Jun 19, 2019 4:36 PM
تحليل سياسي

السعودية تجدد دعمها للبنان وبعبدا تنوّه بمبادرات المملكــــــة تجاهه
روسيا تدعو بيروت الى استانة وعون: من حقنا التنسيق مع دمشق نزوحاً
الحريري في لجنة المال:للحفاظ على نسبة العجز..وإيران: لا حرب مع واشنطن

المركزية- ملأت جولات الوفدين السعودي والروسي على القيادات المحلية، الساحة الداخلية اليوم، وقد دلّت الى مدى اهتمام المُجتمعَين العربي والدولي بلبنان واستقراره، من جهة، والى موقع بيروت الوسطي الجاذب لقوى متناقضة استراتيجيا وسياسيا، من جهة ثانية، والذي يجدر بالدولة والقيّمين عليها صونه، للافادة من مكاسبه سياسيا وماليا وحتى "ديموغرافيا" (ملف النزوح). أما خسارتها اياه، عبر انزلاقها الى محور من المحاور، فسيُفقدها النّعم التي يمكن ان تتدفّق اليها في حال التزمت النأي بالنفس وأحسَنَت في اقرار موازنة مرضية للدول الكبرى.  

الوفد السعودي: في زيارة لافتة شكلا ومضمونا، تؤشر- خاصةً مع وجود قائد الجيش العماد جوزيف عون في الرياض- الى انطلاق مسار عودة العلاقات اللبنانية – السعودية الى سابق عهدها، جال وفد من مجلس الشورى السعودي برئاسة صالح بن منيع الخليوي اليوم، على القيادات اللبنانية. فقد زار رئيسَ الجمهورية العماد ميشال عون، في قصر بعبدا حيث نقل الخليوي تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الامير محمد بن سلمان الى الرئيس عون والحكومة، وتمنياته بالتوفيق والسلام والامن للبنان. وشدد على العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وعلى اهمية استمرارها والدعم الذي تقدمه المملكة للبنان واستقراره، مؤكداً على ارتياح المواطنين السعوديين للمجيء الى لبنان، خصوصاً في فصل الصيف حيث يعتبرون انهم في بلدهم الثاني. وتحدث عن خطط المملكة من خلال رؤية 2030 المستقبلية والترحيب بأي دور يمكن ان يلعبه لبنان في هذه الرؤية. واشاد الخليوي بالدور الذي يقوم به الرئيس عون وحرصه على التضامن والتوافق العربيين... من جانبه، اشاد رئيس الجمهورية بالعلاقات الاخوية التي تربط لبنان والسعودية، منوهاً خصوصاً بالمبادرات التي قام بها خادم الحرمين تجاه لبنان واللبنانيين، وبالقرار الذي اتخذته المملكة برفع الحظر عن مجيء السعوديين الى لبنان، الامر الذي سيجعل موسم الصيف هذه السنة مميزاً بوجود الاشقاء السعوديين خصوصاً والخليجيين عموما في الربوع اللبنانية. وفيما اكد الرئيس عون على اهمية عودة السلام والتوافق بين الدول العربية، رأى ان الاختلاف في السياسة لا يجب ان يخرج عن المبادئ الميثاقية لجامعة الدول العربية.

لجنة الصداقة: الوفد السعودي عقد في مجلس النواب اجتماعا مع لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية- السعودية، حيث كان اتفاق على اعتبار هذا الاجتماع بداية لاجتماعات مقبلة في ضوء آلية التعاون والتنسيق وما سيقوم به الطرفان من تحديد عملي لجوانب التعاون، بما يضمن توسيعها .واشادا بالموقفين الرسميين للمملكة ولبنان، من التطورات العربية لاسيما في مواجهة الاخطار المحيطة بها، وضرورة مجابهة المخططات الارهابية التي تستهدفها.

لبنان في استانة: في الموازاة، واصل الوفد الرئاسي الروسي اليوم جولته على المسؤولين اللبنانيين. فاستهل لقاءاته من قصر بعبدا حيث استقبله الرئيس عون. وفي المناسبة، وجّه المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف الدعوة الى لبنان للمشاركة في مسار استانا للتفاوض حول الوضع في سوريا، لافتا الى ان بلاده تعتبر مشاركة لبنان والعراق ضرورية عند البحث في الازمة السورية. واشار الى ان موسكو ماضية في مكافحة الارهاب، مشدداً على مشاركة لبنان في خطواته لاجل عودة السوريين الى بلادهم وان هذا الموضوع سيكون محور بحث في مؤتمر استانا وسيلقى لبنان دعما روسيا في كل المجالات.

