Jun 09, 2019 3:32 PM
خاص

مقايضة اميركية - اسرائيلية عشية جولة كوشنير المتعثرة الى أوروبا
تل ابيب "تنتقم" لواشنطن من الأوروبيين و"تقنن" حراكهم في الضفة وغزة

المركزية- كشفت تقارير دبلوماسية تبادلها مسؤولو الاتحاد وبعض العواصم الأوروبية اطلعت "المركزية" على مقتطفات ملخصة منها، عن مضمون سلسلة من الإجراءآت الإسرائيلية المتشددة التي تحول دون تحرك الشخصيات الأوروبية وموفدي المؤسسات الإجتماعية والإنسانية في مناطق الضفة الغربية وغزة رفضا لتوجهات السياسات الأوروبية الجامعة التي لم تعترف بعد بالقرارات الأميركية والإسرائيلية بنقل العاصمة الرسمية لدولة اسرائيل "اليهودية القومية" الى القدس بدلا من تل ابيب بالإضافة الى ادانة الإعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي زار بيروت مؤخرا ان العلاقات بين الإتحاد بمختلف مؤسساته وخصوصا تلك الإنسانية والتي تعنى بقضايا اللاجئين الفلسطينيين والسياسات الشرق - اوسطية تمر في أسوا مراحلها مع تل ابيب منذ قيام الدولة العبرية.

ولفت الدبلوماسي الأوروبي انه زار بيروت بعد انتظاره اكثر من 40 يوما إذنا اسرائيليا للقيام بجولة في مناطق الضفة الغربية في مهمة لمتابعة ورش العمل والمشاريع التي بداتها منظمته فيها وتفقد النتائج التي آلت اليها.

لم يكن إعتراف الدبلوماسي الأوروبي يتيما فقد كشفت التقارير الدبلوماسية عن رسالة وجهها الإتحاد الأوروبي الى الحكومة الإسرائيلية لتبرير الرفض باعطاء الأذونات التي اعتادوا نيلها منها للدخول الى أراضي السلطة الفلسطينية ولفترات محددة لا تتناسب والغايات التي يريدها الزوار في مرحلة تلت رفض الحكومة الإسرائيلية التصاريح والأذونات التي كان ينالها المسؤولون الأوروبيون من السلطات الأردنية في عمان.

لم تقدم – بحسب المعلومات المتوفرة- اسرائيل جوابها بعد بانتظار بعثة اوروبية قد تزور اسرائيل الأسبوع المقبل من اجل البحث في الكثير من القضايا العالقة بين الطرفين. فالشروط الإسرائيلية الجديدة تؤذي الطلاب الفلسطينيين والأوروبيين الذين يدرسون في الخارج او في الجامعات والمعاهد الفلسطينية التي يديرها مسؤولون اوروبيون وجمعيات داعمة لها من مختلف الجنسيات الأوروبية كما بالنسبة الى ممثلي الجمعيات الإنسانية والمتطوعين في الكثير من النشاطات التي تقوم بها في المناطق الفلسطينية المحتلة.

وفي الإجراءآت الإسرائيلية انهاء إقامات عدد من مسؤولي منظمة "الأونروا" التي تدعو اسرائيل الى وقف نشاطاتها في اعقاب القرارات الأميركية التي ادت الى تقليص تمويلها توصلا الى انهاء مهماتها والقاء تبعاتها وما كان على عاتقها من خدمات طبية وتربوية واجتماعية على الدول والحكومات المضيفة للاجئين الفلسطينيين قبل ان تنجدها الحكومات الأوروبية والدول الخليجية والعربية.

ومن هذه الزاوية بالذات يستغرب التقرير الاوروبي اقدام اسرائيل على استبدال الترتيبات التي كانت ممنوحة الى المنظمات والجمعيات الأوروبية بتلك القطرية التي تمول بعض الأحزاب والمؤسسات في قطاع غزة ومنها حماس والجهاد الإسلامي بعد تقليص خدمات الأونروا وتعزيز كل اشكال الإنفصال بين غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية في اعقاب سلسلة العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.

لم تقارب التقارير الدبلوماسية ما هو مرتقب من تفاهمات جديدة بين الحكومة الاسرائيلية ومسؤولي الإتحاد الأوروبي بانتظار ما هو مرتقب من لقاءآت لكنها انتهت الى مجموعة من الأسئلة ابرزها تلك التي ربطت بين العقوبات الإسرايلية على الأوروبيين وتوتر العلاقات السياسية والإقتصادية في ما بينها والولايات المتحدة الأميركية في المجالات التجارية والصناعية وسلة الضرائب والرسوم التي يجري التلاعب بها اميركيا في نقض مباشر لمجموعة من التفاهمات والاتفاقيات الدولية التي ترعى التبادل التجاري بين واشنطن والمجموعات الدولية والأوروبية واحدة منها.

وعليه فرضت النتيجة التي وصلت اليها التقارير "معادلة" جديدة لم تتضح معالمها بعد وهي تقول ان اسرائيل تنتقم للولايات المتحدة عشية الجولة التي سيقوم بها مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاريد كوشنير  الى اوروبا في محاولة صعبة لتسويق خططه لانهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في ظروف غير مؤاتية  بـ "تقنين" الحراك الأوروبي في الأراضي الفلسطينية. فترامب سبق ان اغدق على حكومة نتانياهو الهدايا من ملفات القدس الى "الأونروا" الى الجولان السوري المحتل قبل الإنتخابات الأخيرة. لكن ما ظهر جليا ان كل جرعات الدعم هذه لم تؤد الى بقاء بنيامين نتانياهو في السلطة بقوة تؤهله لقيادة الحكومة منفردا. وجاء فشله في تشكيل الحكومة الجديدة ليثبت ذلك. وهو ما دفعه الى الدعوة الى انتخابات مبكرة في اقل من ستة اشهر على الأولى في سابقة لم تشهدها اسرائيل من قبل.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o