Jun 20, 2019 3:21 PM
خاص

الآلية في التعيينات: أبعد من المناكفات السياسية.. خشبة خلاص الادارات

المركزية- صحيح أن رئيس الحكومة سعد الحريري كسب رهانه على اجتماعه الماراتوني مع شريكه الأول في التسوية الرئاسية جبران باسيل، فمر قطوع الجلسة الحكومية الأولى بعد هذا اللقاء بكثير من السلاسة، حتى أن باسيل نفسه "كان هادئا" جدا على ما أكدت وسائل إعلام كثيرة. لكن الصحيح أيضا أن مرارة التجارب الكثيرة في مجال إنعاش التسوية ومدها بمقومات الحياة كلما دفعها أطرافها ومصالحهم المتضاربة إلى الرقص على الهاوية، تتيح القول إن هذا النوع من الاجتماعات قد لا يكون كافيا لاستمرارية طويلة الأمد لهذا الاتفاق ذي الطابع الرئاسي. ولم تتأخر الأحداث السياسية المتلاحقة في إثبات صحة هذه التنبؤات.

فالجميع انطلق باكرا في الغوص في مستنقع التعيينات الادارية، في وقت يجهد المعنيون في الحلقة الضيقة لرئيس الحكومة كما لرئيس التيار الوطني في تأكيد أن هذا الملف، على طابعه الشائك، لم يطرح بعد على بساط البحث الجدي، فيما يعتبر محاولة واضحة لتخفيف حدة اشتباك انطلق في توقيت لم تطابق مواصفاته الساعة الحكومية التي أعيد ضبط عقاربها خلال اجتماع الحريري- باسيل.

وإذا كانت "المعارك التحاصصية"  في الحلبات الشيعية والسنية والدرزية شبه معدومة للأسباب المعروفة، فإن الانظار تتجه إلى الميدان المسيحي، حيث يتشارك التيار مع القوات اللبنانية والمردة الحضور الحكومي، ما يعني أن من المفترض أن تعلو أصوات ممثلي هذه الأحزاب للمطالبة بحضور وازن لمناصريها في الادارات الرسمية.

وفي انتظار إعطاء إشارة الانطلاق الرسمية لسباق التعيينات هذا، تلفت مصادر مراقبة عبر "المركزية" إلى أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع سبق أن  أطلق تباشير معركة التعيينات، من دون أن يفوت على نفسه فرصة توجيه الانتقادات الصريحة إلى شريكه في المصالحة وخصمه في السياسة جبران باسيل، كما في رمي الكرة في ملعب شريكه الآخر في المصالحة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لوضع التسوية على سكة الانقاذ لمرة نهائية، ورسم ما سماها "حدودا" لحركة باسيل اللولبية. على أن الأهم برأي المصادر، يتجاوز الكباش المبكر الذي أطلق جعجع نفيره، إلى أهمية الاستمرار في رفع الصوت المنادي بتطبيق ما يعرف بـ "الآلية" التي بدأ العمل بها في عهد الرئيس ميشال سليمان، باعتبارها الطريقة الأفضل والأسلم لإنقاذ الادارة اللبنانية من براثن الفساد الذي ينخرها على كل المستويات.

وتعتبر المصادر أن أبلغ دليل إلى ضرورة اعتماد الآلية لوصول الشخص المناسب إلى المكان المناسب ليقوم بالعمل المطلوب منه لخدمة الوطن والمواطن دون سواهما من "الجهات المانحة" لهذا التوظيف، إلا رؤية المسؤولين والأحزاب يتخلون تدريجا عمن تم ضخهم في الإدارة العام الفائت لأسباب شعبوية انتخابية ما عادت خافية على أحد، دفعتهم إلى حرمان أهم الكفاءات اللبنانية من حقها، بل واجبها، على حد قول المصادر، في خدمة لبنان، بدلا من أن تدفعهم دولتهم إلى الهجرة والبحث عن مجالات الابداع والتألق في بلاد الله الواسعة، وهو ما كان رئيس القوات قد ألمح إليه في حديثه الأخير لـ "المركزية" غامزا من قناة رئيس التيار الوطني الحر.

تبعا لذلك، تحذر المصادر من مغبة  اعتبار المطالبات الكثيرة بالركون إلى آلية واضحة لحسم جدل التعيينات تحديا سياسيا يندرج في سياق تصفية الحسابات المعهودة بين أركان الحكومة من ذوي المصالح المتضاربة، بل إنها طريقة لتطهير الادارة والقضاء من آفة الاستزلام الانتخابي (المبكر) والسياسي المعتاد الذي ما لبث أن تحول، في بعض الأحيان، إلى فساد ينادي الجميع بمكافحته والتخلص منه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o