Jun 11, 2019 2:10 PM
خاص

اربع ثوابت يرتكز اليها مشروع السلام في اي تسوية
لبنان أكثر المعنيين بها فأيــــن الموقف الرسمي؟

المركزية- كل المؤشرات الميدانية والمواقف الصادرة من الغرب والشرق في شأن مصير الكباش الاميركي- الايراني المستفحل بفعل انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي تصب في خانة الجلوس الى طاولة المفاوضات مجددا واستبعاد فرضية نشوب حرب كان هوّل بها الطرفان واستخدماها اوراق ضغط لتحصيل القدر الاكبر من المكاسب قبل العودة الى الحوار الذي تريده بعمق واشنطن وطهران ولكل منهما اسبابها. فالرئيس دونالد ترامب لا ينشد الصراع العسكري ويُدرك انه قادر على جر الجمهورية الاسلامية بمختلف وسائل الضغط الى المفاوضات وتسجيل اتفاق نووي جديد في سجل انجازاته بما يتناسب ومصالحه نسبيا، وايران المخنوقة بالعقوبات على انواعها والتي تدرك المصير الآيلة اليه اذا لم تسلك طريق التفاوض، ليست في وارد الاقدام على مغامرة حربية، لا بل بدأت ترسل اشارات ورسائل طمأنة لترامب فحواها انها لن تتعرض لحليفته الاستراتيجية في المنطقة، اسرائيل، بحسب ما اعلن مرشد الجمهورية الايرانية السيد علي خامنئي اخيرا، اذ قال ان إيران "لا تقول إنها سترمي اليهود في البحر مثلما كان يقول بعض الحكام العرب السابقين"، فيما اعتبر موقفا استباقياً من ضمن عدة العمل المطلوبة لاستئناف المفاوضات، على ان تليه خطوات اخرى في الممارسات والمواقف، كما تقول اوساط دبلوماسية غربية لـ"المركزية" تبدأ مع التخلي عن الادبيات "الفظّة" و"النافرة" المستخدمة راهنا لتصبح عربة التفاوض جاهزة للانطلاق. 

وعلى رغم التباين بين واشنطن وحلفائها الاوروبيين، كما تضيف الاوساط، فالاتفاق قائم على خريطة طريق لمنطقة الشرق الاوسط ومسارها المفترض ان يقود دولها التى ترتكز الى ثوابت يعمل الغرب بوحيها ويسعى الى تثبيتها وتحصينها ابرزها:

-امن اسرائيل الذي يعتبر حجر الرحى  في اي مشروع  اميركي للسلام في المنطقة، اذ يرتكز مجمل الحراك الذي يقوده المسؤولون الغربيون على قاعدة "امن اسرائيل اولاً". وفي هذه الخانة تندرج حتمية انهاء قضية صواريخ حزب الله في لبنان، لا سيما بعد المواقف التي اطلقها الامين العام السيد حسن نصرالله عن مصانع للصواريخ واسلحة في لبنان تهدد امن اسرائيل، وتاليا الطلب الى ايران استرداد الصواريخ الباليستية التي زودت بها الحزب وابعادها عن الحدود الاسرائيلية.

- الاتفاق النووي بعد العام  2025 وضرورة ضبطه ومنع ايران من الوصول الى القنبلة النووية التي لم تبلغها بعد وان كانت تصدر الصواريخ الباليستية، وضرورة منع ايران من محاولة التفلت من ضوابطه والزامها بالانضباط بالأطر الدولية المتفق عليها .

- حل الازمة السورية ووجوب ارساء تسوية دائمة لان استمرار النزف الدموي قد يفجر المنطقة برمتها ويعيد انعاش الاصوليات والحالات الارهابية.

-انهاء النفوذ الايراني في سوريا، وهي مهمة اُوكلت الى روسيا التي تتقن فن بلوغ اهدافها في الميدان، بدليل الاشتباكات التي وقعت في الداخل السوري بين ألوية مناصرة لروسيا وعناصر من الحرس الثوري وحزب الله، في خطوة اعتبرت مثابة رسالة الى ايران لمغادرة سوريا، لان موسكو ترفض اي شراكة في الملف السوري.

النقاط الاربع المشار اليها، تؤكد الأوساط، انها ضرورية ولا يمكن لأي مشروع سلام او تسوية سياسية ان تبلغ مراميها من دونها، مستغربة الصمت اللبناني المُطبق ازاء ما يدور على خشبة مسرح التسويات من النووي الى صفقة القرن واستتباعاتهما، وهو المعني اكثر من غيره ان في ما يختص بملف حزب الله وصواريخه او بترسيم الحدود مع اسرائيل التي يبدو دخولها حيز التنفيذ قاب قوسين مع عودة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد الى بيروت مجددا مدججاً بالايجابيات، فأين الدولة والسلطات الرسمية من كل ما يجري؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o