Jun 13, 2019 4:43 PM
خاص

سوريا تربط الترسيم البري مع لبنان بانتهاء العملية مع اسرائيل
هوية مزارع شبعا ورقة قوية في يد دمشق لن تتنازل عنها الآن

المركزية- في موازاة وساطة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد لترسيم الحدود بين بيروت وتل أبيب التي تبدو تدور في الحلقة نفسها من دون ان تحرز تقدماً أو خرقاً يؤمل ان ينقل الملف الى مرحلة اطلاق المفاوضات غير المباشرة سريعاً، كما يأمل ساترفيلد الذي خصص زيارته الحالية للبنان لمحاولة الحصول على جواب لبناني واضح عما إذا كان يريد فصل البر عن البحر، ويكتفي بترسيم الحدود البحرية والسقف الزمني للمفاوضات، تبذل موسكو جهوداً في الاتجاه السوري من اجل اقناعه بترسيم الحدود البرية حيث النقاط المتنازع عليها كثيرة والفلتان مستشر في ضوء عدم ضبط المعابر غير الشرعية التي يبلغ عددها 143 بإقرار مجلس الوزراء، والبحرية ايضاً التي تشكل ضرورة قصوى قبل نهاية العام مع إطلاق دورة التراخيص الثانية للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية، ذلك ان عدم التوصل الى اتفاق في شأن حل النزاعات الحدودية بين لبنان وجيرانه سيرتد سلباً على قطاع النفط والغاز في لبنان.

وبحسب ما أفادت المعلومات فإن برقية وردت اخيراً من وزارة الخارجية السورية الى نظيرتها اللبنانية تحت عنوان "سري للغاية"، اكدت موافقة دمشق على ترسيم الحدود البحرية. فرد لبنان شاكراً التجاوب، لكنه طلب موافقة على الترسيم الشامل براً وبحراً، مفنداً موجبات الترسيم البري، من دون ان يلقى جواباً حتى الساعة.

وتشير المعلومات ايضاً الى ان الموقف السوري، جاء في ضوء تكثيف الزيارات الغربية لا سيما الأميركية منها الى لبنان من اجل ترسيم الحدود الجنوبية، مع الاشارة الى ان سوريا تقدم الترسيم البحري على ما سواه كونه يتعلق ببلوكات النفط، تمهيداً لتقسيم هذه الثروة، وذلك بطلب روسي مباشر.

وفيما تتجنب  دمشق اظهار اي تدخل روسي في مجال الضغط لترسيم الحدود مع لبنان، على قاعدة ان الاخوة بين البلدين لا تحتاج وساطات على غرار الوساطة الاميركية بين لبنان واسرائيل، البلد العدو، تفيد اوساط ديبلوماسية "المركزية" ان موسكو ستلعب دورا محوريا في مجال ترسيم الحدود بين الدولتين الشقيقتين، تنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة، لا سيما 1559 و 1701 اولا، ولكون الترسيم يخدم مصلحة روسيا التي تتقاطع في مكان ما مع المصلحة الاميركية لبلوغ نقطة تفاهم واتفاق على توزيع النفوذ في المنطقة، في اطار مشروع السلام الجاري تسويقه ان في اطار صفقة القرن التي ستحضر في مؤتمر البحرين وفي اللقاء الامني الثلاثي الروسي الاميركي – الاسرائيلي في تل ابيب الشهر الجاري بحسب ما اعلن البيت الابيض، او في التسوية السورية التي تندرج في شكل ما ضمن "صفقة القرن"، باعتبار ان موافقة النظام السوري على السير بالصفقة، كما تقول المصادر، قد يشكل جزءا اساسيا من الحل السوري. وتعتبر ان روسيا اذا ما تمكنت من تحقيق هدف ترسيم الحدود البرية بين سوريا ولبنان فإنها تقدم "خدمة" لواشنطن، مطلوبة في هذا الظرف بالذات لتحسين العلاقات المتدهورة مع الادارة الاميركية التي قال عنها الرئيس فلاديمير بوتين اليوم انها "من سيء الى اسوأ"، اذ ان اي مشروع سلام لمنطقة الشرق الاوسط لا يمكن الا ان يلحظ تقاسم نفوذ ولو بنسب متفاوتة بين الدولتين العظميين.

وتشير الاوساط الى ان "التمنّع" اللبناني عن ترسيم الحدود البرية من جانب فريق "الممانعة" وبلوغ كل المساعي التي بذلت في هذا الاتجاه بفعل هذا التمنع الحائط المسدود، قد يتلاشى في ضوء تغير المعادلات الاقليمية المتحكمة بهذا الملف، الا ان الجانب السوري يريد الترسيم البحري اولا، كمايفعل الاسرائيلي، اما البري فبعد انتهاء الترسيم البحري مع اسرائيل وفي انتظار اتضاح مصير هوية مزارع شبعا دولياً، وهي ورقة بيد السوري في المرحلة المقبلة، وتاليا ليس في وارد تقديم تنازلات للبنان راهناً.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o