البحث مع دمشق: بدوره، أبلغ رئيس الجمهورية الموفد الرئاسي الروسي، ان لبنان معني بالمشاركة في مؤتمر استانا لانه يسهّل متابعة الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي يساهم في عودة النازحين السوريين، لاسيما وان في لبنان اكثر من مليون و500 الف نازح سوري ترك نزوحهم تداعيات سلبية على مختلف القطاعات اللبنانية. واوضح ان المشاركة في مؤتمر استانا لا تلغي حق لبنان في البحث مع الدولة السورية في تنظيم عودة النازحين الى بلادهم "ونرى في الدعم الروسي لتحقيق هذه العودة عاملا مهما في انتظار توصل المشاركين في استانا الى حلول نهائية للازمة السورية".

في الخارجية: وانتقل الوفد الى قصر بسترس حيث التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وأشار لافرنتييف الى "اننا ناقشنا الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط بشكل عام وبشكل مفصل موضوع النزوح السوري الذي يشكل أزمة في لبنان، ونحن نستمر في بذل الجهود من أجل تقدّم المبادرة الروسية ونسعى دائما لتأمين العودة الآمنة للنازحين السوريين". وزار الوفد بعدها، رئيس الحكومة سعد الحريري في السراي.

بري: واذ افيد ان الوفد الروسي اطّلع على نتائج الوساطة الاميركية لترسيم الحدود الجنوبية، وفي انتظار عودة الموفد الاميركي ديفيد ساترفيلد الى لبنان، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء التأكيد على موقف لبنان الموحد والثابت بعدم التنازل عن كوب واحد او انش من الأراضي اللبنانية، والتمسك بالسيادة اللبنانية كاملاً بحراً وبراً. واعتبر أن "صفقة القرن" لا يمكن أن تمر من دون "ريق حلو عربي"، منوها بالموقف الفلسطيني الموحد تجاهها. ونوّه بعمل لجنة المال، مؤكداً على حق مجلس النواب في ممارسة دوره بالنقاش في هذا الإطار. واعتبر أن كلفة الصفقات أغلى بكثير من الإصلاحات. وقال "إننا في مركب واحد، وعلى الجميع الإلتزام بالإصلاح وبآلية التعيينات المتفق عليها. وإننا بأمسّ الحاجة الى حالة طوارئ إقتصادية وإصلاحية للنهوض بالبلد".

الحريري في اللجنة: وليس بعيدا وبالتزامن مع الحركة الخارجية على الساحة المحلية، واصل رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم ما بدأه أمس في مجلس الوزراء من "حملة" للإسراع في "الحسم" ماليا وموازنتيا، رأفة بالوضع الاقتصادي، ولتوجيه اشارات ايجابية الى الدول المانحة. وللغاية شارك اليوم في جزء من جلسة لجنة المال والموازنة في ساحة النجمة بصورة مفاجئة. ومن هناك قال ان "ليست هناك مماطلة، بل نقاش ايجابي يحصل في مجلس النواب والمهم الحفاظ على نسبة العجز الموجود في الموازنة، وهي 7,59 % وبصراحة لدينا وضع اقتصادي صعب والتعاون بين مجلسي النواب والوزراء يجب ان يكون قائما، ونقلت لهم حريصي على انه يجب ان نكمل بالنسبة كما هي ويجب علينا ان نقوم بالاصلاحات وهذه كل رسالتي". وقال "ان يجب ان نكون دائما ايجابيين فما يجمعنا اكثر بكثير مما يفرقنا"، مضيفا "اتخاذ قرارات صعبة اصلاحية هو للحفاظ على الاستقرار وهذه التدابير تفيد مستقبل شباب لبنان وتؤمن الاستمرارية".

العسكريون..وخليل: وفي شأن غير بعيد من الموازنة، عاد حراك العسكريين المتقاعدين الى الشارع اليوم رفضا للمساس بحقوقهم، فاعتصموا امام مبنى "الوردات" وأقفلوا مداخله، ملوّحين بتصعيد اضافي غدا. وفي السياق، اشاروا الى أن "السلطة اليوم تستعدم هذه الطبقة وتلقي بفشلها على غيرها"، مشيرين الى ان "وجودنا هنا رسالة تحذير للحكومة الفاشلة التي تروج لموازنة الذل والعار ونقول لها ان كافة الاهداف مباحة بما فيها المطار وندعوها لتعجيل سياساتها فالجيش خط أحمر".. في المقابل، رأى وزير المال علي حسن خليل ان"قيل الكثير عن استهداف المؤسسات العسكرية والامنية وكلّ عملنا هو للحفاظ على مكتسباتها وحقوقها والتحدي هو في تأمين القدرة للاستمرار في تأمين التقديمات لهذه المؤسسات".

لا حرب: اقليميا، أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، أنه لن تكون هناك أي مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة. وقال "لا يوجد سبب لنشوب حرب. إلقاء الاتهامات على دول أخرى أصبح أسلوبا شائعا بين المسؤولين الأميركيين أثناء محاولتهم الضغط على دول أخرى". واشار الى ان إيران تتباحث مع روسيا والصين تحسبا لفشل المحادثات مع الاتحاد الأوروبي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o