Jun 20, 2019 3:00 PM
خاص

هكذا تلعب روسـيا ورقة ايران في التسوية السـورية!
اعادة هيكلة جيش وطني وحكومة انتقالية وطهران خارجا بعد قبض الثمن

المركزية- لا تعكس المواقف الروسية والايرانية المعلنة ازاء طبيعة العلاقة بين الدولتين ومقاربتهما لكيفية الحل في سوريا حقيقة الامر الواقع. صحيح ان المصالح الاقتصادية التي تجمعهما كبيرة لكنها لا تعلو فوق المصلحة الروسية السياسية المتمثلة في تثبيت موطئ قدم في المنطقة وتوسيع نفوذ لا يمكن ان تؤمنهما الا التسوية السياسية الجاري نسجها بالتنسيق مع الاميركيين، بعيدا من كل التوتر الذي يملأ فضاء العلاقات بين الدولتين.

التسوية المفترض ان تؤمن للروس حصة "لا بأس بها" من قالب الجبنة السوري وهي لا تتأمن الا باستمرار التعاون مع واشنطن وتل ابيب وعواصم الخليج العربي لا تتوافق في اي شكل مع الاهداف التي ترسمها طهران وفي مقدمها انهاء الازمة السورية بالحسم العسكري وبقاء النظام برئاسة الرئيس بشار الاسد.

يُدرك الروس جيدا هذه المعادلة ويتصرفون بهدي مصالحهم، كما تقول اوساط دبلوماسية غربية لـ" المركزية"، لا سيما مع اسرائيل والمملكة العربية السعودية، تماما كما يدركها الايراني ويحاول سحب موسكو منها بقدر الامكان، على رغم اقتناعه بأن ما يتطلع اليه أضغاث احلام، لا يمكن ان تبصر النور. امام هذا الواقع، يقف النظام السوري حائرا ويعمل وفق قاعدة ابقاء "رِجل بالبور ورِجل بالفلاحة" للانتقال الى المقلب الأكثر فائدة له حينما يتظهر رجحان كفة الميزان في التسوية المنشودة.

واذ تعتبر الاوساط ان روسيا رسمت استراتيجية تهدف من خلالها الى الابقاء على علاقاتها مع الاطراف كافة وعدم قطع شعرة معاوية مع اي منها، بما يؤمن النسبة الاعلى من مصالحها، توضح ان شراكة موسكو وطهران في الحرب السورية ووقوفهما في المقلب المناصر للنظام لا يعني التكامل في الرؤية، ذلك ان اكثر من مواجهة ميدانية وقعت بين الطرفين عن طريق الفرقتين الخامسة والرابعة في الجيش السوري المعروفة ولاءاتهما الاولى لروسيا والثانية لإيران، الا ان هذه المواجهات تبقى مضبوطة ومحدودة ويمكن التعايش معها، فالكرملين يرى فائدة كبرى في استمرار الامساك بالورقة الايرانية من اجل المقايضة بها في التسوية السورية وليس في وارد التنازل عنها مجانا راهناً. وتعرب الاوساط عن اعتقادها بأن الرئيس "القيصر" حينما تدق ساعة الحسم الروسي سيشهر ورقة اخراج طهران من الساحة السورية مقابل ثمن غال سيفرضه، سيدفعه على الارجح الجانب العربي بمباركة اميركية، فالتسوية السورية لا يمكن ان تبلغ نهايتها الا برعاية اميركية دولية وتمويل عربي لاعادة الاعمار وعودة النازحين. وليس انكفاء روسيا راهنا عن استكمال مبادرتها الشهيرة لاعادة النازحين سوى احدى الاوراق التي تسعى لقبض ثمنها نفوذا وتوسعا في بنود التسوية السياسية.

ولا تغفل الاوساط الاشارة الى ان روسيا التي تعدّ العدة لمرحلة ما بعد التسوية، بدأت بوضع اللبنات الاساسية في المؤسسة العسكرية السورية من خلال تفكيك بنيتها المرتكزة في شكل اساسي الى توزيع طائفي يعطي الغلبة للعلويين واعادة بناء جيش تصفه الاوساط بالوطني من خلال خلطة سورية جديدة تضم مختلف المكونات، من هنا يمكن فهم استهداف الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الاسد في حماة بغية اضعافها، ودعم الفرقة الخامسة برا وبحرا، على ان تنطلق العملية السياسية من نقطة اعادة تكوين الجيش ثم تشكيل حكومة انتقالية واسعة الصلاحيات، وحينما تقبض موسكو الثمن الذي تطرحه، تغادر ايران الميدان السوري مع كل اذرعها العسكرية. واذا ما تمت الصفقة الدولية برضى روسي، تختم الاوساط، فإن كل الباقي يصبح تفصيلا، ما دامت مصالح الكبار تأمنت عبر توزيع الحصص وتقاسم النفوذ.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o