يعتبره  أبناء القضاء "البيئة الجبيلية"، ترددت معلومات عن اتجاه التيار إلى عدم ضم شخص شيعي إلى لائحته في دائرة كسروان-جبيل. في المقابل، تحدثت معلومات عن أن باسيل يستعد لعقد اجتماع مع أحد كوادر حزب الله لبحث هذه العقدة، فيما رجح البعض أن تتوضح الصورة الانتخابية بعد عودة الرئيس سعد الحريري من زيارته إلى الرياض، وما ستفرزه محادثاته من نتائج على الساحة اللبنانية.

الجبير في بيروت؟ وفي هذا المجال، توقعت اوساط سياسية مطّلعة ان يعود الحريري الى بيروت قريبا على ان يتبعه الوفد السعودي الذي قد يضم وفق ما تردد، الى الموفد الملكي نزار العلولا المفترض ان يستكمل جولة لقاءاته على المسؤولين لاعادة مسار العلاقات اللبنانية- السعودية الى سابق عهدها، وزير الخارجية عادل الجبير في اطار زيارة خاصة لبكركي حاملا رسالة ملكية الى البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

ايران في البحرين: اقليمياً، وفي سياق استمرار الصراع الخليجي-الايراني، اعلنت وزارة الداخلية البحرينية، إحباط عدد من الأعمال الإرهابية والقبض على 116 من العناصر الإرهابية التي تعمل في تنظيم يقف وراءه الحرس الثوري الإيراني، على ما اوردت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية "بنا"، واوضحت "ان الحرس الثوري في إيران واذرعه الإرهابية الخارجية ومنها كتائب "عصائب اهل الحق" الإرهابية في العراق، و"حزب الله" الإرهابي في لبنان، يقفون وراء دعم وتمويل وتدريب عناصر هذا التنظيم الإرهابي، وذلك من خلال تكثيف عمليات تجنيد العناصر الإرهابية بالداخل والترتيب والتنسيق لتدريبها في المعسكرات الإرهابية وتزويدهم بالأموال والأسلحة".

عفرين تحت النار: سورياً، لا تزال منطقة عفرين تحت نيران القصف التركي، حيث افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن قتل 36 مسلحا على الأقل من القوات السورية الموالية لدمشق جرّاء غارات تركية استهدفت، للمرة الثالثة في غضون يومين، احد مواقعهم في قرية كفرجنة في شمال عفرين، حيث تساند المقاتلين الأكراد".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o