Jun 20, 2019 4:19 PM
خاص

في تطور نوعي..ايران تضرب بالمباشر هدفا اميركيا في المنطقة
كيف سـترد واشنطن على تصعيد طهران: مواجهة ام مفاوضات؟

المركزية- في تطور ميداني هو الاول من نوعه منذ ارتفاع حدة التوتر بين الولايات المتحدة وايران في المنطقة، أعلن الحرس الثوري الإيراني اليوم إسقاط طائرة تجسس أميركية مسيّرة لدى اختراقها المجال الجوي لإيران. وقال الحرس الثوري – وفق ما أعلنه التلفزيون الرسمي الإيراني- إن الطائرة المسيرة، وهي من طراز "غلوبال هوك" (تصنعها الشركة الأميركية نوثروب غرونمان) "تم إسقاطها بنيران الدفاع الجوي للقوة الجوفضائية للحرس الثوري" في محافظة هرمزغان جنوبي إيران، لافتا الى ان الطائرة أقلعت من قاعدة أميركية في الخليج وأغلقت معدات التتبع.

من جانبه، وبعد ان قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية بيل أوربان إنه لم تكن هناك أي طائرة أميركية في المجال الجوي لإيران، كشف مسؤول أميركي - طلب عدم نشر اسمه - أن طائرة عسكرية أميركية مسيرة أسقطت في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز بصاروخ سطح/جو إيراني. وأضاف أن الطائرة المسيرة من طراز "إم كيو-4 سي ترايتون" وتتبع البحرية الأميركية.

في اعقاب الحادثة، رفعت القيادة الايرانية نبرتها، وأكد الأمين الأعلى لمجلس الأمن القومي علي شمخاني ان أجواء إيران خط أحمر ولا فرق لديها بأن الطائرة تتبع لهذا البلد او ذاك. ودانت الخارجية الايرانية بشدة انتهاك طائرة مسيّرة وأميركية مجال البلاد الجوي محذرة من ردّ فعل قوي على مثل هذه التحركات "المستفزة".

الخطوة الايرانية هذه، ستكون لها دون شك تداعيات على الكباش الدائر بين واشنطن وطهران، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، خصوصاً وان البنتاغون أعلن ان الطائرة الأميركية لم تخرق المدى الجوي الايراني مشيرا الى "انها كانت على مسافة 17 ميلاً من الأجواء الإيرانية فوق مضيق هرمز والبحث جارٍ لتحديد مكان حطامها".

ومع انها لا تزال تستبعد احتمال اندلاع حرب او مواجهة مباشرة بين القوتين، الا ان المصادر تلفت الى ان حادثة اليوم ستزيد من "غضب" الادارة "الترامبية" ضد ايران. ففيما عمدت الاخيرة في الاسابيع الماضية الى التحرك ضد أهداف محددة في الخليج، مصوّبة على حلفاء واشنطن، في السعودية تارة، وعلى السفن التجارية في المياه الاقليمية طورا، تحركت اليوم ضد هدف "أميركي" مباشر.

وأمام هذا التطور النوعي لا بد من انتظار طبيعة الموقف الاميركي والاسلوب الذي ستعتمده واشنطن للرد على هذا الاستهداف، علما ان وزارة الدفاع الاميركية اعلنت أمس ان واشنطن لا تسعى للحرب مع إيران لكنها مستعدة "للدفاع عن القوات والمصالح الأميركية في المنطقة"، مشيرة الى أن أحدث عملية لنشر ألف جندي أميركي في الشرق الأوسط -التي أعلنت الاثنين الماضي- تشمل كتيبة صواريخ باتريوت وطائرات مسيرة وطائرات استطلاع "وغيرها من قدرات الردع". في وقت أكد وزير الخارجية مايك بومبيو الثلثاء، أن الحشد العسكري الأميركي في منطقة الخليج يهدف فقط إلى ردع إيران.

فهل نحن امام منعطف في الصراع الدائر؟ وهل ستقصّر الحادثة المسافة الى المفاوضات ام الى الحرب؟ الأجوبة ستتضح في الساعات المقبلة، علما ان ملف النفوذ الايراني في الشرق الاوسط سيكون مدار بحث بين الاميركيين والروس والاسرائيليين في تل أبيب في الايام القليلة المقبلة..

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o