Jun 10, 2019 3:36 PM
خاص

"صـــفقة القرن" تصطدم بالتــطورات السياسية الاسرائيلية
ولبنان يقود حملة دبلوماسية خارجية لرفض توطين الفلسطينيين

المركزية- كان من المفترض ان ترفع الادارة الاميركية الستارة عن صفقة القرن اواخر شهر رمضان كما كان متوقعاً، لكن رياح التطورات الاسرائيلية من خلال فشل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة وحلّ الكنيست وتحديد السابع من ايلول المقبل موعداً للانتخابات الجديدة، قذفت المشروع الى المجهول على وقع "اصطدام" جولة كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، الى المنطقة منذ اسابيع، بالتطورات المتلاحقة.

وتأتي هذه التطورات الاسرائيلية "غير المتوقّعة"، لتطرح تساؤلات عديدة حول كيفية تعامل الرئيس دونالد ترامب مع المعارضة الاسرائيلية التي يُمثّلها تحالف الجنرالات اذا ما فازت بالانتخابات المقبلة، وهو الذي هاجمها قبل الانتخابات واتّخذ كل الاجراءات لتأمين الفوز لحليفه وشريكه في الصفقة"؟

على اي حال، لا يبدو ان المطبات الني نشأت امام الصفقة تقتصر على "الفوضى" الاسرائيلية الداخلية اذا صحّ التعبير، بل انطلقت اولاً من البيت الاميركي، اذ وبحسب اوساط دبلوماسية فان الرئيس ترامب لم يحصل حتى الان على غطاء الكونغرس للسير بها، وان في الولايات المتحدة من يدعم الموقف الذي صدر عن الامم المتحدة باعتماد حل الدولتين للصراع العربي الاسرائيلي، حتى ان منظمة "ايباك" الاسرائيلية تتحفظ على الصفقة لانها ترى وجوب تعديلها".

في تقدير الاوساط الدبلوماسية لـ"المركزية" فان تنفيذ صفقة القرن ليس قريباً، فالعوائق كثيرة، والرئيس الاميركي لن يتمكّن من طرح المشروع مجدداً قبل تذليلها، لاسيما عند حلفائه الاوروبيين (سجّلوا ملاحظات وطالبوا بتعديل الصفقة)  بعدما لمست ادارته ذلك سواء من المحادثات التي اجراها هو ومسؤولون اميركيون مع مسؤولين اوروبيين".

ولا تستبعد الاوساط "ان يتم تعديل صفقة القرن في ضوء الملاحظات والاعتراضات الفلسطينية وعدد من الدول العربية لجهة تجاهل حق العودة وتوطين الفلسطينيين حيث هم، علماً ان لا موقف عربياً رسمياً من المشروع".

اما لبنان الذي يبدو انه لن يكون بمنأى عن تأثيرها نظراً لاحتضانه مخيمات تؤوي اللاجئين الفلسطينيين منذ بدء الصراع العربي-الاسرائيلي، فانه ضد هذه الصفقة لانها تفرض التوطين، وهو اصلاً يحمل لواء رفض التوطين في معظم اطلالات الرؤساء الثلاثة في المحافل الدولية وفي اي استحقاق او مناسبة محلية.

واشارت اوساط وزارية لـ"المركزية" الى "ان الحكومة ستواجه "صفقة القرن" في المحافل الدولية ولدى اصدقائها الغربيين بحملة دبلوماسية ناشطة يكون عنوانها رفض كل اشكال التوطين كما جاء في الدستور، من دون مواربة لانها تترك مضاعفات داخل الساحة اللبنانية، لان التوطين قد يجر وراءه توطين النازحين السوريين استناداً الى المواقف الخارجية "المُتخاذلة" في هذا المجال".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o