Jun 21, 2019 4:21 PM
خاص

ساترفيلد يتابع في اسرائيل مفاوضات "الترسيم الصعبة"
وتل ابيب تسعى لربطها بالسلام مع لبنان

المركزية- يؤكد زوار عين التينة لـ"المركزية" ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري يتابع شخصيا ملف ترسيم الحدود مع اسرائيل وتحديدا ما يجري على هامشه من وساطة اميركية لفض النزاع القائم بين لبنان وتل ابيب حول الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة. لذا، يضيف الزوار، ان ما يرشح عن رئيس المجلس من معلومات في الموضوع قليل جدا لعلمه (اي بري) ان ما من خبر بلغ اثنين الا شاع وانتشر وهو الحريص على ابقاء حيثيات هذا الملف بعيدا من التواصل والصالونات السياسية والتجمعات الشعبية.

ويدرك بري، كما يتابع الزوار، ان اسرائيل لا يمكن الركون اليها والوثوق بها وهو ما يردده لدى سؤاله عن جديد الحراك الذي يقوده مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى السفير ديفيد ساترفيلد الامر الذي يفهم منه ان لا جديد بعد سوى بعض المحاولات الاسرائيلية لدفع لبنان الى تقديم بعض التنازلات والتراجع بعض الشيء في موقفه المدعّم رئاسيا من وجوب التلازم في عملية الترسيم برا وبحرا والتخلي عن الربط بين التحديدين والبدء اولا على الحدود البرية.

ويستطرد الزوار ان بري استشف من اللقاءات التي عقدها مع ساترفيلد استعجالا اسرائيليا لبدء المفاوضات والوصول الى تفاهم او اتفاق وتحديدا على الخط البحري وان دافعها الى ذلك ما تتكبده من خسائر مادية نتيجة عدم السماح لها بالتوسع في عمليات التنقيب واستخراج ثروتها النفطية خصوصا وان لها استثمارات واتفاقيات تجارية عدة في الملف النفطي ترتكز اليها على عكس لبنان الذي لم يحقق بعد اي خطوة في هذا المجال. لذلك، فان لبنان وعبر تفاهمه الرئاسي يستغل عامل الوقت الذي تحاول اسرائيل استثماره والقفز فوقه لحسابه، ويتمسك اكثر ببنود الآلية التي طرحها ويطالب بمواقف اكثر وضوحا ودقة مما ينقله ساترفيلد.

في الخلاصة يختم الزوار، نقلا عن بري، ان لبنان اليوم يلاعب اسرائيل في ملعبها ويحاربها بسيفها لعلمه كم هي مستعجلة لبدء المفاوضات مع الجانب اللبناني وبالطبع ليس للتوسع في عملية التنقيب واستخراج الثروتين النفطية والغازية وحسب وانما ايضا لتسويقهما الذي بات متعذرا بعض الشيء في ضوء ما يحكى عما تختزنه دول المنطقة وبحارها من ثروات  واعدة، الامر الذي يستوجب سباقا إلى عقد الاتفاقات وابرام عقود البيع والنقل التي حققت  هي (اي اسرائيل) في شأنها الكثير من الخطوات المتقدمة على الدول المجاورة، لا سيما منها لبنان.

أما في ما يتعلق بالحركة النفطية المكوكية التي يقودها ساترفيلد، فعلمت "المركزية" من مصادر ديبلوماسية أن المبعوث الأميركي لا يزال في اسرائيل، يتابع المفاوضات التي تصفها المصادر بالـ"صعبة" نظرا إلى المطالب الاسرائيلية المعقدة، لا سيما لجهة ربط المفاوضات بخطوات تندرج في خانة الدفع نحو سلام مع لبنان".

أمام هذه الصورة، ترجح المصادر ألا تكون عودة ساترفيلد قريبة كما يتوقع البعض، إلا إذا طرأ تقدم في مسار المفاوضات.

ولا تستبعد المصادر أن تعمد تل أبيب إلى الاستفادة من صفقة الترسيم الحدودي الجاري الاعداد له للجم أي محاولة ذات طابع عسكري لأشعال جبهة الجنوب اللبناني، تبعا لمقتضيات الأجندة الايرانية. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o