Jun 15, 2019 10:07 PM
منوعات

وفاة المخرج الإيطالي فرانكو زيفريللي

توفي اليوم مخرج السينما والأوبرا الإيطالي فرانكو زيفريللي، الذي ذاع صيته بأفلام مثل "روميو وجولييت" وأعماله الموسيقية الغزيرة في أكبر مسارح العالم، عن 96 عاما.

كان زيفريللي يحظى عادة بتقدير الجمهور أكثر من النقاد وهو آخر فرد من جيل عمالقة السينما الإيطالية الذي جاء بعد الحرب العالمية الثانية وكان يشمل فيدريكو فيلليني ولوكينو فيسكونتي وفيتوريو دي سيكا. أخرج زيفريللي أفلاما مهمة وعمل مع نجوم منهم إليزابيث تيلور وريتشارد برتون ولورانس أوليفيه وأليك جينيس وفاي دونواي وجون فويت.

وقال داريو نارديلا، رئيس بلدية فلورنسا مسقط رأس المخرج الشهير، في تويتر: "رحل صباح اليوم فرانكو زيفريللي، أحد أعظم رجال الثقافة في العالم، وداعا عزيزي المايسترو، لن تنساك فلورنسا أبداً". وكان زيفريللي واصل نشاطه حتى سن الشيخوخة، على الرغم من أنه أصبح ضعيفًا بشكل كبير وكان يقضي سنواته الأخيرة على كرسي متحرك، وكان محاطًا بالكلاب في فيلته الكبيرة في ضواحي روما. وفي إعلان الوفاة، وضع الموقع الإلكتروني لمؤسسته صورة لزيفيريلي وعبارة "وداعا مايسترو".
 
ترك زيفريللي بصماته الواضحة على السينما الإيطالية والعالمية بأفلام مثل "روميو وجولييت"، و"ترويض النمرة"، "مسيح الناصرة"، هذا العمل الذي أُنتج العام 1977 يروي ميلاد يسوع وحياته وخدمته وصلبه وقيامته. فيه، يؤدي روبرت باول دور يسوع. ويشمل المسلسل نخبة من الممثلين الأميركيين والأوروبيين منهم سبعة فائزين بجائزة الأكاديمية هم آن بانكروفت، إرنست بورغنين، لورنس أوليفييه، كريستوفر بلامر، أنطوني كوين، رود ستايغر وبيتر أوستينوف.
 
في مقابلة تلفزيونية، تحدث إرنست بوغنين قبل وفاته عن فيلم "مسيح الناصرة" الذي جسّد فيه دور قائد المئة. قال أنه عندما حان وقت تصوير القسم الذي كان يشارك فيه مؤدياً دور من يُعتقَد أنه كان من المسيحيين الأوائل، قال له المخرج أنه سيضع له علامةً بدلاً من المصلوب إذا لم يكن لدى بوغنين مانع. في تلك الأثناء، كان بوغنين يفكر أنه كجندي لا يحب ما يفعلونه بيسوع وكيف يعذبونه، وكان يفكر بالاعتزال. وقبل أن يبدأ التصوير، سأل بوغنين زيفريللي: "يا سيدي، هل تمانع أن يقرأ أحدهم ما قاله يسوع قبل موته؟". فأجابه زيفريللي: "سأفعل ذلك بنفسي".
 
قرأ زيفريللي: "اغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون". عندها، وأثناء نظر بوغنين إلى النقطة الموضوعة على الصليب، تخيل رأس المصلوب ينحني. فأجهش بالبكاء لأنه تأثر جداً. نظر فرأى الجميع يبكون. حينئذ، أوقف المخرج المشهد سائلاً إرنست إذا كان قادراً أن يمثل المشهد من دون الإفراط في ذرف الدموع. ماذا عنا نحن؟ هل نتأثر عندما نتذكر أن يسوع تألم ومات من أجلنا؟ هل نراه في الفقير والمُعذَّب والمظلوم والمشرد؟ لقد تألم ليفتدينا ويحررنا.

وكان زيفريللي يقول: "كل ما يتخلّق في وسط إبداعي آخر، كالرواية أو المسرحية، عندما ينزح إلى وسط هائل، كالسينما، عليه أن يقبل ويسلّم بالقوانين الخاصة بهذا الوسط الجديد.. مثل مدّة الفيلم، لغة الصور، وغيرها. بالتالي فإن الاعداد أمر يتعذّر اجتنابه، وضرورة لا أحد يستطيع الإفلات منها. الحوارات المبهمة، التي لا يفهمها الجمهور، ينبغي حذفها أو إيجاد حلول أخرى لها. يجب أن تتعامل أيضاً مع فيض من الصور الإيضاحية اللفظية، التي هي ليست ضرورية في السينما، كذلك الحبكات الجانبية، التي هي مقبولة على خشبة المسرح، أو في القراءة، لكن في الأفلام، الحبكات الجانبية تتطفل وتتداخل طوال الوقت، ويصعب التعامل معها".

في العام 2004 سيصبح زيفريللي الذي أخرج أفلام كبار النجوم مثل اليزابيث تايلور وبلاسيدو دومينغو، أول إيطالي يحصل على وسام الشرف من رتبة فارس من بريطانيا. وكان نجمه زيفريللي الذي سطع في ستينات القرن الفائت، بالأفول مع تقدمه في العمر. وأخرج زيفريللي لمجموعة من الممثلات القدامى، ومن بينهما جودي دينش وجوان بلاورايت، فيلم "شاي مع موسوليني" عام 1999، كما اخرج أخيراً فيلم "كالاس للأبد" عن صديقته العزيزة نجمة الأوبرا الراحلة ماريا كالاس. ووتدور أحداثه في الشهور الأربعة الأخيرة من حياة هذه المغنية اليونانية ليس مجرد فيلم آخر يضاف الى الافلام التي اخرجها زيفريللي حتى الآن والذي رشحه آخرها "روميو وجولييت" للفوز بجائزة الاوسكار الى جانب افلام شهيرة مثل "ترويض النمرة" من بطولة ريتشارد بورتون واليزابيث تايلور وفيلم "شاي مع موسيليني". "كالاس للأبد" هي محاولة من جانب زيفريللي للغوص في الأيام الأخيرة لصديقة كانت تثق به جدا خصوصا خلال علاقتها العاصفة بثري الازياء الملياردير اليوناني ارسطوطل اوناسيس والتي انتهت بخيانته لها وجريه وراء الاميركية الأولى جاكلين كينيدي. كذلك كانت كالاس صديقة زيفريللي الذي اخرج أعمالها الاوبرالية والذي حاول لاحقا اخراجها من عزلتها واكتئابها حينما لم يعد صوتها يلبي التميز الغنائي الذي اعتادت عليه وارادت ان يبقى. وقد اختار زيفريللي ان يسرد على جمهوره مجريات تلك الايام بأسلوب قصصي روائي.

وفي إيطاليا، اشتهر زيفريللي، كان مقرباً من حزب "إيطاليا... إلى الأمام" الذي تزعمه سيلفيو بيرلوسكوني، وعرف بآرائه السياسية المحافظة وأفلامه الدينية مثل "مسيح الناصرة".  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o