Jun 17, 2019 6:09 AM
صحف

هل يُرجئ ساترفيلد عودته المرتقبة الى لبنان اليوم؟

علمت "الجمهورية"، انّ الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل ديفيد ساترفيلد، أرجأ عودته الى بيروت التي كانت مقرّرة اليوم.

وقالت مصادر معنية بملف الحدود، انّ ساترفيلد الموجود في اسرائيل، التي انتقل اليها من لبنان قبل نهاية الاسبوع الماضي، طرأت عليه بعض الامور التي استدعت تأجيل عودته، مشيرة الى انّ رئاسة مجلس النواب تلقّت السبت الفائت اتصالاً هاتفياً اميركياً (تردّد انّ مصدره كان السفارة الاميركية في لبنان)، يطلب تأجيل موعد اللقاء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وساترفيلد، الذي كان مقرراً اليوم في عين التينة الى موعد لاحق.

ولفتت المصادر، الى انّ هذا التطور المستجد لا يوحي بأنّ هناك سلبيات طرأت على مهمة ساترفيلد، بل انّ الاميركيين اقترحوا التأجيل، وهذا معناه انّ الوسيط الاميركي سيصل الى بيروت في وقت لاحق.

لكن مصادر أُخرى قالت، إّن تأجيل ساترفيلد عودته سببه عدم تحقيقه اي جديد في مهمته الى اسرائيل، والتي هدفت الى الحصول على أجوبة واضحة حول آلية المفاوضات وعلى جواب نهائي على إصرار لبنان على التزامن بين الترسيم البحري والبري.

كذلك، علمت "اللواء" من مصادر رسمية متعددة متابعة لمهمة ساترفيلد انه اجّل زيارة لبنان التي كانت مرتقبة اليوم الاثنين الى موعد لاحق لإجراء مزيد من الاتصالات مع المسؤولين الاسرائيليين لم تعرف طبيعتها بدقة لكنها تتعلق بأمور لوجستية وتقنية وبكيفية صياغة الافكار والمقترحات التي يتقدم بها الجانبان.

واوضحت المصادر ان لا تعقيدات بالمعنى الحرفي للكلمة امام مهمة ساترفيلد، وخاصة حول موضوعي مهلة المفاوضات وتزامن تحديد الحدود البحرية والبرية، لكن الامور بحاجة الى اتفاق على صياغة بنود المفاوضات قبل ان تبدأ لكن ثمة معلومات غير مؤكدة وغير رسمية تفيد ان اسرائيل لا تزال ترفض الرعاية الدولية للمفاوضات وتريد الاكتفاء بالرعاية الاميركية وهذا ما يرفض لبنان القبول به.

وكانت صحيفة "الأنباء" الكويتية قد اشارت الى ان العاصمة اللبنانية بيروت ستنشغل اليوم ايضا بالزيارة الخامسة للسفير الاميركي في تركيا ديفيد ساترفيلد ضمن اطار السعي لترسيم الحدود البرية والبحرية للبنان مع اسرائيل.

ويبدو ان ساترفيلد وصل الى تفاهم مع الاسرائيليين بخصوص تفاهمات حول مذكرة نوايا مشتركة بين الطرفين تمهيدا للمفاوضات الثنائية مطلع الشهر المقبل، وتشترط اسرائيل اقتصار المفاوضات على الحدود البحرية دون البرية، والآخر ان تتم تحت رعاية اميركية وليست اممية كما يريد لبنان.

من جهة ثانية، أشارت "الاخبار" أن تل أبيب تنتظر أن تبدأ المفاوضات بينها وبين لبنان، مطلع الشهر المقبل، بعد التفاهم على مقدمات التفاوض على الحدود البحرية بين الجانبين، مع اشتراطها فصل الحدود البرية عن البحرية.

و"ترجيح" التفاوض الاسرائيلي، مبني على "التقدم الملموس" للوسيط الأميركي في حلحلة عقد وشروط متقابلة، من بينها تجاوز اسرائيل شرط القيد الزمني للمفاوضات، مقابل تجاوز لبنان الرعاية الأممية لها، وحصرها في الجانب الأميركي، وفق ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين تحدّثوا إلى وسائل الإعلام العبرية في اليومين الماضيين. 

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي مطّلع على نتائج محادثات ساترفيلد في لبنان وإسرائيل، انه تم التوصل إلى تسوية إزاء الشرط اللبناني المسبق المتعلق بمدة المفاوضات، فتقرر أن لا تُقيَّد زمنياً، بخلاف مطلب إسرائيل التي كانت تريد حصر مدة المفاوضات بستة أشهر، مع اتفاق الجانبين على أن يرد في مذكرة التفاهم أنهما سيسعيان الى إنهاء التفاوض خلال ستة أشهر.

من جهة ثانية، رجّح مسؤول إسرائيليّ بحسب صحيفة الشرق الأوسط، أن تبدأ المفاوضات المباشرة بين الطرفين في الشهر المقبل "إن لم تطرأ معوقات إضافيّة".
وقال المسؤول الإسرائيلي إنه خلال مباحثات ساترفيلد في لبنان وإسرائيل، الأسبوع الماضي، تمت حلحلة عدد من المعوقات التي منعت إطلاق المفاوضات حتى الآن، ومنها الجدول الزمني للمفاوضات، إذ رفض لبنان مقترحاً إسرائيلياً تكون المفاوضات، بموجبه، محكومة بجدول زمني مدّته 6 أشهر، قبل أن يتفق ساترفيلد مع وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شطاينتس، ألا يكون الجدول الزمني للمفاوضات صارماً، والاكتفاء بإعلان الولايات المتحدة، في بيان المفاوضات الافتتاحي، عن أملهما بأن تنتهي المفاوضات خلال 6 أشهر.
ويأمل ساترفيلد أن يغادر بيروت إلى تل أبيب وهو يحمل موافقة المسؤولين اللبنانيين النهائيّة. وقد اتفق حتى الآن على أن تعقد المفاوضات في مقرّ الأمم المتحدة في معبر الناقورة الغربي على شاطئ البحر المتوسط، بمشاركة مندوب من الأمم المتحدة، غير أن من سيقوم بدور الوسيط هو المندوب الأميركيّ. وستكون هذه المرّة الأولى التي يجتمع فيها مسؤولون سياسيون رسميون، إسرائيليون ولبنانيون، بصورة مباشرة وعلنيّة في غرفة مغلقة منذ تسعينيّات القرن الماضي.
وتقدر السلطات الإسرائيلية أن "حزب الله" اللبناني، الذي عرقل هذه المفاوضات حتى الآن، اتخذ قراراً استراتيجياً بإجراء المفاوضات، على أمل أن تؤدي إلى خفض التوتر مع إسرائيل. ولكنها لم تستبعد أيضاً أن يقرر التخريب عليها في مراحل لاحقة.
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o